عشرات الإصابات في اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية و"الأقصى"

عشرات الإصابات في اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية و"الأقصى"

13 يونيو 2014
مضى 51 يوماً على إضراب الأسرى (أعمد غربلي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

واصلت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، عمليات قمع المسيرات الأسبوعية، التي ينفذها الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة لمناهضة الجدار والاستيطان من جهة، والفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 51 يوماً من جهة أخرى.

وأصيب العشرات في مسيرة في بلدة النبي صالح، شمالي رام الله، إذ شارك عدد من الفلسطينيين ونشطاء سلام أجانب، في مسيرة القرية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والتي خرجت أيضاً تضامناً مع الأسرى. وشارك في المسيرة الرجال والأطفال والنساء في اتجاه الأراضي المهددة بالمصادرة.

وأفادت مصادر محلية في بلدة النبي صالح لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، تجاه المواطنين العزل، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق. كما أصيب عدد آخر بجراح وصفت بالطفيفة جراء إطلاق الجنود الرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل عشوائي.

وفي بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، أصيب شاب بقنبلة غاز في ساقه، إضافة إلى العشرات بحالات اختناق، جراء استهداف قوات الاحتلال المسيرة، التي دعت إليها لجنة التنسيق الفصائلي بالقرب من حاجز "النشاش"، المقام على مدخل بلدة الخضر جنوبي المدينة، تضامناً مع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام.

في غضون ذلك، قال منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر، أحمد صلاح، لـ"العربي الجديد" إن جنود الاحتلال استهدفوا المسيرة بشكل مباشر قبل وصولها إلى الحاجز، وأعلنوا عبر مكبرات الصوت أن المنطقة عسكرية مغلقة يمنع الوصول إليها.

وأضاف: "أطلق جنود الاحتلال في اتجاه المسيرة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، إذ أطلق الجنود نوعاً جديداً من الغاز السام يستخدم لأول مرة". وأشار إلى أن المسيرة انطلقت في اتجاه الحاجز بعد قرار القوى الوطنية والإسلامية نقل فعاليات التضامن مع الأسرى من مراكز المدن إلى مناطق التماس مع الاحتلال، من أجل إرسال رسالة سياسية للجميع، على حد قوله.

في السياق نفسه، قمعت قوات الاحتلال مسيرة المعصرة الأسبوعية جنوب بيت لحم، المناهضة للجدار والاستيطان. ومنعت المشاركين فيها من الوصول إلى الأراضي، التي يخترقها الجدار، الأمر الذي دفعهم إلى تنظيم اعتصام تضامني مع الأسرى بالقرب منها.

في هذه الأثناء، أصيب عدد من الصحافيين خلال استهدافهم من قبل قوات الاحتلال في بلدة بلعين، غربي رام الله، خلال تغطيتهم مسيرة البلدة المناهضة للجدار والاستيطان، والمتضامنة مع الأسرى في سجون الاحتلال.

وفي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، قمعت قوات الاحتلال المسيرة، التي انطلقت في المنطقة الجنوبية للمدينة، والتي دعت إليها حركة "حماس"، في اتجاه الحاجز العسكري، الذي يقيمه الاحتلال على مدخل الحرم الإبراهيمي. وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع على المشاركين، وأصيب في إثرها العشرات بحالات اختناق.

واندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال، في بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، بعد انتهاء جنازة إحدى المتوفيات في البلدة.

وأشارت مصادر محلية إلى أن مقبرة البدلة تبعد مسافة 50 متراً عن النقطة العسكرية، التي يتمركز عليها جنود الاحتلال على مدخل البلدة، فيما اندلعت مواجهات مماثلة في منطقتي سنجر وغنيم في بلدة دورا غرب المدينة، اعتقلت خلالها الشابين أكرم وأمجد الشريف.

وفي السياق نفسه، أصيب العشرات من الفلسطينيين المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، شرقي قلقيلية، والمطالبة بفتح المدخل الرئيسي، الذي أغلقته قوات الاحتلال مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وأفادت مصادر محلية من كفر قدوم لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال استهدفت المسيرة السلمية، التي خرجت من وسط البلدة في اتجاه الشارع الرئيسي. وأفرطت قوات الاحتلال، كعادتها، في إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مما أسفر عن إصابة العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق عولجت جميعها ميدانياً.

إصابة العشرات في اقتحام الاحتلال المسجد الأقصى

في هذه الأثناء، انسحبت قوات الاحتلال، ظهر اليوم الجمعة، من باحات المسجد الأقصى، بعد أن أوقعت عشرات الإصابات نتيجة إطلاقها قنابل الصوت والضرب بالهراوات.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الصوتية في اتجاه المصلين، عقب اقتحامها المسجد الأقصى، والمصلى المرواني في باحات الأقصى، بعد صلاة الجمعة مباشرة. وبدأت قوات الاحتلال بضرب المصلين بالهراوات، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بالرضوض.

ومن بين المصابين، المصور الصحافي، معمر عوض، الذي أصيب بقنبلة صوت في ظهره، وتعرض للضرب المبرح خلال عمله بالقرب من المسجد القبلي، فيما لحقت أضرار بالمدخل الرئيسي للمصلى المرواني نتيجة قذفه بعدد كبير من قنابل الصوت.

كما أصيب مسنّ بعيار مطاطي ونقل إلى عيادة الأقصى، ومنها إلى المستشفى، ولم تعرف بعد طبيعة حالته الصحية.

وكانت مواجهات قد اندلعت إثر مسيرة تضامن مع الأسرى، رمى خلالها الشبانُ جنودَ الاحتلال بالحجارة.

الاتحاد الأوروبي قلق على الأسرى

وأعرب الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، عن قلقه إزاء تدهور حالة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال المتحدث الرسمي باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، مايكل مان، في بيان، "نتابع بقلق كبير التقارير الواردة عن تدهور الحالة الصحية للمعتقلين الفلسطينيين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام لعدة أسابيع".

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى "الاحترام الكامل للالتزامات الدولية لحقوق الإنسان تجاه جميع المعتقلين الفلسطينيين والسجناء". ومنذ نحو 50 يوماً، يخوض 120 أسيراً إدارياً في السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن الطعام، مطالبين بوقف سياسة الاعتقال الإداري، تبعهم عدد من الأسرى الإداريين وغير الإداريين المتضامنين معهم على دفعات، إذ تشير تقارير منظمات فلسطينية إلى أن عدد المضربين وصل إلى نحو 1500 أسير.

ويقبع نحو 5271 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، منهم 191 أسيراً إدارياً، بحسب "نادي الأسير الفلسطيني".

المساهمون