طرائف المونديال (12):مسؤول كويتي يُلغي هدفاً ومؤامرة على الجزائر

طرائف المونديال (12):مسؤول كويتي يُلغي هدفاً ومؤامرة على الجزائر

12 يونيو 2014
صورة أرشيفية بمونديال 1982 (getty)
+ الخط -

استضافت إسبانيا النسخة الثانية عشرة من بطولات كأس العالم خلال الفترة ما بين 13 يونيو/حزيران وحتى 11 يوليو/ تموز من عام 1982، وكغيرها من البطولات السابقة لم تخلُ البطولة من المواقف الطريفة، لعل أبرزها ما حدث في لقاء الكويت وفرنسا في مرحلة المجموعات، حينما أجبر الشيخ فهد الأحمد رئيس اتحاد الكرة الكويتي "آنذاك" حكم المباراة السوفياتي، ميروسلاف ستوبار، على إلغاء هدف كان قد احتسبه لصالح فرنسا.

كذب المنجمون ولو صدقوا

بينما كان لاعبو الأزوري يُواجهون انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام الإيطالية، بسبب نتائجهم المتواضعة في الدور الأول للبطولة؛ تحدى العرّاف الألماني، يورجن فولجرام، الجميع، وتنبأ بصعود منتخبي ألمانيا الغربية وإيطاليا إلى المباراة النهائية في كأس العالم عام 1982 بإسبانيا، وتتويج "الأزوري" بلقب كأس العالم، للمرة الثالثة في تاريخه.

 

ورشّح "فولجرام"، الذي سبق أن تنبأ في كأس العالم عام 1966 في انجلترا بفوز البلد المضيف على ألمانيا الغربية بنتيجة 4 مقابل 2 بعد تمديد الوقت، المنتخب الإيطالي للتتويج باللقب، رغم أن المعطيات كانت تُشير إلى أن منتخب "الأزوري" لن يصمد طويلاً في البطولة.

 

وتعادل المنتخب الإيطالي في المباريات الثلاث له في المجموعة الأولى التي تأهل منها إلى الدور الثاني بفارق هدف وحيد عن المنتخب الكاميروني، إلا أنه قد عاد من بعيد ليظهر بشكل بارز في المراحل التالية حين أقصى المنتخب البرازيلي المرشح للفوز باللقب في الدور الثاني بفضل ثلاثية روسي الذي كان قد عاد للتو من مدة إيقاف دامت سنتين، بسبب ضلوعه في فضيحة تلاعب بنتائج إحدى المباريات، ليُسجل بعدها هدفين في نصف النهائي أمام بولندا، قبل أن يقود منتخب بلاده للفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف على منتخب ألمانيا الغربية، وليصدق توقع العرّاف الألماني، يورجن فولجرام.

مسئول كويتي يُلغي هدفاً

لا يختلف اثنان على أن اللقطة التي شهدها ملعب "نويفو خوسيه زوريلا" بمدينة بلد الوليد "الإسبانية" هي اللقطة "الأكثر طرافة" في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930 في الأوروجواي، فقد أجبر الشيخ فهد الأحمد رئيس اتحاد الكرة الكويتي، آنذاك، حكم المباراة السوفياتي، ميروسلاف ستوبار، على إلغاء الهدف الرابع للمنتخب الفرنسي.

 

وبينما كانت النتيجة تُشير إلى تقدم المنتخب الفرنسي بنتيجة (3-1)، انطلقت صافرة من المدرجات أدت إلى ارتباك مدافعي المنتخب الكويتي وتوقفهم عن اللعب، إلا أن المهاجم الفرنسي، آلان جيريس، لم يكترث لهذا الأمر، وتابع سيره نحو المرمى، ليُحرز هدف منتخب بلاده، الأمر الذي أثار حفيظة الكويتيين.

 

واضطر الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم في ذلك الوقت، للنزول إلى أرض الملعب؛ وذلك من أجل الاحتجاج على احتساب الهدف الرابع، ليُجبر الحكم ميروسلاف ستوبا من الاتحاد السوفياتي، على إلغاء الهدف، لكن "الفيفا" قد رفض هذا القرار، وقرّر تثبيت نتيجة المباراة بفوز فرنسا على الكويت بنتيجة (4 – 1)، وفرض غرامة قاسية على الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بقيمة 11 ألف دولار.

مؤامرة ضد الجزائر

فجّر المنتخب الجزائري لكرة القدم مفاجأة من العيار الثقيل في مستهل مشواره ببطولة مونديال 1982، وذلك حينما حقّق فوزاً تاريخياً على منتخب ألمانيا الذي كان في أوج عطائه في ذلك الوقت بنتيجة (2 -1).

 

ولم يكن أكثر المتفائلين من عشاق منتخب "محاربي الصحراء" يتوقع أن هنالك ولو احتمالاً ضئيل بتعادل الجزائر مع الماكينات فما بالك بالفوز عليها، لكن لاعبي المنتخب الجزائري قد فعلوها بفضل هدفي رابح ماجر، وأفضل لاعب في أفريقيا في ذلك العام لخضر بلومي.

 

ورغم هذا الفوز التاريخي للمنتخب الجزائري، إلا أنّه قد فشل في الصعود للدور الثاني للبطولة العالمية الثانية عشرة التي شهدت مشاركة 24 فريقاً للمرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم؛ وذلك بعدما وقع ضحية "مؤامرة" تاريخية بين ألمانيا وجارتها النمسا.

 

وخاض المنتخب الجزائري بعد ذلك مباراة حاسمة أمام المنتخب النمساوي، لكن اللقاء انتهى بنتيجة ( 2 – صفر)؛ بسبب المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون في مباراة ألمانيا ما أفقدهم نقطتين ثمينتين في المنافسة على التأهل.

 

وبات المنتخب الجزائري بعد خسارته أمام نظيره النمساوي مطالباً بتحقيق الفوز بفارق 3 أهداف على تشيلي، لكي يضمن الصعود للدور الثاني بغض النظر عن نتيجة النمسا وألمانيا الغربية في اليوم التالي، وحقق الجزائريون مرادهم في الشوط الأول بتسجيل 3 أهداف حملت تواقيع صلاح عصاد هدفين وبن صولة هدفاً واحداً، لكنهم في الشوط الثاني فقدوا لياقتهم البدنية وتلقوا هدفين لتنتهي المباراة بفوز غير مطمئن (3 – 2).

 

وبعد الفوز على تشيلي، أصبح المنتخب الجزائري يمتلك أربع نقاط (الفائز يحصل على نقطتين) من ثلاث مباريات، وبات على مرمى حجر من صعود تاريخي إلى الدور الثاني، لكن هذا لم يرق لعناصر المنتخبين الألماني والنمساوي فتآمروا على الجزائر وأنهوا مباراتهم بشكل متعمد بهدف حمل إمضاء "هروبيش" في الدقيقة العاشرة، ليتأهل المنتخبات بفارق الأهداف عن الجزائر في فضيحة مونديالية وضعت الاتحاد الدولي لكرة القدم "آنذاك" في موقف محرج لأنه لم يعاقب المنتخبين.

 

وأضحت مؤامرة النمسا وألمانيا الغربية بعد ذلك بمثابة وصمة عار في جبين الاتحاد الدولي لكرة القدم، لذلك أصدر "الفيفا" قراراً في المونديال التالي 1986 في المكسيك، ينص على أن تقام مباريات الجولة الأخيرة في التوقيت ذاته وهو ما سرى بعد ذلك على مباريات الدور الأول في كل بطولات الاتحادات القارية وغيرها من المسابقات حتى لا يكون هناك ضحايا للتآمر كما حدث للجزائريين في بلاد الأندلس.

مجموعة التعادلات

سيطرت لغة التعادلات على مباريات المجموعة الأولى من بطولة كأس العالم، فقد انتهت خمس من المباريات الست التي لُعبت في المجموعة بالتعادل، حيث فرض التعادل السلبي نفسه على الجولة الأولى من المجموعة حينما سقطت إيطاليا في فخ التعادل أمام بولندا، كما سقطت بيرو أمام الكاميرون بالنتيجة نفسها.

 

وفي الجولة الثانية، احتكم المنتخبان الإيطالي والبيروفي إلى التعادل الإيجابي (1-1)، وذلك في الوقت الذي تعادلت فيه بولندا أمام الكاميرون، بنتيجة سلبية، وفي الجولة الأخيرة من تلك المجموعة، كسر المنتخب البولندي سلسلة التعادلات، حينما اكتسح نظيره البيروفي بخمسة أهداف مقابل هدف، فيما سقطت إيطاليا مرة أخرى في فخ التعادل أمام المنتخب الكاميروني بنتيجة(1-1).

 

ولم تحدث هذه المفارقة العجيبة بعد ذلك إلا مرة واحدة خلال المجموعة السادسة من بطولة كأس العالم 1990، والتي ضمت منتخبات (إنجلترا-جمهورية إيرلندا-هولندا-مصر).

أكبر نتيجة في تاريخ البطولة

سطّر المنتخب المجري اسمه بأحرفٍ من ذهب في بطولات كأس العالم، بعدما نجح في تحقيق الفوز الأكبر في تاريخ كأس العالم، وكان ذلك على منتخب السلفادور بنتيجة (10-1)، وحظي الحكم الدولي البحريني، يوسف الدوي، بشرف قيادة تلك المباراة التاريخية.

 

ورغم هذا الفوز التاريخي، فإن منتخب المجر لم يتمكن من تخطي الدور الأول في مجموعته الثانية التي ضمت إلى جانبه منتخبات الأرجنتين وبلجيكا، فقد خسر في مباراته الثانية أمام المنتخب الأرجنتيني بأربعة أهداف مقابل هدف، فيما تعادل بنتيجة (1-1) في مباراته الثالثة، ليُودع البطولة بعد أن جاء بالمركز الثالث، خلف منتخب بلجيكا المتصدر، ومنتخب الأرجنتين صاحب المركز الثاني.

المساهمون