عودة إلى الجذور... إقرث

23 اغسطس 2015
يحيون جذورهم بالقرية عبر التراث والأغاني الشعبية (العربي الجديد)
+ الخط -

شاركَ مهجرو أبناء قرية إقرث من الجيلين الثالث والرابع للنكبة، في مخيم الجذور العشرين الذي نظم هذا الأسبوع، ويقامُ في القرية. تقعُ إقرث على إحدى قمم الجليل الأعلى، وتبعد نحو 25 كيلومتراً عن عكا، و7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية. تحيطها قرى معليا وترشيحا وفسوطة، وتطل على قرية مروحين اللبنانية.

احتلت القرية في 31 أكتوبر/ تشرين الثاني عام 1948 من دون أي مقاومة على يد المنظمات الصهيونية. وبعد أسبوع، أخلى الاحتلال القرية من أهلها، وأبقى فقط على 60 شخصا من كبار السن، من بينهم الأب أندراوس قرداحي، قبل أن يأمرهم بالرحيل بعد ستة أشهر أيضاً.

خلال عام النكبة، كان عدد سكان القرية يقدر بنحو 500 نسمة. أما اليوم، فتجاوز عددهم الألفي شخص، يتوزعون بين مدينة حيفا وقريتي كفر ياسيف والرامة. وبعد رفع الحكم العسكري عن إقرث عام 1972، سمح لأبناء القرية بدفن موتاهم فيها. منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، تأتي الجثامين إليها فقط. وأصدرت المحكمة العليا في إسرائيل عام 1951، قراراً بالسماح للمواطنين بالعودة إلى قريتهم، إلا أن القرار ظل حبراً على ورق.



واسُتقبل المشاركون برحابة صدر من قبل أهالي القرية. وقد شارك في المخيم 80 طفلاً وشاباً. بعض هؤلاء اختاروا النوم في قريتهم، علماً أن الأطفال ناموا داخل الكنيسة، وهي المعلم الأخير القائم في القرية منذ النكبة. فيما ينام الشباب في خيم حول الكنيسة.

ومنذ إعلان 20 شاباً العودة الى القرية، بدأوا يتعرضون للمطاردة من قبل دائرة أراضي إسرائيل بشكل مستمر، أو تصادر أغراضهم بهدف منعهم من الإقامة. في السياق، يقول منظّم ومؤسس المخيم جورج سبيت لـ "العربي الجديد"، إن فكرة المخيم بدأت قبل 20 عاماً. يضيف أنه خلال عام 1996، "كنت أجلس مع زميلة من القرية، وفكرنا معاً في كيفية خدمة الجيل الجديد من مهجري القرية. قررنا إقامة مخيم، وبدأ مخيم الجذور الأول عام 1996، وجندنا بعض الأشخاص من إقرث. وشارك في المخيم الأول نحو 40 طفلاً، وفي سنوات أخرى نحو 120".

كانت الفكرة ربط الجيل الجديد بإقرث، بحسب سبيت. يضيف أن المخيم ساهم في تعزيز اللقاءات مع الأهالي، بالإضافة إلى الانتماء والهوية. وتجدر الإشارة إلى أن المرابطين في القرية قبل نحو ثلاث سنوات كانوا قد أمضوا أوقاتاً كثيرة في مخيم الجذور. وأكثر ما يتمنونه هو أن يعودوا إلى قريتهم. يبدو سبيت متفائلاً. يقول: "أرى العودة قريبة بهمتنا وجهدنا".



أما المرشدة رلى جريس، وهي من الجيل الثالث للنكبة، فقد ولدت في قرية كفر ياسيف. تشارك في المخيم منذ ست سنوات، وقد باتت مرشدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. أكثر من ذلك، اعتادت زيارة قريتها مع عائلتها مذ كانت طفلة. تضيف أنها من المرابطين من القرية، وتعمل مع الشباب والأطفال المشاركين في المخيم على مدار السنة. ترى أن الهوية هي الأساس، بالإضافة إلى العلاقة بالأرض، وخصوصاً أن إسرائيل تسعى إلى محو الذاكرة. وتقول إنه منذ قررنا المرابطة والعودة إلى القرية، نشعر أننا نبني علاقة وطيدة بين الجيل الثالث والرابع للنكبة، الذين يشاركان في المخيم حتى يستطيعوا أخذ دورنا في المستقبل.

من جهته، يقول أمير طعمة، الذي يقطن في حيفا، وقد هجر من إقرث، إنه يشارك في مخيم الجذور منذ نحو خمس سنوات. يقول: "آتي إلى القرية بشكل دائم". ينام هناك مرة في الأسبوع على الأصل. يضيف أنه ينتظر المخيم من عام إلى آخر بفارغ الصبر. الأمر بالنسبة إليه أكبر من زيارة القرية، فهي "جزء من هويتنا ونحن جزء من القضية الفلسطينية. لا فرق بين مهجري إقرث وغيرهم. كما أن مشاركة الأطفال والشباب في المخيم الحالي من الممكن أن تؤدي إلى بقائهم فيها في وقت لاحق".

اقرأ أيضاً: صابون إقرث يُقاوم التهجير