محمود وأحمد أخرجتهما الحرب من المدرسة

محمود وأحمد أخرجتهما الحرب من المدرسة

27 يوليو 2015
يرغبان في العودة إلى سورية (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تُبقِ الحرب في سورية للأطفال طفولتهم. وبدلاً من ذهابهم إلى المدرسة ولهوهم وإمضائهم الوقت مع أهلهم، ها هم يخوضون سوق العمل في سنّ مبكرة.

من هؤلاء محمود المصري وتوأمه أحمد، اللذان يعملان، ويساعدان أهلهما في نفقات البيت.

الطفلان سوريان في العاشرة من العمر، من مدينة الحجر الأسود في ريف دمشق. نزحا مع أهلهما قبل عامين إلى لبنان، ويعيشان منذ ذلك الحين في عبرا بمدينة صيدا الجنوبية.

يعمل محمود في محل لبيع المستلزمات الخاصة بالبرادي بالقرب من منزل أهله. وعن ذلك، يقول: "كنت أحب المدرسة، لكنني تركتها، مع إخوتي، ما إن نزحنا إلى لبنان. فأهلي لم تكن لديهم القدرة على تسجيلنا في المدرسة، بسبب وضعنا المالي التعيس جداً".

اضطر للبحث عن عمل مع إخوته الذكور الأربعة ومن بينهم توأمه كي يساعدوا الوالد في تأمين إيجار البيت ونفقات العائلة. يتولى محمود تنظيف المحل وترتيب البضائع ويتقاضى أربعين ألف ليرة لبنانية (27 دولاراً أميركياً) أسبوعياً. يبدأ دوامه في الثامنة صباحاً لينهيه في السادسة والنصف مساء. أما ساعة الغداء فيذهب خلالها إلى المنزل ليأكل هناك ويوفر بعض المال.

والد محمود يعمل بدوره في مخبز، وبقية إخوته يتوزعون على محلات قريبة أو بعيدة من المنزل. ويعمل أحمد في محمصة يتولى فيها مهام التنظيف وتوصيل طلبات الزبائن إلى منازلهم. ولا يتقاضى عن عمله هذا أكثر من 20 دولاراً أميركياً أسبوعياً.

في عيد الفطر، تلقى محمود "عيدية" من صاحب المحلّ الذي يعمل فيه بلغت 100 ألف ليرة (67 دولاراً) من أجل شراء الملابس. وبالفعل اقتسمها مع شقيقه التوأم.

يعطي محمود كلّ راتبه لوالدته مساهماً في النفقات الكبيرة للعائلة المكونة من الأب والأم وأربعة أولاد وبنتين لا تعملان. هو راض عن حياته كذلك، لكنّه يرغب بشدة في العودة إلى سورية كي يلتقي بأصدقائه مجدداً ويلتحق بالمدرسة. ومع ذلك، يشعر أنّ ذلك لن يحصل ويشعر أنّ الحرب ستدوم طويلاً. لذلك، هو يطمح أن يتمكن يوماً ما من افتتاح محل خاص للهواتف المحمولة. أما شقيقه التوأم أحمد فيتمنى بدوره أن تنتهي الحرب في سورية، لكنّه يطمح إلى تحسين أحواله وأحوال أهله هنا في لبنان. ويتمنى أن يكبر سريعاً ليتمكن من افتتاح محل لبيع المواد الغذائية، والأفضل أن يكون "سوبرماركت".

هي أحلام أطفال لا تشبه الطفولة بشيء. أحلام يفرضها واقع قاس على اللاجئين السوريين في لبنان، وعلى أطفالهم.

إقرأ أيضاً: رامي... نازح إلى لبنان يحلم بالهجرة

المساهمون