إسحاق جهانغيري.. أبرز إصلاحي يتقدم بطلب الترشح للرئاسة الإيرانية

03 يونيو 2024
إسحاق جهانغيري خلال تقديم ترشحه للانتخابات، 3 يونيو 2024 (عطا كيناري/ فرانس برس)
+ الخط -

قدم القيادي الإصلاحي البارز، إسحاق جهانغيري اليوم الاثنين، في آخر أيام الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة، المزمع عقدها في 28 الشهر الجاري، أوراق ترشحه بصفته أبرز قيادي إصلاحي قرر حتى الآن خوض غمار السباق الرئاسي في البلاد.

ويأتي تقديم جهانغيري طلب ترشحه للرئاسة الإيرانية الـ14، بعدما قرر الإصلاحيون في إيران "مشاركة مشروطة" في هذه الانتخابات، إذ أعلنت جبهة الإصلاحات الإيرانية، الخميس الماضي، أنها ستشارك فيها شريطة منح مجلس صيانة الدستور الثقة لمرشحيها أو أقله، أحدهما، ليتمكن من خوض السباق الرئاسي.

كما أعلن القيادي الإصلاحي محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الاثنين الماضي، في حديث إلى "العربي الجديد" أن التيار الإصلاحي قرر في هذه الدورة خلافا للدورات السابقة، الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن التيار سيكون له مرشحه أو مرشحوه بانتظار موافقة مجلس صيانة الدستور، مع الحديث عن رفضهم دعم مرشح آخر غير إصلاحي في حال رفض المجلس أهلية المرشح أو المرشحين الإصلاحيين. وخلال الأيام الماضية، منذ فتح أبواب الترشح اعتبارا من الخميس الماضي، تقدم ثلاثة قياديين إصلاحيين بطلب الترشح لانتخابات 28 يونيو/حزيران، وهم مسعود بزشكيان، وعبد الناصر همتي، ومحمد شريعتمداري.

وبعد تقديمه طلب الترشح للرئاسة الإيرانية المقبلة، قال إسحاق جهانغيري في تصريحات لوسائل الإعلام: "أنا إصلاحي لكنني أفكر وطنيا"، داعيا إلى بذل الجميع جهودهم "لكي ينتصر الشعب الإيراني في هذه الانتخابات".

وفي معرض رده على سؤال آخر ما إذا كانت حكومته التي سيشكلها بحال ظفره بالرئاسة، هي حكومة ثالثة للرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، قال القيادي الإصلاحي: "أنا إسحاق جهانغيري".

وأضاف أنه سيكون مدعوما من جبهة الإصلاحات التي تُعتبر المظلة الشاملة للقوى والتيارات الإصلاحية في إيران، قائلا إن "إيران اليوم ليست بصحة جيدة". وقال جهانغيري إنه يسعى إلى اكتساب أصوات "أولئك الذين تعبوا من الشعارات والنزاعات ويبحثون عن فرج"، مضيفا: "أنا قررت خوض السباق أملا في اتخاذ خطوات لأجل إصلاح المسارات الخاطئة وحل القضايا من خلال تجاربي التنفيذية".

وتابع أنه ترشح أملا في الحصول على أصوات من يريد رفع العقوبات ووجود مديرين أقوياء وتنمية شاملة ومستدامة واقتصاد مزدهر ولأجل منع احتدام الأزمات والمشكلات، مؤكدا أن تحقيق كل ذلك يستدعي "خلق الإجماع على جميع المستويات".

وخاطب جهانغيري، الشعب الإيراني، قائلا إن "ترشحي ليس كافيا وإنما مشاركتكم هي الحاسمة"، قائلا إن بلاده يمكنها تجاوز مشكلاتها وأزماتها وتحدياتها الكبيرة، شريطة أن يعتمد نموذج حلها على خلق الإجماع بين جميع أركان النظام ومشاركتها الفاعلة ووجود فريق إداري خبير، وتوظيف المناهج العلمية والتجارب الوطنية والعالمية الناجحة وإحياء الرصيد الاجتماعي وثقة الجماهير.

وفيما أعلن جهانغيري ترشحه، أكد القيادي الإصلاحي البارز محمد رضا عارف في تغريدة على منصة إكس أنه لأسباب سيكشف عنها قريبا لا يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وترشح جهانغيري مرتين للانتخابات الرئاسية في إيران، كانت المرة الأولى في عام 2017 في الانتخابات الرئاسية الـ12 لكنه انسحب منها لمصلحة حسن روحاني الذي فاز في تلك الانتخابات لولايته الثانية، والمرة الثانية عام 2021 إلى جانب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، غير أن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته للترشح.

حينها، علق جهانغيري على رفض ترشحه، قائلا في بيان إنه "يلجأ إلى الله"، معتبرا أن عدم المصادقة على ترشحه يشكل "تهديدا جادا للمشاركة العامة والتنافس العادل بين جميع التوجهات والتيارات السياسية وخاصة الإصلاحيين".

محطات في حياة إسحاق جهانغيري

إسحاق جهانغيري كوه شاهي من مواليد عام 1957 في منطقة سيرجان بمحافظة كرمان جنوب شرقي إيران، حاصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة كرمان، ثم الماجيستير في الهندسة الصناعية من جامعة شريف، وكذلك الدكتوراه في الإدارة الصناعية من الجامعة الحرة في طهران.

يعد جهانغيري الذي فقد شقيقين له من أعضاء الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية، قياديا إصلاحيا معتدلا، وشغل منصب النائب الأول لروحاني في دورتيه الرئاسيتين من 2013 حتى 2021، واختير رئيساً للمجلس المركزي لحزب كوادر البناء عام 2014، وهو من مؤسسي الحزب الذي ضم أعضاء من حكومة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني في حينه.

وكان جهانغيري نائبا في مجلس الشورى الإسلامي عن دائرة جيرفت في دورتيه الثانية والثالثة، ثم تمّ تعيينه محافظا لأصفهان بعد غلام حسين كرباستشي خلال رئاسة هاشمي رفسنجاني (1989 ـ 1997). وفي أثناء رئاستي محمد خاتمي (1997 ـ 2005)، شغل جهانغيري منصب وزير الصناعة والمعادن.

المساهمون