مرشح الرئاسة في "فرع" الإخبارية السورية

18 مايو 2014
+ الخط -

ظهر المرشح الأول لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، ماهر حجار منذ أيام في لقاء مع قناة "الإخبارية" السورية في برنامج "دومينو السياسة"، ضمن التغطية الإعلامية لما يسمى بـ"الانتخابات التعددية"، وقوبل بأسئلة استفزازية لم تنجح في إضفاء لمسة "الديمقراطية المستحدثة" في سورية.

استمر اللقاء ساعتين متواصلتين، دار جزؤه الأول حول شخصية حجار وأصول عائلته، وجيرانه الذين لم يسمعوا به، ومعدله الجامعي. وقد سعى فريق الإعداد بمن فيهم المذيعة، إلى طرح أسئلة وعرض تقارير مسيئة لشخص حجار، ثم الاستهزاء من أجوبته، وكأنهم داخل جهاز أمني وحجار هو المتهم. ردّ حجار على الأسئلة الاستفزازية بقوله إنه ليس "سوبر ستار"، ولا يقدم نفسه تبعاً لخلفيته المعرفية، أو أصول عائلته، وأنه يكبر بوطنه، طالباً من المذيعة أن تنتقل لنقاط أكثر أهمية من "القيل والقال".

كل ذلك الاستفزاز جاء لإعطاء شرعية ودستورية للرئيس المقبل والانتخابات التي تقام على أنقاض سورية ودماء ما يفوق الـ 200 ألف قتيل، والـ 9 ملايين مهجّر.


سخرية من المؤيدين

حظي اللقاء بمتابعة واسعة من السوريين، أغلبهم من المؤيدين للنظام الذين يداومون على مشاهدة قنواته، وأجمعوا على "المهزلة" وخيبة الأمل التي حدثت على شاشة إعلامهم "الوطني"، مطالبين وزير الإعلام بالتدخل وإيقاف ما يحصل وإقالة فريق إدارة القناة، كما سارعوا لإطلاق النكات على "فرع الإخبارية"، وتصميم صور هزلية للمذيعة، فعلق أحدهم، "اللقاء يشبه برنامج الشرطة في خدمة الشعب، الذي كان يذاع على الفضائية السورية، المذيعة تأخذ دور علاء الدين الأيوبي مقدم البرنامج والسيد حجار يأخذ دور المتهم، ولم يبق إلا أن تسأل المذيعة "ندمان لأنك رشحت حالك، ويقلها ندمان والله ندمان".

وعلق الصحافي السوري، منير السيد، على المقابلة عبر صفحته على الفيس بوك، بقوله: "تعمّد واضح بالتسخيف، وهذا يدل على سخافة المذيعة، فالتقليل من احترام الضيف هو تقليل من احترام المشاهد، والإعلامي المحترف، خاصة الذي يتعاطى الشأن السياسي والعام، لا يحط من قدر ضيفه".

معارضون: أحببنا ماهر

من جانب آخر، أبدى بعض المعارضين الذين يعتبرون أنفسهم غير معنيين بموضوع الانتخابات أصلاً، بعض التعاطف مع حجار، فغرد أحد النشطاء على صفحته على موقع تويتر "انقلب السحر على الساحر فأحببنا ماهر حجار".

وعبرت ريم تركماني على صفحتها الشخصية قائلة "رغم أن الانتخابات الرئاسية السورية القادمة هي انتخابات غير شرعية بغض النظر عمن يترشح لها، لكن أداء ماهر حجار في مقابلته على الإخبارية السورية كان مفاجئاً ويعتبر نقلة كبيرة في الطرح بإصراره على استخدام مسمى "إعلام سلطة".

عذر أقبح من ذنب

وبعد سلسة من الانتقادات التي شهدتها ساحات مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين السابقين تعليقاً على مقابلة حجار، جاء رد من قناة "الإخبارية" السورية عبر صفحة الإعجاب الرسمية الخاصة بها على موقع فيسبوك، والتي تضم 245 ألف مشترك، معنونة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن إدارة القناة راضية تماماً عما جاء في الحوار الذي وصفته بأنه "إعلامي بامتياز" وأنه حمل أسئلة تهمّ مختلف شرائح المجتمع، وأن المذيعة وفريق الإعداد عملا بمهنية من دون قصد الإساءة، مستشهدة بتغطية الانتخابات الأميركية، عندما رشح الرئيس أوباما نفسه للرئاسة. الإعلام سأل عن جد جده ليعرف هل كان مسيحياً أم مسلماً، وسأل عن مكان إقامته وهل كان يتعاطى المخدرات؟".

شكر على نعمة المطر

يذكر ان الإخبارية السورية دأبت منذ اندلاع الثورة قبل ثلاثة أعوام، على أن تضع نفسها في موقع التهكم، فمن ينسى الحادثة الشهيرة لمذيعة المطر بتعليقها على خبر خروج المتظاهرين في حي الميدان الدمشقي، أنه "كان شكرا لربهم على نعمة المطر". إذ تغيب أدنى شروط المهنية في العمل الإعلامي، ويقيّم الإعلامي فيها بنسبة 90% بحسب طائفته، من وثم ولائه لرئيسه.

أخيرا، يخطر بالبال هذ السؤال: هل يشهد هذا "العرس الديمقراطي" في سورية، وما يتبعه من "إعلام حرّ"، لقاء تعريفياً بالبرنامج الانتخابي للمرشح الثالث، بشار الأسد، مع رفع الكلفة كما فعلت مذيعة الإخبارية مع ماهر حجار؟

دلالات
المساهمون