لا حسم حاليا للأزمة السورية

لا حسم حاليا للأزمة السورية

03 يونيو 2014
+ الخط -
لا حل قريباً، عسكرياً أو سياسيا، للأزمة السورية، فالولايات المتحدة، بعد اشتعال المعارك في سورية، إلى الحد الذي جمع كل أعدائها على أرض واحدة، غيرت من أسلوبها في التعاطي مع الملف السوري، وحتى مع اللاعبين الاقليمين وخاصة تركيا.
فبعيد انطلاق الثورة، بعد أشهر كانت تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تكاد لا تخلو من مطالبة الرئيس السوري، بشار الأسد، بالتنحي وترك السلطة، لكن، بعد إن اشتدت المعارك في سورية، ودخل على خط المواجهة بشكل علني حزب الله اللبناني ومليشيات إيرانية وعراقية، انتقلت الإدارة الأميركية إلى اتباع سياسة الصمت، والتركيز على ايجاد حل سياسي.
هذا الحل الذي تركض وراءه واشنطن، منذ مؤتمر جنيف الأول والثاني إلى اللقاءات والمؤتمرات المزعومة التي عقدت، من أجل إيجاد هذه الحل الاسطوري، هي بالأساس كانت عبارة عن حقن تخدير تارة وتارة أخرى لكي يقولوا نحنا هنا.
صحيح أنهم هنا، ولكن بشكل مغاير تماما، هم مقتنعون بأنه لا يوجد حل عسكري، بل سياسي، لكن هذه الحل السياسي سيأتي، بعد أن تكون قد استنفدت كل الخيارات العسكرية، من أجل الوصول إلى ترتيب معين للحل السياسي.
الأميركيون حاضرون، وبقوة في المشهد السوري، وحتى، أحياناً، يتحكمون في دخول الأسلحة وتوزيعها على فصائل المعارضة، كما أنهم مسؤولون، مباشرة عن افتعال مشكلات بين الكتائب المسلحة، ناهيك عن تأسيس مجموعات تخريب وإيجاد من يوصفون بأمراء الحرب، بحسب مصدر في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية.
المشكلة ليست هنا، بل في أن كل الأطراف تعلم ذلك، لكنها غير قادرة على فعل أي شيء، وخصوصاً الأتراك، الذين هم الآن من أكثر البلدان التي أصبحت تعاني من إرهاصات الحرب في سورية، من الناحية الإنسانية إلى الأمنية الاقتصادية، وحتى على مستوى السياسية الداخلية.
وما كلام الرئيس الأميركي في تخريج دفعة من ضباط الجيش في ولاية كاليفورنيا إلا تأكيد على الاستراتيجية الأميركية الجديدة، التي تسعى إلى القيادة من الخلف، بإقحام دول حليفة أو صديقة في الواجهة، والبقاء في الخارج، والانتظار والبقاء في موقف الداعي إلى حل سياسي، إلى اللحظة التي ترى فيها أن دخولها المباشر على الخط بات واجباً.
ما يجري الآن في سورية لا يحدث بشكل عشوائي، بل هو مخطط له بشكل محكم، ويدور في الفلك المرسوم له، وجديد هذه الخطط إعلان أكبر الفصائل المسلحة توقيعها على ميثاق شرف ثوري، يشير بعضهم إلى أن الميثاق جاء تحت ضغوط أميركية.
هذا الميثاق في مضمونه، وإن تأخر، يحدد آليات العمل الثوري، لكنه، في طياته موجه نحو الفصائل الإسلامية، وخصوصاً جبهة النصرة، في محاولة لتكرار سيناريو الاقتتال بين فصائل المعارضة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
ووفق المعطيات الحالية على الأرض، ووسط التفرج الدولي والأميركي على ما يجري في سورية من قتل ودمار، وعلى الرغم من لقاء رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أحمد الجربا بالرئيسين الأميركي، باراك أوباما، والفرنسي، فرانسوا هولاند، فإن الحال سيبقى عليه، من دون أن يكون هناك حسم حاليا للحرب في سورية.
وفي القادم من الأيام، سيرى السوريون بشكل أوضح الدور الأميركي المسؤول بشكل مباشر عما آلت وستؤول إليه الأوضاع  المأساوية في سورية.

 

avata
avata
جابر عبد الفتاح الصيادي (سورية)
جابر عبد الفتاح الصيادي (سورية)