لبنان: رسالة "الرؤساء السابقين" للقمّة العربية هدفها ضبط عون

لبنان: رسالة "الرؤساء السابقين" للقمّة العربية هدفها ضبط عون

29 مارس 2017
الرسالة استبقت وصول عون إلى الأردن (العربي الجديد)
+ الخط -



هزّت رسالة رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين في لبنان، والتي تم توجيهها إلى رئاسة القمة العربية المُنعقدة، اليوم الأربعاء، في الأردن "عهد الأقوياء"، وهو المُصطلح الذي أُطلق على عهد الرئيس الحالي ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، بعد عامين ونصف عام من الفراغ الرئاسي.

الرسالة الموقّعة من رؤساء الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان، والحكومة نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، استبقت وصول عون والحريري إلى الأردن، وعبّرت عن موقف لبناني موازٍ، على الأقل، للموقف الرسمي الذي يُفترض أن يعبّر عنه عون، في كلمته إلى القادة العرب.

وهو ما وضعته مصادر سياسية تحدّثت لـ"العربي الجديد"، في إطار "محاولة إحدى الدول العربية الكبيرة إلزام الرئيس اللبناني، بسقف مُحدّد للخطاب أمام القمّة العربية، ومحاولة منعه من تجديد مواقفه التي ساند فيها حزب الله من موقعه كرئيس للجمهورية، وذلك تحت طائلة إظهاره كممثل غير حصري للبنان في المحافل الدولية".

واستبعدت هذه المصادر، أن تؤدي الرسالة إلى أيّ توتر سياسي داخلي، واستطردت بالتأكيد أنّه "لولا الحرج لوجدنا أسماء رؤساء آخرين، يمارسون مهامهم حالياً، موقّعة على الرسالة".

وفي إشارة إلى الإيحاء الخارجي الذي أدى لإرسال هذه الرسالة، دعت المصادر السياسية التي تحدّثت لـ"العربي الجديد"، إلى مراجعة جدول زيارات القصر الجمهوري في بعبدا، وجولة سفراء الدول العربية في لبنان، التي تظهر "لقاءً جمع أحد الموقّعين (الرئيس نجيب ميقاتي) في بعبدا قبل أيام قليلة على ظهور الرسالة"، وتأثر جميع الموقّعين بجولة القائم بأعمال سفارة إحدى الدول العربية، على مُختلف المسؤولين السابقين".

واقتصر التوقيع على رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين الأقرب أو من الذين انضووا مباشرة تحت لواء تحالف "الرابع عشر من آذار"، وهم يمثّلون المكوّن المسيحي الماروني، والمسلم السنّي، في نظام الحكم الطائفي في لبنان، دون وجود أيّ ممثل للمكوّن الشيعي المُتمثّل برئاسة مجلس النواب.


وتضمّ الرسالة 5 نقاط، يقول الموقعون إنّها تأتي "بالنظر إلى الأخطار التي تواجه وطننا لبنان وأمتنا العربية، وتوضيحاً لوجهة نظرنا في الأوضاع الحاضرة في لبنان والمنطقة".

وأول هذه النقاط؛ "الالتزام الكامل باتفاق الطائف واستكمال تنفيذ بنوده كافة، وبالدستور، والعيش المشترك الجامع بين اللبنانيين، وهي المبادئ والممارسات التي تحفظ لبنان، وتحفظ العلاقات بين اللبنانيين".

كما تضم النقاط، إعادة التأكيد على "التزام لبنان الانتماء العربي، وكذلك الإجماع العربي وقرارات الجامعة العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأنين اللبناني والعربي، وفي مقدّمها القرار 1701 الذي يضمن أمن لبنان في مواجهة إسرائيل، وحفظ حقّه في أراضيه التي لا تزال محتلّة من إسرائيل".

كما يتدرج تجديد الالتزامات إلى "إعلان بعبدا الذي صدر عام 2011 لتحييد لبنان عن سياسات المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي".

ويحضر "الالتزام بقرارات الشرعية والدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينة"، بنداً ثالثاً في الرسالة التي أكدت على "حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم، وكذلك التزام عدم التدخّل في الأزمة السورية، وإدانة التدخّلات الخارجية في الدواخل اللبنانية والعربية".

وفي البند الرابع، يرفض الرؤساء الخمسة "السلاح غير الشرعي في لبنان، مع التأكيد على ضرورة التضامن العربي لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة". ويدعو الموقعون إلى "بسط الدولة اللبنانية وأجهزتها العسكرية والأمنية لسلطتها وحدها على كامل التراب اللبناني، كما هو مقتضى السيادة وحكم القانون والشرعية كذلك في دعم لبنان لإقداره على مواجهة تحديات أزمة النازحين السوريين إلى لبنان، ومساعدته سياسياً ومادياً حتى عودتهم السريعة إلى ديارهم". ويلخّص البند الخامس البنود التي سبقته، في الرسالة.

وأتى الرّد الأبرز على الرسالة، من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اعتبر خلال توجّهه بالطائرة من بيروت إلى عمان، لحضور القمّة العربية، أنّ "هناك قطارا سائرا في لبنان نحو الأمام، وكلّ من يريد أن يستقلّه فليتفضّل وإلا فليبقَ مكانه"، على حد قول الحريري.

كما وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق، من الإمارات، رسالة الرؤساء الخمسة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية، بأنّها "خطيئة وطنية تجاوزت حدود اللياقة والسياسة".

ويلقي عون، كلمة لبنان الرسمية أمام القمة العربية، اليوم الأربعاء، وسط تأكيد مصادره، لـ"العربي الجديد"، أنّه سينقل "رسالة سلام من لبنان إلى الأخوة العرب".