وتأتي زيارة المسؤول المغربي إلى فلسطين المحتلة، تنفيذاً لتوجيهات الملك المغربي محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، وتجاوباً مع مضمون المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك المغربي مع الرئيس الفلسطيني في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بخصوص إعلان الولايات المتحدة مدينة القدس "عاصمة" لإسرائيل، وعزم واشنطن نقل السفارة الأميركية إليها.
وفيما تدعو السلطة الفلسطينية المسؤولين العرب لزيارة القدس المحتلة، فإنّ مثل هذه الزيارات تعدّ تطبيعاً مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً أنها تتطلّب الحصول على موافقة مسبقة من قبل الاحتلال. وتأتي زيارة الوزير المغربي وسط جدال محتدم داخل المغرب، عقب زيارات تطبيعية أجرتها وفود إسرائيلية في مجالات عدّة؛ فنية ورياضية وغيرها. وكان وزير الحرب الإسرائيلي السابق، عمير بيريز، قد أجرى زيارة إلى المغرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على رأس وفد إسرائيلي، للمشاركة في مناظرة دولية لمجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، وهو ما لقي انتقادات واسعة داخل المملكة.
وكان الملك المغربي قد اتفق مع عباس على "مواصلة الاتصال المباشر والتشاور الدائم، وإرساء تنسيق وثيق بين الحكومتين، من أجل العمل معاً، لتحديد الخطوات والمبادرات التي يتعين اتخاذها، في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمرُّ بها القضية الفلسطينية".
وشددّ وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، اليوم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، "على موقف المملكة الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرّية والاستقلال، والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الفلسطيني والمغربي".
من جهته، أكّد أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، من مقر "الإدارة العامة للمعابر والحدود"، لدى وصول الوزير المغربي إلى فلسطين المحتلة، على "عمق العلاقات الفلسطينية -المغربية"، مشيداً بموقف الرباط، الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في عاصمتها القدس الشريف.