مرض التوحّد عبر قصص إلكترونية للأطفال

مرض التوحّد عبر قصص إلكترونية للأطفال

25 أكتوبر 2015
القصص مدخل للتعرف على الأمراض والأعراض(GETTY)
+ الخط -
عندما تضع وسائل الإعلام الفائدة إلى جانب الترفيه في برامجها، وتتحمّل مسؤولية المشاركة في التوعية إلى جانب مختلف مؤسسات المجتمع، عندها تتوجه إلى معالجة مسائل شائكة وعناوين تشغل بال الصغار والكبار على حد سواء، بمختلف القضايا الاجتماعية والتربوية والصحية وغيرها.


انطلاقاً من هذا التوجه، ولتسليط الضوء على مرض التوحّد عند الأطفال بطريقة إعلامية جاذبة للصغار، يستعد برنامج Sesame Street الأميركي، لإطلاق شخصيته الجديدة: جوليا، التي تتميّز عن غيرها من الشخصيات بأنها مصابة بالتوحّد، وتتصرّف بشكل مختلف، بهدف مساعدة الأطفال على فهم هذا المرض، والتعرّف على أعراضه، لكي يكونوا أكثر تسامحاً مع الأطفال المصابين به.

يعود اختيار البرنامج الإضاءة على مرض التوحد عند الأطفال، عبر قصص إلكترونية، انطلاقاً من مسألتين، إحداهما أن الأطفال المصابين بالتوحد يتعرضون للتنمّر والتخويف من قبل أقرانهم في المدارس والمؤسسات، لأن بعض السلوكيات التي تصدر عنهم تكون مثار استغراب وسخرية، لأنها غير مفهومة من قبلهم.

اقرأ أيضاً: التوحد ابن الوراثة والبيئة معاً

وتشير الطبيبة الأميركية جانيت بتانكور، في هذا السياق، إلى أن "طفل التوحد معرض 5 مرات أكثر من غيره من الأطفال للتنمر، والتخويف. وهذه النسبة غير قليلة إذا عرفنا أن طفلاً من كل 68 طفلاً يشخّص بإصابته بالتوحد في الولايات المتحدة". واعتبرت أن من المهم أن يعلم كل الأطفال كنه مرض التوحد، لأن الهدف هو تعليمهم الأمور التي تجمعهم بالآخرين وليس التي تفرقهم.


أما المسألة الثانية، فتعود إلى أن كاتبة قصص الأطفال الأميركية ليزلي كيملمان، وكاتبة قصة جوليا لبرنامج Sesame Street، عن موضوع التوحد تحديداً، وذلك بناءً على خبرتها الشخصية في هذا الموضوع، كونها أماً لطفل مصاب بالتوحد. وقد صرحت أنها لا تريد إبقاء تجربتها حبيسة الجدران، بل أرادت أن تفيد الآخرين من تجربتها مع ابنها، الذي تم تشخيص إصابته بأعراض التوحد منذ 20 عاماً.

وتقول الكاتبة عن تشخيص المرض لدى ابنها بأنه غيّر عالمها بشكل عميق. لم تكن تعرف شيئاً عن التوحد يومها، وكذلك المتخصصون من حولها. على عكس اليوم، حيث زادت نسبة الوعي وخطا العالم خطوات تقدمية باتجاه معرفة وتشخيص التوحد، والذي لا يزال رغم التطورات لغزاً محيّراً يؤثر بكل طفل بشكل مختلف ومغاير عن الآخر. وتعتبر أن كل شخص مصاب بالتوحد هو حالة إصابة خاصة قد لا تشبه غيرها.

اقرأ أيضاً: المتوحّد يحتاج إلى الإصغاء وليس العلاج


ويطرح البرنامج، الذي يتوجه للأطفال بين عمر السنتين والخمس سنوات، أعراض المرض ومواصفاته على لسان جوليا المصابة به والشخصيات التي تشاركها في قصص البرنامج الإلكترونية. ويرتكز على حوارات تبيّن صفات جوليا المتوحدة. منها مثلاً أن والدها عندما يطرح عليها سؤالاً يكرره عدة مرات، كما أنه ينتظر إجابتها التي لا تأتي سريعاً، كما أنه يحدثها بأقل عدد من الكلمات.

فعندما يقوم طفل التوحد بالتصفيق المتواصل أو خبط القدمين، أو تحريك الجسم بشكل متتابع، أو إصدار الضجيج، يكون ذلك تعبيراً عن سعادتهم أو تعاستهم، عندها يفهم الصغار من حولهم معنى هذا السلوك الذي يستغربونه. وقصص جوليا في Sesame Street ستبيّن سلوكها وتصرفاتها وردود فعلها المختلفة عن باقي شخصيات البرنامج، ولكن إذا لم تتواصل معهم بالنظر، أو لم تجب فوراً على أسئلتهم، فهذا لا يعني أنها لا تريد أن يكون لديها أصدقاء، وإنما يدل على أن هذه هي شخصيتها.

اقرأ أيضاً: نقص المراكز يهدد أطفال التوحد في السعودية

المساهمون