في عيده.. المعلم السوري محاصر أو لاجئ أو مقتول

في عيده.. المعلم السوري محاصر أو لاجئ أو مقتول

18 مارس 2016
أغلب المدارس السورية دمرت (فرانس برس)
+ الخط -
احتفل معلمون سوريون، أمس الخميس، بعيد المعلم السوري، الذي يصادف الخميس الثالث من شهر آذار/مارس من كل عام، والذي يعتبر يوم عطلة رسمية بكافة المدارس، رغم الأوضاع الدامية التي تعرفها البلاد، والتي لم تنج منها المدارس.

ويحظى اليوم بأهمية خاصة لدى السوريين، تتناسب مع المكانة الاجتماعية المميزة للمعلم في محيطه، فتقول حنان الشهابي (62 عاماً)، وهي مدرسة رياضيات سابقة: "لطالما كان الوضع المادي للمعلم السوري سيئاً، حين نتقاعد لا يبقى لنا إلا السمعة الجيدة واحترام الناس"، وتضيف أن "أفضل ما في هذا اليوم هو المعايدات غير المتوقعة من الطلاب القدامى، والتي أتلقاها من خلال مكالمات هاتفية، أو سلام يصل من أحدهم من خلال المعارف والأقارب. تشعرني أن ما قضيت عمري لأجله كان له معنى".

يتفق كثيرون أن المعلم السوري لم يحظ يوماً بما يستحقه مادياً، لكن معاناة المعلمين في سورية باتت مضاعفة خلال السنوات الماضية بسبب الحرب، إذ اضطر كثيرون لترك مدارسهم بعد تهدمها والالتحاق بمدارس في مناطق أخرى لضمان استمرار عملهم، فيما انقطع آخرون عن العمل في مدارس الدولة والتحقوا بمدارس تابعة للمعارضة وخسروا مستحقاتهم المالية بعد سنوات طويلة من العمل. إضافة إلى حالات الاعتقال والفصل التعسفي التي طاولت آلاف المعلمين بسبب مواقفهم السياسية، كما أن آلافاً قُتلوا خلال الحرب الدائرة.

يعاني المعلمون السوريون في العديد من المدن في مناطق النظام السوري من صعوبة الحصول على رواتبهم الشهرية، وانخفاض قيمتها في ظل تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد. يقول سامر الحاج أحمد، من حلب "منذ سنتين، ونحن نتقاضى رواتبنا من صرافين آليين في المدينة، ننتظر لساعات طويلة وأحياناً لأيام، مدرسون حاليون ومتقاعدون يقفون على أرجلهم لعشرات الساعات ليحصلوا على 25 ألف ليرة، وهي لا تساوي أكثر من 50 دولاراً اليوم".

البحث عن عمل آخر
كثير من المعلمين ممن فقدوا عملهم قرروا البحث عن عمل آخر. صلاح، معلم من مدينة إدلب، استمر في التدريس في مدرسته بعد سيطرة قوات المعارضة عليها، إلا أنه لم يتقاض راتبه منذ أربعة أشهر ولا يعرف إن كان مفصولاً من عمله أم لا. يقول "أداوم 4 ساعات صباحية في المدرسة، وأذهب للعمل على سيارتي، أنقل فيها الناس بين الريف والمدينة وأعيش بفضلها".

أما هدى، وهي معلمة في ريف حلب، فاضطرت للانقطاع عن عملها لأن زوجها كان مطلوباً لأحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام، لكنها استمرت في التعليم كمتطوعة في إحدى مدارس البلدة، تقول "لدي خبرة 20 عاماً في التعليم الابتدائي، آخر مرة ذهبت لاستلام راتبي منذ نحو سنتين، وعندها طلب مني أن أراجع مركزاً أمنياً في حماة، وأحصل على موافقتهم لأستلم راتبي، علمت أن هذا الأمر مدبر للإيقاع بزوجي، فتوقفت عن الدوام، لكنني لم أستطع الابتعاد عن التعليم، فهو واجبي اتجاه هؤلاء الطلاب الذين لا يجدون من يعلمهم، قررت الاستمرار كمتطوعة، وصرت أحيك العباءات في المساء لأكسب لقمة عيشي، وأنا راضية عن كل شيء".

يُمنع المعلمون السوريون في المدارس الحكومية من السفر خارج البلاد من خلال المنافذ الحدودية النظامية دون إذن سفر، إذ توقفت الحكومة عن منحهم هذا الإذن منذ سنوات، كما ضُيّقت فرص الحصول على إجازة طويلة الأمد دون راتب، وهو ما اضطر معظم السوريين للسفر بطرق غير نظامية.

يقول الأستاذ عبد اللطيف، وهو مدرس سابق: "بقيت لدي سنة واحدة من الخدمة لأحصل على التقاعد، نزحنا من منزلنا ثم قررنا السفر، حين تقدمت بطلب الإجازة رُفضت وقالوا لي إن سافرت ستخسر كل شيء، سافرنا عن طريق مهرب إلى تركيا، وقاموا بفصلي بعد شهرين فقط وخسرت حقي في راتب التقاعد".

المساهمون