خرج العشرات من أهالي محافظة البصرة، صباح اليوم الأحد، بتظاهرات حاشدة احتجاجا على اعتداءات الأمن عليهم، وعلى تردي الخدمات، فيما قطعوا طريق بغداد، وهددوا بغلق المنافذ الحدودية للمحافظة في حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم.
وتجمّع المتظاهرون في منطقة كرمة علي، التابعة لبلدة الهارثة شمالي البصرة، وقاموا بقطع طريق بغداد، وأحرقوا الإطارات فيه، بينما رفعوا شعارات احتجاجية ضدّ الحكومة والقوات الأمنية التي تنتهك حقوق التظاهر السلمي.
وطالب المتظاهرون بمحاسبة القوات الأمنية التي تتجاوز وتعتدي على المتظاهرين والمعتصمين، ومحاسبة الفاسدين الذين يدفعون تلك القوات لهذه الانتهاكات، كما طالبوا بتوفير المياه الصالحة للشرب، والتحرك الحكومي لإقامة مشاريع تصفية المياه وتوفير الخدمات.
إلى ذلك، قال الناشط المدني في المحافظة، جابر حميد لـ"العربي الجديد"، إنّ "التظاهرات والاعتصامات ستتسع اليوم في محافظة البصرة، احتجاجا على الاعتداءات والانتهاكات المستمرة من قبل القوات الأمنية على المتظاهرين السلميين، وللمطالبة بتحسين الخدمات واتخاذ إجراءات كفيلة بتجاوز أزمة المياه وتفشي الأمراض والأوبئة بالمحافظة".
وأكد أنّ "تجاهل الحكومة المحلية والمركزية لمطالب المتظاهرين المشروعة، والتضييق الأمني عليهم دفعهم إلى قطع طريق بغداد"، مشددا: "سنعمد إلى غلق المنافذ الحدودية لمحافظة البصرة في حال استمرت الانتهاكات والتضييق الحكومي علينا".
ويؤكد شيوخ ووجهاء عشائر البصرة وقوفهم إلى جانب المعتصمين، وتأييدهم إغلاق المنافذ الحدودية، خصوصا وأنها "أصبحت أبوابا لمنافع المسؤولين الفاسدين وليس أهالي المحافظة"، وفق قولهم.
وقال الشيخ خليل البزوني لـ"العربي الجديد"، إنّ "أغلب شيوخ ووجهاء محافظة البصرة شدّوا العزم على تأييد مطالب المتظاهرين، ودعمهم"، مؤكدا: "سنعمد مع المتظاهرين إلى غلق المنافذ الحدودية في المحافظة، في حال استمر التجاهل الحكومي وانتهاكات الأمن ضد المتظاهرين، كون تلك المنافذ لا تحقق فائدة لأهالي المحافظة، بل هي أبواب لتجارة المسؤولين وقيادات الأحزاب الفاسدين في المحافظة".
وأشار إلى أنّ "هؤلاء الفاسدين تقاسموا المنافذ الحدودية، وهي تدر عليهم أرباحا طائلة بشكل يومي، بينما يعاني أهالي البصرة من الفقر والجوع والبطالة، وسوء الخدمات"، مشددا على أنه "لا تراجع حتى تحقيق المطالب المشروعة".
وكانت القوات الأمنية قد أقدمت، مساء أمس، على تفريق المعتصمين في ساحة عبد الكريم قاسم وسط البصرة، بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع، والاعتداء عليهم وضربهم بالهراوات، ما أسفر عن إصابة عدد منهم.