في زمن الكورونا... أعد تدوير حياتك

08 ابريل 2020
+ الخط -
في زمن الكورونا تعلمت أن الحياة ليست كما نخطط لها دوما، فجأة تغيرت كل مخططاتي.. كان درسًا مهمًا لي، درسًا يوازي سنوات طويلة عشتها، درسًا بليغًا يفوق بكثير دروس: التاريخ، الحرب، التهجير، الموت، الغربة، اليأس، الأمل، الحب..

خلاصة هذا الدرس: عش حياتك ببساطة، لا تعقد أمورك، اختر من يرتاح له قلبك، أحب من يحبك: أهلك وعائلتك الصغيرة وقلة قليلة من أصدقاء، ولا تلتفت لمن يعتبرك موسمًا في حياته. لا تقف عند بعض الغيورين والمنافقين، لا تجعل سفاهة البعض تعكر صفوك. عش حياتك كما رسمتها لنفسك، حتى ولو عشتها وحيدًا، فرضاك عن نفسك هو الأساس وليس رضا الناس.


في هذه العزلة تكتشف ذاتك، تعرف أن الموت قد يأخذ منك عزيزاً وأنت بعيد عنه في الحجر. تعايش فكرة أن المرض قد يصيب قريباً فيحجب بينك وبينه عزل يمنعك عنه. تستيقظ كل يوم، تنظر حولك، ما زالت أنفاسك. وتقول "الحمد لله".

تقتلك غربة روحية في غربة جسدية، عندما تصبح إراديًا أسير دارك، لا طائرة تحملك لوطنك، ولا تعرف متى تزاح الغمة لتشعر بأن المسافة بينك وبين أهلك والوطن قد تقلصت.

تدرك يقينًا أن الحياة قصيرة ولا يمكن أن تضيف لها أيامًا أو تشحنها بصلاحية إضافية. هي الحياة فعشها بإيجابية. اتكل على ربك، لا تحزن فهو معك. هو معنا جميعاً ولن يتركنا.
في زمن وباء لا يميز بين شخص وآخر، يمكنك أن تكون شخصًا جديدًا. أن تعيد تدوير حياتك وما فيها لتخرج بعد الحجر إنسانًا جديدًا.
دلالات
9F4A3BE9-BA53-40C7-9A59-FB36AD3387D8
عبير عادل جابر

إعلامية لبنانية عملت في العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية. حائزة على إجازة في العلاقات العامة والإعلانات، ودبلوم دراسات عليا في الصحافة الفرنكوفونية، وماستر بحثي في الصحافة الفرنكوفونية. مدربة في المسؤولية الاجتماعية والإعلام.

مدونات أخرى