كورونا يعرقل مشاريع "طرق الحرير الجديدة" الصينية في آسيا

كورونا يعرقل مشاريع "طرق الحرير الجديدة" الصينية في آسيا

28 فبراير 2020
مشاكل تواجه المشاريع التي تمولها الصين في سريلانكا(فرانس برس)
+ الخط -
باتت مشاريع البنى التحتية الطموحة التي باشرتها الصين في إطار خطة "طرق الحرير الجديدة" متوقفة أو متباطئة في جميع أنحاء آسيا، من مشروع جزر اصطناعية في سريلانكا إلى إقامة جسر في بنغلادش، مروراً بمشاريع الطاقة الكهرمائية في إندونيسيا، في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد. 

ويشلّ وباء الالتهاب الرئوي الاقتصاد الصيني نتيجة عزل عشرات الملايين من السكان، في حين تفرض عشرات الدول قيوداً على الوافدين من الصين. وكانت لذلك نتائج مباشرة على مشاريع تمولها الصين في آسيا مع توقف تسليم مواد، وكذلك، خصوصاً، بسبب النقص الشديد في اليد العاملة الصينية.

ولذلك، "تواجه مشاريع البنى التحتية" في سريلانكا "التي تمولها الصين وتوظف خصوصاً عمالاً صينيين، مشكلة"، كما يوضح أمين الغرفة الوطنية للصناعات والبناء في سريلانكا نيسانكا ويجيتارني.
ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى فرض كولومبو حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على العمال العائدين من الصين والمعزولين في أماكن إقامتهم.
وبالنتيجة، يتقدم العمل على مشروع جزيرة "بورت سيتي" الاصطناعية قبالة كولومبو، والذي يكلّف 1,4 مليار دولار بشكل بطيء، حيث أن ثلث العمال الصينيين الذين ذهبوا إلى بلدهم، لقضاء عطلة رأس السنة القمرية، لم يعودوا بعد. 
وتبدو قاعة الطعام الخاصة بهم نصف فارغة، كما أن حالة من الشك تخيم على الموقع، ما يعقّد استئناف العمل.

ويقول رئيس العمال الصيني تشيا إن "معظم زملائنا الصينيين يريدون العودة، لكن الموظفين المحليين خائفون من فكرة الوجود قربهم"، مضيفاً أن "من الصعب معرفة متى ستعود الأمور إلى طبيعتها".
تبيع صيدلية قريبة "تمائم" طبية تقليدية، تحتوي على الكركم ودبق الأشجار، يقال إنها "تحمي من العدوى"، وتنتشر هذه التمائم بسرعة بين عمال "موقع بناء صيني"، كما يقول الصيدلي أنجانا باراميش بسرور.

يؤثر كورونا أيضاً على افتتاح أكبر برج للاتصالات في جنوب آسيا الذي شيد بتمويل صيني، فقد أرجئ الافتتاح لشهرين.

تعليق العمل في جسر
تقر الإدارة الصينية المشرفة على الشركات الحكومية بوجود "صعوبات". تعزل بعض المجموعات "موظفيها لمدة 14 يوماً في الصين ثم لمدة 14 يوماً في البلد المعني"، كما يقول الأمين العام لهذه الإدارة بنغ هواغانغ آسفاً.

واتخذت بنغلادش تدبيراً أكثر تشدداً بوقفها منح تأشيرات دخول للمواطنين الصينيين، وذلك على الرغم من أن 3 آلاف صيني يعملون في مشروع محطة توليد كهرباء، تديره "شاينا باور كومباني"، بتمويل صيني يبلغ 2,5 مليار دولار في بايرا في جنوب بنغلادش.

يقول المسؤول عن المشروع عبد الملا أن ثلثي العاملين لم يعودوا بعد من عطلتهم في الصين. ويوضح أننا "نعتزم الانطلاق بأقصى قدراتنا الشهر المقبل، لكن إن لم يعد 300 عامل على الأقل بحلول نهاية شباط/فبراير، فسوف يتأخر إنتاج الكهرباء".
وفي موقع بناء جسر بادما، الذي يكلف 3,5 مليارات دولار وتديره مجموعة "تشاينا مايجور رايلواي" الحكومية الصينية، لم يعد بعد للعمل أكثر من 980 عاملاً صينياً، بحسب مدير الموقع ديوان عبد القادر.

تبرز الصعوبات عينها على جزيرة سومطرة الإندونيسية، حيث علق بناء مركز الطاقة الكهرمائية في باتانغ تورو بسبب النقص في العمال، بعد قرار إندونيسيا وقف الرحلات مع الصين القارية.
توقف العمل أيضاً في موقع بناء سكة القطار السريع بين جاكرتا وباندونغ، الذي يكلف نحو 6 مليارات دولار.

استبدالهم صعب
في نيبال، حيث تمول الصين عشرات مشاريع البنى التحتية، يظهر بوضوح ثقل غياب العمال الصينيين.
ويشير فيشنو باهادور سينغ، من الاتحاد النيبالي للقطاع الكهرمائي، إلى أن "المشاريع تأخرت أو تباطأت. جميعهم كانوا عمالاً متخصصين ومن الصعب استبدالهم محلياً".

تأتي هذه الانتكاسات فيما تواجه مشاريع "طرق الحرير الجديدة"، التي أطلقتها الصين في كافة أنحاء العالم، حالات من المعارضة المحلية، خصوصاً في سريلانكا وماليزيا وإندونيسيا، حيث تجري إعادة تفاوض على عقود.
وتُتهم بكين خصوصاً بأنها تثقل الدول الشريكة بديون هائلة وخارجة عن السيطرة، لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي يعتبر أن الوباء لن يعطل تلك المشاريع في آسيا، حيث قال إنه "لن يكون هناك أثر سلبي". 

(فرانس برس)

المساهمون