كرات المونديال شاهدة على التطور التاريخي للساحرة المستديرة

كرات المونديال شاهدة على التطور التاريخي للساحرة المستديرة

10 يونيو 2014
"برازوكا" كرة المونديال البرازيلي شاهدة على التطور التاريخي للكرات(تويتر)
+ الخط -

مع تطور لعبة كرة القدم على مر التاريخ، وإدخال العديد من القوانين وخطط اللعب، لم تغب أهم عناصر اللعبة عن عالم التطوير والتكنولوجيا، فكانت مراحل تطور الكرة هي الشاهد الأول على التقدم التكنولوجي على مدار بطولات كأس العالم، لتتحول من كرة جلدية ثقيلة للغاية ويصعب التحكم بها، إلى "وحدة رصد" لتجنب أخطاء الحكام، ودعمهم من أجل اتخاذ قرارات صحيحة.

 

مونديال 1930

أقيم كأس العالم لأول مرة عام 1930 في أوروجواي، وبسبب خلاف بين المنتخبين في المباراة النهائية التي جمعت بين البلد المضيف والأرجنتين، تقرر خوض كل شوط بكرتين مختلفتين، الأولى كانت أرجنتينية والتي كانت تقام بها مباريات الدوري وقتها، وكانت عبارة عن كرة مقسمة لقطاعات مستطيلة ومصنوعة من جلد سميك محاك وداخلها كرة أخرى تحافظ على شكلها الكروي.

 

أما في الشوط الثاني فاستخدمت الأوروجواي كرتها الخاصة، وكانت ثقيلة هي الأخرى، ولكنها من جلد أقل سماكة من كرة الشوط الأول، وانتهت المباراة بفوز أوروجواي بأول مونديال في تاريخ الساحرة المستديرة.

 

مونديال 1934

أقيم كأس العالم 1934 في إيطاليا، وكان للكرة في تلك البطولة اسم هو "فيديرالي 102" وكانت قريبة في التصميم من كرة المونديال السابق، ولكنها أقل وزنا وحياكة، ومقسمة أيضا لقطاعات مستطيلة، وكانت البطولة في النهاية من نصيب أصحاب الأرض.

 

مونديال 1938

 شهدت الكرة في هذا العام وفي نسخة البطولة التي أقيمت في فرنسا، تطورا ملحوظا، حيث انخفض وزن الكرة بشكل كبير، بعدما اخترعت شركة أرجنتينية، كرة خفيفة الوزن قابلة للنفخ، توضع داخل الجسم الجلدي للكرة، وتجعلها أكثر انسيابية وخفة، وهو ما يعطي سهولة في التحكم بها، ولكن مع صعوبة التحكم في حجم الهواء داخلها.

 

وتسببت الكرة الجديدة بثورة في عالم اللعبة، وبدأ العالم في استيراد تلك الكرة من الشركة الأرجنتينية، ولم تجلب الكرة الحظ لأصحاب ضيافة البطولة، بعدما اكتفوا بالتأهل لربع النهائي والخروج على يد إيطاليا التي توجت باللقب وقتها.

 

مونديال 1950

عاد كأس العالم للحياة بعد توقف دام 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية، وأقيم هذه المرة على الأراضي البرازيلية مستضيفة البطولة المقبلة، وخلال البطولة استمر شكل الكرة ذات القطاعات المستطيلة، وتم تطوير الكرة الداخلية القابلة للنفخ بتزويدها بصمام للتحكم في حجم الهواء داخلها، وكانت من تطوير الشركة الأرجنتينية وحملت سم "سوبر بول".

 

وكان اللقب في تلك البطولة لمنتخب الأوروجواي، بعد فوزها على البلد المضيف في مباراة النهاية بنتيجة (2 – 1)، لتكون أول منتخب يفوز باللقب العالمي مرتين.

 

مونديال 1954 و1958

 كانت سويسرا هي المستضيفة للبطولة الأولى، وشهدت الكرة في تلك البطولة تغييراً طفيفاً، فقد كانت من الجلد مثل سابقاتها، ولكن مع تغيير شكل القطاعات في الداخل إلى حرف "T" مع وجود صمام الكرة الداخلية، ولم تتغير الكرة كثيرا في النسخة التالية، وحملت اسم "توب ستار" وزادت فيها القطاعات من دون تغيير آخر.

 

مونديال تشيلي 1962

 شهدت البطولة تغييرا كاملا في شكل الكرة، وتم استبدال القطاعات المستطيلة بأخرى سداسية الشكل، وهو ما أعطى سرعة أكبر لتدحرج الكرة، وكانت تلك الكرة هي التي تخوض بها تشيلي مبارياتها في البطولة المحلية وتحمل اسم "كراك"، وفازت البرازيل بتلك البطولة للمرة الثانية على التوالي بعد قنصها للقب 1958.

 

مونديال 1966

أقيمت البطولة في إنجلترا، وصممت الكرة هذه المرة شركة سالزنجير للملابس والمعدات الرياضية، وكانت قد صنعت خصيصا للبطولة بإنتاج محدود لم يتعد الـ300 كرة، وعادت فيه الشركة إلى الشكل القديم المعتمد على القطاعات المستطيلة، وكانت الكرة "بشرة خير" على أصحاب الأرض الذين فازوا باللقب الوحيد حتى الآن بعد أخطاء تحكيمية فادحة.

 

مونديال 1970

عادت الكرة لشكلها الأكثر تطورا، من أجل سرعة تناقل الكرة وتحركها على أرضية الملعب، فتكونت من 32 قطعة خماسية وسداسية الشكل، وحملت الكرة اسم "تيليستار" وهي أولى الكرات التي صنعتها شركة "أديداس" العالمية للبطولة، والتي أصبحت مع مرور الوقت الشركة الرئيسة لصناعة كرة المونديال حتى الآن.

 

وبدأت الشركة في تطوير الكرة بشكل مذهل، وكانت "تيليستار" ومونديال المكسيك بداية طريق تغير مسار الكرة واللعبة نحو الأفضل، وكان الفوز في هذه البطولة للبرازيل.

 

مونديال 1974

 لم يتغير تصميم الكرة، ولكن تغيرت الألوان الخارجية، خاصة أن الكرة لاقت استحسان المشاركين في بطولة المكسيك، وفي بطولة ألمانيا واصلت طريق النجاح، وفاز البلد المضيف بالبطولة وقتها.

 

مونديال 1978 و1982

 كانت هذه الكرة هي الأفضل على مدار ما يقرب من 10 سنوات وأطلق عليها اسم "تانجو"، وهي الكرة التي لم يتوقف إنتاجها حتى الآن، وتم استخدامها في مونديالي 78 و82 في الأرجنتين وإسبانيا على التوالي، ولم يكن هناك أي تغييرات تذكر في النسختين سوى في درجة الأسود في لون الكرتين.

 

مونديال 1986

في المكسيك أدخلت شركة "أديداس" تطويراً ملحوظاً على الكرة، بعدما تم تطوير الشكل الدائري للكرة ليكون أكثر انسيابية، وأقل امتصاصا للمياه، وهو ما كان يؤثر على حجم الكرات في البطولات السابقة عن هبوط الأمطار.

 

وحملت الكرة اسم "أثتيكا" وكان أبرز ما شهدته الملاعب بتلك الكرة، هدف المهاجم الأرجنتيني الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا باليد في مرمى إنجلترا، وهي البطولة التي توج فيها منتخب "التانجو".

 

مونديال 1990

 حتى مونديال 2002 كانت التصميم واحداً مع تغييرات طفيفة في الألوان وبعض التعديلات في وزن الكرة، خاصة أن الشكاية من الكرات خلال البطولات الكبرى لم تتكرر منذ استخدام "تانجو"، وحملت كرة مونديال إيطاليا اسم "إتروسكو أونيكو" وكانت البطولة من نصيب ألمانيا.

 

مونديال 1994

 شهدت الولايات المتحدة تطورا في الخامات المستخدمة في كرة القدم، وهو ما جعلها أكثر حساسية للمسات اللاعبين، وكانت "كويتسرا" هي الأفضل من حيث التكنولوجيا المستخدمة لأول مرة لصناعة الكرة، فتم تزويد الكرة بشبكات ألياف صغيرة تحافظ على استقرار الكرة في الهواء. وتوجت البرازيل بلقب البطولة.

 

مونديال 1998

 في مونديال فرنسا زاد استقرار الكرة بعد تعديل "كويسترا" بشكل أكبر، لتصبح مزودة بكريات صغيرة من الغاز مقاومة للصدمات وأكثر استقرارا وضد الماء، وكانت الكرة هي الشاهد الأول على تغيير شعار أديداس إلى شكله الحالي، وتوج أصحاب الأرض باللقب وقتها.

 

مونديال 2002

 تغير لأول مرة تصميم الكرة الخارجي التقليدي، والذي اعتاد عليه محبو كرة القدم منذ إنتاج كرة تانجو عام 1978 ، وجاء هذا تحت اسم "فيفرنوفا" وبالألوان الحمراء والذهبية والرمادية لتواكب إقامة البطولة في كوريا الجنوبية واليابان.

 

وزاد دقة تسديدات الكرة ولكنها كانت أكثر خفة من المطلوب، وهو ما شكا منه العديد من اللاعبين والحراس خلال وبعد البطولة، ليتوجب على الشركة المصنعة التفكير في الخطوة التالية "لفيفرنوفا"، وكانت البرازيل هي الفائزة بهذا المونديال.

 

مونديال 2006

 كانت الكرة الأولى من نوعها من حيث التصميم، فقد شهدت ملاعب ألمانيا المستضيفة للبطولة تطويرا جذريا في البطولة، بعدما تخلت شركة "أديداس" عن التصميم المكون من 32 زاوية، وبدأت في تصنيع كرة جديدة مكونة من 14 زاوية فقط، وغيّر ذلك كثيرا من دقة التصويب وسرعة الكرة، بعدما قلل احتكاكها بالأرض، وحملت الكرة اسم "تيمجيست" (روح الفريق بالألمانية)، وكان الفوز في تلك البطولة لإيطاليا.

 

مونديال 2010

"جابولاني"... اسم ارتبط مع محبي كرة القدم بكرة متطورة افتقدت للدقة في التسديدات وفي مسارها بسبب خفتها الشديدة، وكانت ملاعب جنوب إفريقيا شاهدة على مسيرة الكرة طوال كأس العالم، وهو ما دفع بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى التحقيق مع الشركة المصنعة، والذي تسبب بدوره في استخدام كرة جديدة في كأس الأمم الأوروبية وحملت اسم "تانجو 12".

 

وكانت كرة "جابولاني"  فاتحة الخير على المنتخب الإسباني، بعد دخوله التاريخ وفوزه بكأس العالم لأول مرة بعد نهائي مثير أمام هولندا.

 

مونديال 2014

 تم الكشف عن الكرة الجديدة لمونديال البرازيل، وتحمل اسم "برازوكا"، وأصبحت أكثر ثقلا من "جابولاني" لتكون أكثر توازنا على الأرض، بجانب تزويدها بالشرائح اللازمة لاتصالها بشبكات أجهزة خط المرمى، لكشف دخول الكرة كاملة إلى المرمى من عدمه، وهو ما سيظهر للجميع خلال أيام قليلة.

المساهمون