محللون: الحملة الخليجية مرتبطة بزيارة ترامب للرياض.. وقطر نجحت بامتصاص "الصدمة الأولى"

08 يونيو 2017
ربط أزمة الخليح بزيارة ترامب للرياض (الأناضول)
+ الخط -
يعتقد محللون سياسيون في الجزائر أن الأزمة بين قطر ومحور السعودية والإمارات والبحرين لها علاقة وثيقة بتداعيات زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرياض قبل أسبوعين، مؤكدين أن قطر نجحت، حتى الآن، في "امتصاص الصدمة الأولى"، وأنها بصدد تحويل علاقاتها المحورية إلى منفذ للتخلص من ضغوط الأزمة.


وفي السياق نفسه، كتب المفكر والدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، محي الدين عميمور، أن "ما يحدث هو أولى نتائج زيارة الرئيس الأميركي إلى الرياض"، مؤكدا أن "النتائج الأولية لزيارة ترامب للمنطقة العربية هي محاولة تدمير الجزيرة الصغيرة، التي فضحت غوانتانمو وأبو غريب، واحتضنت "حماس"، ورفضت أن تحني رأسها للانقلابيين"، مضيفا: "ولا تسألوا عن الجامعة العربية فهي ذيل للذيل".


وأشار عميمور إلى أن "الإثنين 5 يونيو هو تاريخ العدوان الإسرائيلي على مصر في ستينيات القرن الماضي، والذي ضاعت فيه سيناء والضفة الغربية، بما فيها القدس، والاختيار لم يكن عفويا"، حسب قوله.




وذكر الإعلامي والمحلل السياسي، رشيد ولد بوسيافة، أنه "يتوجب النظر إلى الأزمة الخلجية الراهنة في علاقة بتوجهات الرئيس الأميركي"، مشددا على أنه "بعد هذه التطورات المؤسفة أصبح من الخطأ النظر إلى الأزمة الخليجية على أنها خلافاتٌ داخل البيت الخليجي، بل نحن بصدد توجّه جديد يقوده ترامب، تتحوَّل معه عددٌ من الدول الفاعلة في المنطقة إلى مجرد أعوان لتنفيذ السياسة الأميركية، والدليل سيل التغريدات التي أطلقها الرئيس الأميركي وهو يذكي الإجراءات العقابية الإماراتية - السعودية ضد قطر، ويصف عزلها ببداية نهاية الإرهاب"، مضيفا: "يحدث هذا مع قطر مع أن التورط في دعم الجماعات المتشدّدة في سورية ليس صناعة قطرية".


وذهب المحلل السياسي، شقي بن حاد، إلى اعتبار أن زيارة ترامب لها علاقة بالتحولات الجارية، فـ"ترامب وعد في حملته الانتخابية بتحويل عاصمة الكيان الصهيوني إلى القدس، وأعتقد أن افتعال أزمة خليجية جزء من محاولة إشغال الرأي العام العربي لتنفيذ الخطة الأساسية لصالح الكيان الصهيوني".


وأكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، زهير بوعمامة، أن "لدى قطر القدرة على استغلال موقفها وطبيعة علاقاتها لصالحها"، مبرزا أنه "من المفارقات أن سياسات الدوحة التي كانت سببا في الأزمة من وجهة نظر خصومها هي ذاتها التي ستمكّنها تدريجيا من الخروج منها. قدرة قطر على توظيف علاقاتها المتنوعة مع كبار المنطقة، من غير العرب، إلى جانب العواصم الأوروبية المؤثرة، مكنتها من استغلال توازنات إقليمية لها فعل الردع ضد أي توجه للتصعيد من قبل مقاطعيها"


وأضاف بوعمامة أن "القوى الإقليمية الأساسية، من جهتها، استغلت الفرصة وانطلقت في تحركات تهدف إلى الوقوف ضد أي تغييرات إقليمية جوهرية تحجم من موقعها، بل إن تركيا كانت أكثر جرأة حين انتقلت إلى المبادرة بإقرار قانون يتيح نشر قواتها في قطر".


وذكر المتحدث ذاته أنه "في كل الأحوال نجحت الدوحة في امتصاص الصدمة، ونجحت في المناورة بالمتاح لها من أوراق دبلوماسية للإفلات من الزاوية، التي أريد لها أن تحشر فيها، رغم أن الخروج من الشرك الذي نصب لها ما زال يتطلب جهدا ووقتا، وربما تقديما لبعض التنازلات غير المهينة"، مشددا على أن قطر "لا تستطيع أن تتنكر لحقائق الجغرافيا والسياسة التي تفرض عليها اجتراح طريق دقيقة في منطقة غاية في التعقيد".


من جهته، ذكر الأستاذ الجامعي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، يوسف بن يزة، أن "التسرع طبع الموقف السعودي في اتخاذ قرارات قاسية ضد قطر، رغم وجود إمكانية للتدرج السياسي في القرارات"، مشيرا إلى أن "إعلان حالة الحصار، وطرد الرعايا، وغلق الأجواء، قرارات مبالغ فيها".