فلسطينيو عين الحلوة يفتحون مداخل المخيم ويستعدون لاعتصامات داخلية

28 يوليو 2019
الحياة تعود تدريجياً إلى المخيم (العربي الجديد)
+ الخط -
عاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوبي لبنان، اليوم الأحد، صاحبه نشاط لإزالة آثار الأيام الماضية، بعد نحو أسبوعين من الاعتصامات والتظاهرات التي تخللها إقفال لمداخل المخيم احتجاجاً على خطة حكومية لبنانية فرضت على الفلسطينيين، الحصول على إجازة عمل، بغض النظر عن كونهم لاجئين وليسوا وافدين بإرادتهم من أجل العمل في البلاد. 

مداخل المخيم الثلاثة شهدت حركة تنظيف، وإزالة لبقايا الإطارات التي أشعلت بها هناك؛ عند مدخل الحسبة، ومدخل درب السيم، ومدخل الشارع الفوقاني. وهكذا، سيستعاض عن حرق الإطارات وإقفال المداخل بالاعتصامات الميدانية التي تتخللها ندوات تشرح واقع العمالة في لبنان.




يقول بسام، وهو من سكان المخيم، من بلدة عمقا بفلسطين: "في البداية أقدم التحية، لرئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري لمساندتهما قضيتنا المتمثلة في رفع الغبن عنا، وعدم مساواتنا بالعمالة الأجنبية الوافدة إلى لبنان، إذ إنّ وجودنا قسري، إلى حين تحرير فلسطين والعودة إليها".
أما عن الأسباب الداعية إلى فتح مداخل المخيم، وإدخال البضائع إليه، فيقول: "عبّرنا بطريقتنا الخاصة عن مطالبنا، ونحن في المخيم نستطيع الصبر على عدم إدخال أيّ مواد غذائية لأشهر عديدة، لكنّنا بعدما شعرنا بالخسارة التي يتكبدها تجار مدينة صيدا؛ من حسبة خضراوات وفواكه، ومسلخ، ومزارع دواجن، ومياه، ومشروبات غازية ورقائق بطاطس، وغيرها كون المخيم يستهلك كميات كبيرة منها، وبعدما لمسنا التفاف أهل صيدا المدينة التي نكنّ لها كلّ احترام حول قضيتنا، بمساندة نائب المدينة أسامة سعد الذي أكد مناصرته لنا، وكذلك رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، ورئيس البلدية السابق عبد الرحمن البزري، وحرصاً منا على هذه العلاقة، قرر الحراك الشبابي في المخيم فتح الطرقات، وإدخال المواد الغذائية اللازمة، وعودة الحياة في المخيم إلى ما كانت عليه في السابق، قبل قرار وزير العمل كميل بو سليمان". يتابع: "ندرك أن سفير دولة فلسطين أشرف دبور، وقادة الفصائل، والقادة اللبنانيين الذين يناصروننا في مطالبنا، سيتابعون هذا الملف".



حربي عثمان، يعمل في فرن في المخيم، وهو من رام الله بفلسطين، يقول: "اعتصام الأهالي كان سلمياً، إلى أن تدخلت فيه التنظيمات، وراحت تعمل على تخريبه، وقد تمت الدعوة إلى فتح طريق درب السيم من الخامسة من صباح السبت إلى السادسة مساء من اليوم نفسه، حتى يستطيع السكان إدخال المواد اللازمة، لكن أثناء إعادة فتح الطريق، تدخلت بعض العناصر من التنظيمات وراحت تعمل على منع فتحها. بالنسبة للمسيرات، لا أظن أنّ الأهالي سيشاركون إذا جرت الدعوة إليها، لأنّهم شعروا بالخذلان، خصوصاً أنّ الطرقات فتحت قبل تحقيق مطالبهم".


من جهته، يقول أمين سرّ لجنة قاطع الجسر في المخيم، أبو الطه: "اتفقنا منذ بداية الحراك والاحتجاج على قرار إغلاق مداخل المخيم لمدة يوم واحد فقط، لكن جرى تمديده، وهذا التمديد أتى بسبب بعد القيادة السياسية عن القاعدة الشعبية، ونحن منذ البداية أردنا أن يكون هذا الاعتصام اعتصاماً حضارياً، ونعمل في الشارع على تثقيف الناس حول حقوقهم وواجباتهم، وليس بإغلاق الطرقات، لأنّ اعتصامنا يهدف إلى تراجع الوزير كميل بو سليمان عن قراره بحق العمال الفلسطينيين واستثنائهم من إجازات العمل".
يتابع: "على القيادات الفلسطينية، أن تتولى دورها السياسي، وتتابع القرار، بالشكل القانوني، مع الحكومة اللبنانية والمعنيين بهذا الأمر، حتى يتراجع الوزير عن قراره، لأنّ قراره يلاحقنا في لقمة عيشنا، وكذلك يجب أن يعلم اللبنانيون أنّنا شركاء في تنمية الاقتصاد اللبناني".