فلسطين.. تأجيل إخلاء قرية رمية الجليلية

13 نوفمبر 2015
من اللقاء الشعبي في قرية رمية (العربي الجديد)
+ الخط -
ألغيت تظاهرة كان مزمعاً تنظيمها، ظهر اليوم الجمعة، في مدينة كرميئيل اليهودية، بدعوة من لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، تضامناً مع قرية رمية المهددة بالإخلاء بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية، وتحولت إلى اجتماع على أراضي القرية نفسها، بعد التوصل إلى اتفاق مرحلي بين الأهالي ولجنة المتابعة من جهة والجهات الإسرائيلية ذات الصلة من جهة أخرى.

وعجلت بلدية كرميئيل، وما يسمى "دائرة أراضي إسرائيل"، موعد اجتماع كان سيتم في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مع ممثلي القرية ولجنة المتابعة، ليعقد الليلة الماضية في الناصرة، وذلك للحيلولة دون تنظيم تظاهرة عربية في كرميئيل من شأنها توتير الأجواء.

وقال رئيس لجنة رمية، صلاح سواعد، لـ"العربي الجديد"، إن "الطرف الإسرائيلي خضع لمطالبنا، ولو مرحلياً، وذلك نتيجة الضغط الجماهيري العربي الكبير وعملنا بشكل منظم. لقد وافقنا على إلغاء التظاهرة مقابل الاستجابة لمطلبين أساسيين اشترطناهما في اجتماع الليلة الماضية، أولهما تأجيل إخلاء القرية إلى فترة تراوح بين 3 إلى 6 أشهر؛ أي تجميد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بإخلاء منازلنا خلال أيام، وثانيهما منحنا فرصة لوضع مخطط جديد بمشاركة مهنيين ولجنة المتابعة، يفضي إلى حل عادل قدر المستطاع".

وأضاف سواعد: "نحن نقاوم مخططات الترحيل منذ عقود، ولكن اليوم هناك التفاف جماهيري حولنا. هذه أرضنا قبل أن تقوم كرميئيل على أراضينا وتبتلعها وتحول رمية إلى حي وسط العمارات السكنية اليهودية، بل قبل قيام إسرائيل نفسها. نحن رفضنا كل عروض دائرة أراضي إسرائيل في السابق وسنرفض كل عرض يمكن أن يؤدي إلى ترحيلنا، فهذه أرض آبائنا وأجدادنا".

وتابع "الشرطان اللذان وضعناهما محاولة لكسب بعض الوقت، ولكننا نعلم علم يقين أن الحل لا يلوح في الأفق، ولذلك لا بد من استمرار الضغط الجماهيري. نقولها صراحة، إما أن نعيش أحياء معززين فوق أرضنا وإما أن نموت بكرامتنا. هذه هي المعادلة الوحيدة التي نقبل بها. نحن نعمل وفق استراتيجية طويلة المدى. وندرك أن النضال الشعبي هو الحل، ومن إشارات ذلك أنهم لم يحتملوا تنظيم مظاهرة في قلب كرميئيل وأثار ذلك خشيتهم".

من جانبه، قال رئيس لجنة متابعة قضية رمية، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، باسل غطاس، لـ"العربي الجديد"، إن استقطاب لجنة المتابعة لرؤساء السلطات المحلية العربية والمتضامنين لاجتماع الأمس الذي عقد في الناصرة، فاجأ المسؤولين في دائرة أراضي إسرائيل وباغتهم، وبالتالي ساهم هذا الأمر، مع بعض الضغوط التي مارسناها على وزير المالية موشيه كحلون، المسؤول أيضاً عن قضايا الأرض، في موافقتهم على تأجيل فوري لعملية إخلاء رمية.

وأوضح غطاس: "لقد أفهمناهم أن قضية رمية هي قضيتنا جميعاً، وأن الحياة في كرميئيل لن تكون طبيعية طالما بقي نهب أراضي العرب وإخراج أهلها منها. أدركت الجهات الإسرائيلية أن هناك اهتماماً كبيراً بقضية رمية من شأنه إشعال المنطقة كلها في حال لم يتوفر حل عادل لها".

وسبقت الاجتماع الذي أقيم في رمية صلاة جمعة كان خطيبها رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية، الشيخ حماد أبو دعابس، وقد حثّ خلالها أهالي القرية على الصبر والصمود وعدم الاستسلام، "وأن يتخذوا من أهالي النقب أسوة لهم، بعد أن تمكنوا بمساندة المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل من إجهاض مخطط برافار، والذي سعى لمصادرة نحو 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب".

وأضاف أبو دعابس: "جئنا من النقب ومنطقة المثلث ومن بلدات مختلفة في الشمال، لنقول للمؤسسة الإسرائيلية إن رمية ليست وحيدة، وإننا لن نسمح بالاستفراد بجماعة أو قرية أو منطقة عربية في هذه البلاد، فجميعنا موحدون بوجه المخططات الإسرائيلية. سنبقى نناضل لإيماننا بأننا سننتصر".




اقرأ أيضاً: الصليب الأحمر: هدم منازل الفلسطينيين عقوبة محرّمة

دلالات