كيف علقت الحكومة الإماراتية على اتهامها بالتجسس عبر "توتوك"؟

كيف علقت الحكومة الإماراتية على اتهامها بالتجسس عبر "توتوك"؟

28 ديسمبر 2019
سحبت "غوغل" و"آبل" التطبيق من متجري التطبيقات (ياب أريينز/نورفوتو)
+ الخط -

أصدرت "هيئة تنظيم الاتصالات" الحكومية في الإمارات العربية المتحدة بياناً، أمس الجمعة، قالت فيه إنها تتابع "ما أثير من مخاوف ومزاعم بشأن الخصوصية لتطبيقات الاتصال الصوتي والمرئي"، بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن سلطات البلاد تستغل تطبيق "توتوك" ToTok في التجسس على بيانات المستخدمين.

وأضافت "هيئة تنظيم الاتصالات" الإماراتية في البيان نفسه أن "الإطار القانوني والتنظيمي في البلاد يمنع منعاً تاماً التجسس، وأن أي فعل من تلك الأفعال يعتبر جريمة يعاقب عليها وفق القوانين المطبقة".

ولم تتطرق الهيئة إلى تفاصيل بشأن ما نشرته "نيويورك تايمز"، كما لم تعلّق على سحب التطبيق من متجري تطبيقات "غوغل" و"آبل".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين أميركيين، الأسبوع الماضين تحذيراً من استخدام تطبيق "توتوك"، واصفين إياه بأداة مراقبة تستطيع نقل بيانات المستخدمين إلى حكومة الإمارات.

واستجابة لهذه التحذيرات التي نقلتها الصحيفة الأميركية، حذفت شركة "غوغل" تطبيق ToTok من متجرها للتطبيقات "غوغل بلاي" يوم الخميس الماضي في 19 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وبادرت شركة "آبل" إلى الخطوة نفسها في اليوم التالي.

لكن التطبيق المذكور لن يتوقف عن العمل، وسيواصل تجسسه على الأشخاص الذين حمّلوه سلفاً على أجهزتهم المحمولة، وفق ما أوضح خبراء الأمن السيبراني.

نقلت الصحيفة الأميركية عن خبير أمني رقمي في الشرق الأوسط، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن "كبار المسؤولين الإماراتيين أخبروه أن ToTok تطبيق طُوّر لتتبّع مستخدميه في الإمارات وخارجها". ويقوم تطبيق ToTok بملاحقة موقع المستخدمين، ويبحث عن جهات الاتصال الجديدة في أي وقت يقوم المستخدم بفتح التطبيق، بدعوى أنه يساعد على التواصل مع أصدقائه، كما يمكنه الوصول إلى ميكروفونات المستخدمين والكاميرات والتقويم وبيانات الهاتف الأخرى.
ورجحت "نيويورك تايمز" ارتباط شركة "بريج هولدينغ" Breej Holding، المطورة للتطبيق، بشركة "دارك ماتر" DarkMatter التي تخضع للتحقيق في الولايات المتحدة حالياً من قبل "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (إف بي آي).

وكان تطبيق "توتوك" زعم أنه "منصة للمراسلة والاتصال بسرعة وأمان"، لكنه لم يحدد اعتماده تقنية التشفير التام بين الطرفين أو ما يعرف بـ end-to-end encryption، وهي الميزة التي تحمي البيانات من المتسللين والمتطفلين خلال الأوقات كافة، على غرار تطبيق "واتساب". واكتفى "توتوك" بتناول سياسة الخصوصية بالإشارة إلى إجراءاته لتخزين البيانات، لافتاً إلى أنه "تُخزّن البيانات المشفرة بحيث لا يمكن لمهندسي ToTok المحليين أو المتسللين الوصول إليها". 

وقد أطلق التطبيق للمرة الأولى في 27 يوليو/تموز الماضي، في الإمارات، ثم انتشر في دول أخرى مجاورة، وبعدها إلى باقي دول العالم. وحصل التطبيق على عدد من المراجعات الإيجابية، خاصة من المستخدمين في الإمارات العربية المتحدة الذين كانوا متحمسين لعدم خضوعه لقيود. وصُنف أيضاً باعتباره التطبيق الأكثر شعبية في مناطق عدة على متجري "غوغل بلاي" Google Play ومتجر التطبيقات الخاص بـ "آبل"، "آب ستور" App Store. وحُمّل أكثر من 600 ألف مرة على الأقل، على الأجهزة العاملة بنظامي "أندرويد" Android و"آي أو إس" iOS، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وكانت شعبيته ترتفع بشكل لافت خلال الأسبوعين الأخيرين في الولايات المتحدة الأميركية.

المساهمون