طهران: أبلغنا الإمارات بأننا لا نساوم أحداً على أمننا الوطني

طهران: أبلغنا الإمارات بأننا لا نساوم أحداً على أمننا الوطني

07 سبتمبر 2020
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة (تويتر)
+ الخط -

أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أن بلاده أبلغت الإمارات "بصراحة وشفافية وعبر جميع القنوات الممكنة بأنها لن تتساهل في ما يخص أمنها الوطني"، مشدداً على أن "أبوظبي ارتكبت أخطاءً استراتيجية بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أن طهران ستواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها مسألة جوهرية في السياسة الإيرانية".
وأضاف أن إسرائيل "لا تستطيع توفير الأمن لنفسها، ولن تتمكن من توفيره أيضاً للإمارات"، داعياً الأخيرة إلى التراجع عن تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الإمارات "ارتكبت خطأين استراتيجيين: الأول الخطأ المعرفي، والثاني هو الخطأ في الحسابات"، معتبراً أن "الإمارات لديها تصورات معرفية خاطئة بشأن موقعها وموقع إسرائيل، وهذا خطأ استراتيجي".

وأضاف أن "الإمارات أخطأت في حساباتها بتصورها أنه يمكنها شراء الأمن من خارج المنطقة"، مشدداً على أن إيران "لن تساوم على أمنها مع أحد، وتحديداً في منطقة الخليج". 
رفض الوساطة الروسية
وفي معرض رده على سؤال بشأن إعلان وزير الخارجية الروسي، سرغي لافروف، الثلاثاء الماضي، استعداد موسكو للوساطة بين طهران وواشنطن لإطلاق مفاوضات مباشرة بينهما، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، "إننا لا نشك في نوايا أصدقائنا في روسيا، لكن ما نشك فيه هو نوايا وسلوك أميركا ونحن نحكم على أساس ممارسات الدول".
وأكد أن سياسات طهران تجاه واشنطن "لم تتغير"، رابطاً تغييرها بتراجع الإدارة الأميركية عن "إرهابها الاقتصادي" ضد إيران، في إشارة إلى العقوبات الشاملة التي تفرضها عليها منذ انسحابها من الاتفاق النووي يوم الثامن من مايو/أيار 2018.  
وأشار إلى الخطوات الخمس التي اتخذتها طهران لتقليص تعهداتها النووية، منذ الذكرى الأولى للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي حتى مطلع العام الحالي، رداً على تداعيات هذا الانسحاب، قائلاً إن "العودة عن هذه الإجراءات ممكنة إذا نفذت بقية الأطراف تعهداتها"، في إشارة إلى الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي، حيث تطالب طهران هذه الأطراف بالوقوف في مواجهة العقوبات الأميركية لتمكينها من جني ثمار الاتفاق اقتصادياً بعدما صفرتها تلك العقوبات.
ويأتي هذا الموقف في وقت كشف فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الأحد، أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لتشكيل تحالف ضد إيران، وذلك بعد أسابيع قليلة من إشهار أبوظبي تطبيعها مع تل أبيب.
وقال بومبيو، في حوار مع قناة "فوكس نيوز"، نشرت وزارة الخارجية الأميركية جزءاً منه عبر "تويتر"، إن "الإمارات وإسرائيل تنظران إلى إيران على أنها خطر كبير".

وأضاف وزير الخارجية الأميركي: "لقد توصلنا إلى اتفاق لبناء علاقة يمكن من خلالها تشكيل تحالف، للتأكد من ألّا يصل الخطر إلى الشواطئ الأميركية أو يؤذي أحداً في الشرق الأوسط"، بحسب ما أوردت "الأناضول".
زيارة كاسياس
واصل وزير الخارجية السويسري، إغناسيو كاسياس، لليوم الثالث، زيارته إيران، حيث التقى اليوم الاثنين بنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، وأجرى معه الجولة الأولى من المباحثات التي وصفها كاسياس بأنها "مثمرة" في تغريدة على "تويتر".
وبدأ الوزير السويسري تغريدته بذكر  "السلام، والتنمية الاقتصادية، وحقوق الإنسان"، قائلاً "أجريت مباحثات مثمرة مع نظيري الإيراني محمد جواد ظريف. أنا سعيد بتمكننا من التعاون معا في تأسيس قناة إنسانية سويسرية لنقل المواد الغذائية والأدوية إلى الشعب الإيراني".
وفيما أثارت الزيارة توقعات بين مراقبين بأن الوزير السويسري قد يقوم خلال الزيارة بتفعيل وساطة بلاده بين طهران وواشنطن، وهو ما أكده كاسياس بطريقة خلال مباحثاته في إصفهان يوم السبت، بعد حديثه عن سعي سويسرا لإيجاد الحوار والتواصل بين الطرفين، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، جدد التأكيد اليوم الاثنين، أن "الزيارة تأتي في إطار الزيارات الثنائية لوزراء خارجية البلدين والتي أُجّلت بسبب كورونا"، مؤكداً أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "قد أثبتت أنها لا تفوت أي فرصة لممارسة الضغط الأقصى على إيران".
وفي إشارة إلى القناة المالية السويسرية، قال خطيب زادة إن "إيران لديها موارد مالية كثيرة في الخارج، لكن أميركا تسعى إلى عدم انتقال هذه الموارد إلى القناة السويسرية. نحن نشاهد العراقيل الأميركية".
ووصل وزير الخارجية السويسري، فجر السبت، إلى الأراضي الإيرانية، متجها نحو مدينة إصفهان التاريخية فور وصوله لتفقدها، قبل أن يعود أمس الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران، لمباشرة لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، والمشاركة في حفل بمناسبة الذكرى المئوية للعلاقات الثنائية.
وبعد لقائه مع رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أمس الأحد، ولقائه اليوم مع وزير الخارجية الإيراني، من المقرر أن يلتقي كاسياس أيضا مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لمناقشة تطورات الاتفاق النووي وقضايا الشرق الأوسط والآلية المالية السويسرية (SHTA) التي دشنتها الحكومة السويسرية خلال يناير/كانون الثاني 2020 لإرسال السلع الإنسانية إلى إيران بموافقة أميركية. 

إلى ذلك، أطلق مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، تهديدات ثقيلة وصريحة ضد أبوظبي، متوعداً بأن بلاده ستستهدف الإمارات في حال ارتكاب إسرائيل أي عمل في الداخل الإيراني، حيث قال بهذا الشأن: "منذ أن أفصحت الإمارات عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي الموهوم، فإن أي حدث ظاهر أو مبطن يحدث على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أو عملائهم في الجمهورية الإسلامية أو المنطقة، لن يكون الرد الذي سيأتي موجهاً إلى الكيان الصهيوني وحسب، بل ستكون الإمارات جزءاً من الرد".

وهاجم عبداللهيان في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية، بثته الليلة أمس الأحد، الإمارات بقسوة، معتبراً أنها "تقبع تحت البسطار الأميركي"، معتبراً أن تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي "لم يكن قراراً مستقلاً من حكام الإمارات، بل إن الضغوط الأميركية والصهيونية هي التي جعلت الإمارات تقبل بالرضوخ لهذه المذلة، وأن تقوم بهذه الخيانة بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
واتهم عبداللهيان السعودية أيضاً بـ"الخيانة الكبرى للقضية الفلسطينية والدول والأمة الإسلامية" لسماحها بعبور الطائرات الإسرائيلية من أجوائها إلى الإمارات، ومحذراً الرياض من تكرار الخطأ الذي ارتكبته الإمارات.