هكذا يخدم إسرائيل قطع العلاقات مع قطر

"سي إن بي سي": قطع العلاقات مع قطر يصبّ في مصلحة إسرائيل

08 يونيو 2017
ترامب زار السعودية وإسرائيل حصراً خلال رحلته (الأناضول)
+ الخط -





في تقرير لها حول الأزمة الراهنة في الخليج، بعدما قررت السعودية والإمارات ودول عربية أخرى قطع علاقاتها مع قطر، ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأميركية أن المستفيد الوحيد من ذلك هو إسرائيل، موضحة أنه يبدو من الخارج أن الأزمة ترتبط بإيران ومحاولات السعودية الحد من نفوذ إيران المتصاعد في المنطقة، لكنه يكفي التعمق في الأمر قليلا "لنرى أن عزل القطريين في هذه اللحظة بالذات يرتبط ببلد آخر غير إيران؛ ألا وهو إسرائيل".

وأضافت الشبكة أن الكثير من التقارير التي نشرت العام الماضي أكدت بشكل ملموس تزايد وتيرة التعاون بين السعودية وإسرائيل في ما يخص الشؤون الأمنية، وذلك مباشرة على ما يبدو بعد توقيع إيران اتفاقها النووي في عهد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.

وأشار تقرير "سي إن بي سي" إلى أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية أخذتا ما يكفي من الوقت، ولم تتسرعا في التخطيط لردّهما والتحضير للسيناريوهات المحتملة.

وأضاف أن صحيفة "ذا تايمز" البريطانية كانت أول من نقل في 2013 خبر وجود تعاون جدي بين إسرائيل والسعودية، يسمح لإسرائيل باستخدام المجال الجوي السعودي لشن ضربات على المواقع النووية الإيرانية.

وتساءل التقرير كيف تستفيد إسرائيل من قرار السعودية قطع العلاقات مع قطر؟ إنها النتيجة المنطقية، يورد التقرير، بعدما قال المسؤولون السعوديون في تبرير خطوتهم إنها تهدف إلى عزل قطر، وبأنها تدعم التطرف، وإنها أصبحت في صف إيران.

وأضاف التقرير أن قطر تدعم بشكل علني حركة حماس، التي تعتبرها دولة الاحتلال الإسرائيلي، جماعة إرهابية. وتابع أنه خلال الأيام التي سبقت الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية، ظهرت تقارير في الصحافة العبرية والعربية تشير إلى أن الرياض تمارس ضغوطاً لدفع قطر إلى قطع علاقاتها مع حماس.

إلا أن رفض قطر الاستجابة لتلك الضغوط، يقول التقرير، دفع المسؤولين السعوديين إلى التشدد أكثر، ولا سيما بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرياض الشهر الماضي، والإعلان عن اتخاذ خطوات جديدة لمواجهة الإرهاب. كما أن المسؤولين السعوديين أصبحوا أكثر جرأة على تهديد إيران وأي جهة تبدي تعاطفاً مع طهران، بعدما أوضح فريق ترامب تأييده التحالف العربي ضد إيران.

ولفت التقرير إلى أن السعودية وإسرائيل كانا البلدين الوحيدين اللذين زارهما ترامب خلال رحلته إلى الشرق الأوسط، وبأن الرئيس ترامب يعتقد أن السعودية لها الكلمة الأولى والأخيرة في العالم العربي السنّي، ويريد أن يستمر التعاون بين السعودية وإسرائيل.

وخلص التقرير إلى أن قرار السعودية بممارسة ضغوط على قطر بسبب دعمها حركة حماس بعد أيام على زيارة ترامب لا يبدو مجرد مصادفة. فـ"حماس" لديها عدو واحد حقيقي هو إسرائيل، كما ورد في التقرير، وبالتالي فإن محاولات السعودية تجميد الدعم القطري لـ"حماس" يوجد من ورائه مستفيد وحيد حقيقي، وهو إسرائيل.

وتابع تقرير "سي إن بي سي" أن قرار السعودية قطع العلاقات مع قطر يبدو أنه الدليل الأكثر تجليا حول قرار الرياض بناء علاقات حقيقية وأكثر شمولا مع تل أبيب، وهو ما يعد موقفاً غير مسبوق على جميع المستويات.