ماهر 6 أبريل يلخص السيسي: كلام معسول وقصص مفبركة

21 مايو 2014
ماهر: هدف القيادة العسكرية المحافظة على نظام مبارك(محمود خالد/الأناضول/Getty)
+ الخط -

 
اتهم مؤسس حركة "شباب 6 إبريل"، أحمد ماهر، يوم الأربعاء، قادة المؤسسة العسكرية المصرية بالمماطلة وعدم الاستجابة لمطالبهم باستكمال أهداف الثورة خلال اللقاءات التي جمعتهم بهم بعد تنحي الرئيس المخلوع، حسني مبارك، في 11 فبراير/شباط من عام 2011.

وذكر ماهر، في رسالة كتبها من محبسه في سجن "طره"، ونشرتها الحركة يوم الأربعاء، أنه "شعر بالقلق من لقائهم منذ البداية". وأضاف "لم يكن هذا حالي وحدي بل سيطر القلق على معظم الرفاق في ائتلاف شباب الثورة من الخطوات القادمة التي سيتخذها العسكر، ولا سيما مع الهتافات الهستيرية التي أكدت الوحدة بين الشعب والجيش".

وتابع ماهر، في رسالته، "كان هناك شيء مريب، لماذا بدأ الإخوان في إزالة الخيام فجأة وقرروا إخلاء الميدان من دون تنسيق معنا؟ ولماذا نصحتنا كل النخب ورؤساء الأحزاب بإخلاء الميدان قبل أن نفهم، ماذا سيفعل المجلس العسكري وما خطتهم وما هي نواياهم؟".

وبالنسبة إلى ماهر، لم تكن تلك الأسباب الوحيدة للقلق، اذ أنهم "لم ينسوا سماح الشرطة العسكرية للمهاجمين بدخول ميدان التحرير فوق الجمال والخيول يوم موقعة الجمل في 2 فبراير/شباط من العام نفسه".

وكشف ماهر، في رسالته عن لقاء جمع الحركة ووزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي، الذي كان وقتها مديراً للاستخبارات الحربية، ومدير هيئة التنظيم والإدارة محمود حجازي، بعد يومين من تنحي مبارك. وأشار إلى أنهم رحبوا بهم بشكل مبالغ فيه وقالوا "أنتم أبطال مصر وأشرف شباب في البلد، صنعتم أكبر معجزة وخلصتمونا من أكبر كابوس، فعلتم ما لم نستطع فعله كعسكريين".

وأضاف "أدركنا أن كلام السيسي معسول؛ فلم يسفر اللقاء عن شيء على الرغم من أننا طالبنا بإصلاحات واضحة، لكنه أجاب عن أشياء أخرى ليس لها علاقة بما طرحناه".

وأوضح ماهر، أنه بعد ذلك "توالت اللقاءات بالقيادة العسكرية من دون أي نتيجة، على الرغم من أننا في كل مرة كنا نذهب بخطة إصلاحات واضحة، لكنهم تجاهلوا مطالبنا تماماً". وأضاف "كانت اجتماعاتنا مضيعة للوقت".

واعتبر ماهر، أنه "بقي كل فاسد في مكانه". وأضاف "كان هدفهم واضحاً هو الحفاظ على نظام مبارك كما هو، ومع اعتراضنا أكثر على أسلوب إدارتهم تقاربوا أكثر مع الإخوان، ثم اخترعوا ائتلافات ثورية مؤيدة لهم غير مزعجة مثلنا". وأوضح أنه "لم تحدث أي خطوات بسيطة إلا بعد ضغوط رهيبة".

وأضاف "ندرك أنهم اعترفوا بالثورة على مضض؛ فلم تكن بالنسبة لهم سوى فوضى غير مرغوب فيها، والحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان خزعبلات يرددها المدنيون ولا يقتنعون بها". وأضاف "الشيء الوحيد المفيد (من وجهة نظر العسكر) أن الثورة أطاحت جمال مبارك، ومشروع التوريث"، مشيراً إلى أن "مشكلتهم لم تكن الفساد والاستبداد والنهب في عهد مبارك، بل كيف سيؤدون التحية العسكرية لرئيس مدني؟".

واستشهد ماهر، باعتصام 8 يوليو/تموز عام 2011 في ميدان التحرير للمطالبة بالقصاص وإصلاح المؤسسات وإقالة رموز نظام مبارك، لكن المجلس العسكري أصدر في 23 من الشهر نفسه، بياناً يتهم الحركة بالعمالة والخيانة والتخريب، ثم ظهر (اللواء) حسن الرويني، في الإعلام ليكيل الاتهامات"، أضاف ماهر.

ولفت إلى أن "الاتصالات انقطعت بعد البيان، ولكن بعض الأصدقاء القدامى رتبوا لقاء بالسيسي، الذي اعترف أن البيان كان خطأ وناتجاً عن مكائد".

ووفقاً لماهر، أكد السيسي، في حينه "بأن المجلس العسكري يحترم "6 أبريل" إلا أنه رفض الاعتذار رسمياً عن الاتهامات التي تضمنها البيان"، وقال: من الصعب أن يعتذر أعضاء المجلس العسكري، لكننا نحبكم.

كذلك، أشار ماهر، إلى أن اللقاء تطرق الى وزير الاتصالات حازم عبد العظيم، الذي أقيل من منصبه وقتها. ووفقاً لماهر، برر السيسي، إقالته بأن "التقرير الأمني الذي أعدته الاستخبارات أفاد بأن الأخير التقى إسرائيليين، على الرغم من أن عبد العظيم، مسؤول لجنة الشباب في الحملة الانتخابية للسيسي".

وتساءل ماهر، في رسالته "كيف نطمئن لمن يعتمد في مصادره على قصص ساذجة ومفبركة وخيال مريض؟ كيف نطمئن لمن كان مسؤولاً عن التنصت على حياة المعارضين، أن يكون رئيساً للجمهورية؟".

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لـ"6 أبريل" محمد مصطفى، لـ"العربي الجديد": إن رسالة ماهر، تكشف عن أن محاولات إجهاض الثورة وخداع الناشطين الشباب بدأت بعد التنحي مباشرة.

وأوضح مصطفى، أن "مخاوف الحركة من استغلال السيسي، للحراك في 30 يونيو/حزيران الماضي، في الانقلاب على الثورة كانت قائمة، وخصوصاً بعد الانطباع الذي ترسخ في ذهن مؤسسها بعد اللقاءات التي جمعتهما بعد التنحي".

وتابع "إلا أن عدداً من الشخصيات السياسية مثل محمد البرادعي، وجورج إسحاق، وغيرهما طمأنونا واستبعدوا عودة العسكر الى الحكم والحياة السياسية مرة أخرى". وأضاف "قالوا لنا قبل 30 يونيو، يجب أن تفترضوا حسن النية".

المساهمون