كييف تأمر بهجوم على "المتمردين"... وبايدن يحذر روسيا

كييف تأمر بهجوم على "المتمردين"... وبايدن يحذر روسيا

23 ابريل 2014
رفض "الانفصاليون" إخلاء المباني الحكومية في شرق أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

دعا القائم بأعمال الرئيس الأوكراني ألكسندر تيرتشينوف، القوات الحكومية، ليل الثلاثاء، إلى شن هجوم جديد ضد "المتمردين الموالين لروسيا" بعد العثور على سياسي محلي من حزبه ميتاً وعلى جثته آثار تعذيب، بينما حذر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، روسيا، من أن الوقت ضيق، لحل الأزمة.

وفشلت في الأسبوع الماضي محاولة كييف الأولى لاستعادة بلدة في شرق البلاد، الذي تسكنه غالبية تتحدث الروسية، يحتلها الانفصاليون وأوقف جيشها إلى حد بعيد العمليات منذ أن وقعت الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في جنيف، الأسبوع الماضي، لتهدئة الأزمة.

لكن الاتفاق تعثر، وتبادلت كل من واشنطن وموسكو، مسؤولية ضمان تنفيذه. ويقضي الاتفاق بنزع سلاح الانفصاليين ومغادرتهم للمباني الحكومية التي احتلوها في الأسبوعين الماضيين.

وقال تيرتشينوف، إنه تم العثور على جثتين "تعرضتا لتعذيب وحشي" قرب سلافيانسك، التي كانت هدفاً للهجوم الفاشل للجيش الأوكراني، "وهذا يزيد الجهود الأوروبية للوساطة في الأزمة تعقيداً". وأضاف، في بيان، أن إحداهما هي جثة فولوديمير ريباك، الذي خطفه "إرهابيون" في الآونة الأخيرة. وريباك، عضو في الحزب الذي ينتمي إليه تيرتشينوف، وتتزعمه رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو.

وأكد أن "هذه الجرائم ترتكب بدعم كامل من روسيا"، ودعا أجهزة الأمن إلى أن تشن "هجوماً جديداً وتتخذ إجراءات فعالة ضد الإرهاب لحماية مواطني أوكرانيا الذين يعيشون في شرق البلاد من الإرهابيين".

وقالت الشرطة إنه تم العثور على جثة رجل توفي بسبب عنف في أحد الأنهار، وأضافت أنه يشبه ريباك، عضو المجلس المحلي في بلدة هورليفكا، قرب دونيتسك، عاصمة الإقليم، لكن تحديد شخصيته رسمياً يحتاج إلى مزيد من العمل.

ولم تبدِ القوات الأوكرانية، التي تعاني من ضعف الموارد، إشارات تذكر في السابق، على تحدي المسلحين الذين بدأوا يحتلون بلدات ومباني عامة قبل نحو أسبوعين. وقد لا تؤدي دعوة تيرتشينوف، إلى تحرك أكبر لكنها قد تؤجج تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف حول من الذي يتقاعس في احترام اتفاق جنيف.

وخاطب بايدن المسؤولين الروس بالقول إن "الوقت ضيق" للتحرك لنزع فتيل الأزمة في شرق أوكرانيا. لكن روسيا ردت بأنها قادرة على التعامل مع أي عقوبات اقتصادية أشد قد يفرضها الغرب عليها.

ودعا بايدن، خلال زيارة لكييف، موسكو، إلى سحب قواتها التي حشدتها عند الحدود مع أوكرانيا و"الكف عن الكلام والبدء في العمل" على نزع سلاح الانفصاليين الموالين لروسيا الذين سيطروا على بلدات ومدن في شرق أوكرانيا.

وحمّل بايدن المسؤولية لموسكو، قائلاً "استمعنا كثيراً من مسؤولين روس في الأيام القليلة الماضية، لكن حان الوقت كي تتوقف روسيا عن الكلام وتبدأ في العمل. لن نسمح بأن تكون هذه عملية مفتوحة. الوقت ضيق لإحراز تقدم".

لكن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، استبعد حدوث تقدم سريع. وقال في مقابلة مع تلفزيون "روسيا 24" إنه "بالطبع سيكون من السذاجة افتراض أن كل هذا سيحدث بسرعة".

وأدى ضم القرم إلى روسيا، واندلاع التمرد في شرق البلاد، إلى تعميق أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وطالب بايدن بسحب القوات الروسية القريبة من الحدود مع أوكرانيا والتي تصر موسكو على أنها تجري تدريبات فقط.

وقال بايدن، بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، "ينبغي ألا تهدد دولة جيرانها بحشد قوات على الحدود. ندعو روسيا إلى سحب هذه القوات".

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف، رد بإبلاغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مكالمة هاتفية بأنه يتعين على أوكرانيا اتخاذ خطوات عاجلة لتنفيذ اتفاق جنيف.

وأوضحت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أنهما لن يتدخلا عسكرياً في أوكرانيا التي لا تنتمي إلى الحلف.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنها سترسل حوالي 600 جندي إلى بولندا ودول البلطيق الثلاث لإجراء تدريبات لقوات المشاة بهدف طمأنة أعضاء الحلف بالتزامات الولايات المتحدة نحوها بعد أحداث أوكرانيا.

وتنفي موسكو تحريك المتشددين الذين يقولون إنهم يريدون فرصة للحاق بالقرم بأن يصبحوا جزءاً من روسيا بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، الذي تدعمه موسكو.

في المقابل، تقول واشنطن إنها ستتخذ "خلال أيام" قراراً بشأن عقوبات إضافية إذا لم تتخذ روسيا خطوات لتنفيذ الاتفاق.

وفي موسكو، أشار رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، إلى أن بلاده قادرة على التصدي لعقوبات أشد إذا لزم الأمر.

وأكد ميدفيديف، أمام البرلمان الروسي، أنه "ينبغي ألا نتوقف عن التعاون مع الشركات الأجنبية بما في ذلك الشركات الغربية لكن سنكون مستعدين لاتخاذ خطوات غير ودية.

وفي بروكسل قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد لن يفرض مزيداً من العقوبات إلى أن يرى ما إذا كان اتفاق جنيف سيجدي نفعاً. ويعتبر الاتحاد الأوروبي أكثر حذراً من الولايات المتحدة في فرض العقوبات، إذ يخشى بعض الأعضاء من استعداء روسيا التي تزود أوروبا بثلث احتياجاتها من الغاز.

وأعلن كل من الطرفين (روسيا والاتحاد الأوروبي)، الثلاثاء، أنه يريد تقليل الاعتماد على الآخر في مجال الطاقة.

وعن هذا الموضوع، قال ميدفيديف إن روسيا "أكثر اهتماماً من أي وقت مضى بتنويع صادراتها من الغاز ووصف حديث أوروبا عن استيراد الغاز الأميركي كبديل بأنه خدعة".

وقالت بريطانيا إنّ على القوى الاقتصادية الغربية الكبرى معالجة القضية خلال اجتماع مجموعة السبع، الشهر المقبل، مشيرة إلى أن روسيا قطعت الإمدادات إلى أوكرانيا في الماضي أثناء نزاعات على السعر.

وعرضت الولايات المتحدة على أوكرانيا خلال زيارة بايدن حزمة مساعدات جديدة قدرها 50 مليون دولار للمساعدة في الإصلاح الاقتصادي والسياسي. وقال البيت الأبيض، في بيان، إنه جرى تخصيص 11.4 مليون دولار من هذا المبلغ للمساعدة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر المقبل.

المساهمون