مرشدون دينيون يستعدون للدخول إلى ثكنات المغرب

26 أكتوبر 2017
146 مرشداً يؤطرون جنود المغرب دينياً حالياً (تويتر)
+ الخط -
يستعد فوج جديد من الأئمة والمرشدين الدينيين بالمغرب، يبلغ عددهم 100 مرشد وإمام، للالتحاق بمختلف الثكنات العسكرية للجيش المغربي في يناير/كانون الثاني المقبل، ليبلغ مجموع المرشدين العاملين في صفوف الجيش المغربي 246 فردا.

وانطلق في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين، التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، تدريب وتكوين مائة مرشد ديني سيتخصصون في العمل ضمن الثكنات العسكرية.

وأكد المعهد في هذا الصدد، أن توجيهات الملك تقف وراء إطلاق برنامج تكوين دفعة جديدة من المرشدين الموجهين للتأطير والتدريب الديني للجنود في ثكنات القوات المسلحة الملكية.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه في إطار تأهيل وتوجيه المشرفين الدينيين داخل المؤسسة العسكرية، تم إعداد دليل يجري اعتماده، على أساسه سيتم تكوين هذه الدفعة من المشرفين الدينيين في المبادئ العامة المتعلقة بمهمة الإمام والواعظ الديني، في إطار ثوابت المملكة، وهي الدين الإسلامي والوحدة الترابية والمؤسسة الملكية.

ويعمل المعدّ المذكور، وفق برنامج رسمي، على تكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في مجال الإمامة والإرشاد وتمكينهم من المناهج والمعارف التي تؤهلهم للقيام بالمهام الموكولة إليهم.



وأوضح محمد سيتوني، وهو مرشد ديني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن تخصيص مرشدين دينيين لإلقاء دروس ومحاضرات وورشات، وتلقين معارف دينية وسطية في صفوف الجنود، مبادرة محمودة تدخل في سياق هيكلة الحقل الديني بالبلاد.

وتابع المرشد الديني أن المرشدين الدينيين الذين يتخرجون من معهد محمد السادس منذ سنوات دخلوا عددا من المجالات والقطاعات، من قبيل المستشفيات والمؤسسات السجينة أيضا، بهدف نشر الإسلام الوسطي المعتدل وسط رواد السجون.

واسترسل المتحدث بأن تخصيص عشرات المرشدين الدينيين للتواصل مع الجنود في الثكنات العسكرية يسير في السياق نفسه، أي ترسيخ مبادئ الإسلام المعتدل ومحاربة الغلو والتشدد في الدين، لدرء أي انحرافات عقدية أو فكرية غير محمودة العواقب.

وشدد المرشد الديني على أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تسعى من وراء إقحام الأئمة والمرشدين بعد تكوينهم وتدريبهم في مهام الوعظ والإرشاد داخل الثكنات العسكرية، إلى الحفاظ على المرجعية الدينية للمغرب التي تنبني أساسا على إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وتصوف الإمام الجنيد.

ولفت سيتوني إلى أن المغرب يعمل جاهدا على صون هويته الدينية التي تتسم بالاعتدال والوسطية والنأي عن التطرف والتشدد، حتى لا يقع أفراده في براثن الإرهاب متأثرين بالروافد الإيديولوجية الخارجية التي تأتي غالبا من نافذة الإنترنت.