ضوء عباس الأخضر: الأمن الفلسطيني لم يقمع مسيرة جنين

ضوء عباس الأخضر: الأمن الفلسطيني لم يقمع مسيرة جنين

26 يوليو 2014
أجهزة الأمن كانت سابقاً تقمع التظاهرات (باسيفيك برس/Getty)
+ الخط -

أعطى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الضوء الأخضر، أو هكذا يبدو، للأمن الفلسطيني بعدم اعتراض المسيرات في الضفة الغربية المتضامنة مع غزة. فهي المرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في جنين، التي لم يشكل فيها الأمن الفلسطيني، مساء الجمعة، حاجزاً بشرياً أمام شلال المتظاهرين الذين قصدوا حاجز الجلمة الإسرائيلي، شمال جنين، لمواجهة جنود الاحتلال وجهاً لوجه.

وأفاد ناشط من حركة "حماس" في جنين، فضّل عدم ذكر اسمه، أن "التوجه الجديد لدى قيادة السلطة الفلسطينية هو الذي منع أجهزة الأمن في جنين من التصدي لنا. وكنا قد علمنا قبل السير إلى الحاجز، بعدم تدخل الأمن هذه المرة، والذي زاد من طمأنتنا أن قيادات من حركة "فتح" كانوا على رأس المسيرة. كانت ليلة مختلفة بكل المقاييس".

وبالفعل، وصل المتظاهرون بسهولة إلى الحاجز الذي يعدّ منطقة الاحتكاك الأبرز مع الاحتلال في محافظة جنين، وأشعلوا الإطارات، قبل أن يباشروا إلقاء الحجارة والمفرقعات النارية باتجاه جيش الاحتلال، الذي رد، كالعادة، بإطلاق النار والقنابل، ما أدى إلى استشهاد الشاب باسم أبو الرب، من بلدة قباطية، جنوب جنين، وإصابة 27 آخرين بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق.

وعلّق المتحدث باسم حركة "فتح" في جنين، منصور السعدي، على فتح الأمن الفلسطيني الطريق للشبان الغاضبين بأن "خطاب الرئيس الأخير، كان إشارة إلى الأجهزة الأمنية السماح للناس بالتحرك، وعدم اعتراضهم، ثم إننا في الحركة لسنا وسطاء، نحن طرف في الصراع".

وعبّر المتظاهرون عن ارتياحهم لعدم تدخل الأمن الذي قمعهم مرات عدة، ومنعهم من الوصول إلى الحاجز في أكثر من محاولة قبل أيام.

وكانت مسيرة جنين غير مسبوقة من ناحية عدد المحتجين، إذ التحمت مسيرتان في مركز المدينة، واحدة خرجت من أمام الجامع الكبير في مخيم جنين، والثانية من أمام الجامع الكبير في جنين، وألقى خلالها ممثلون عن حركتي "الجهاد الإسلامي" و"فتح" كلمات، قبل التوجه الى حاجز الجلمة.

ووصل عدد المتظاهرين إلى أكثر من عشرة آلاف، لأن المشاركين لم يكونوا من جنين ومخيمها فقط، بل أيضاً من قرى وبلدات عدة حول المدينة، لكن الذين وصلوا إلى الحاجز يقدّر عددهم بنحو خمسة آلاف.

وأكد ناشط من ميدان المواجهات، لـ"العربي الجديد"، أنه "في العادة كان الاحتلال يلاقينا قبل الحاجز بـ300 متر، لكننا الليلة اشتبكنا معهم على بوابة الحاجز مباشرة".

وأضاف الناشط، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه "حتى الفرق الطبية أتقنت دورها، ولولا وجودها بكثافة لسقط أكثر من شهيد، لأن المستشفيات بعيدة عن الحاجز".

ولم تتوقف سيارات الإسعاف، خلال ساعات المواجهة التي امتدت حتى ساعات الفجر، عن نقل الجرحى إلى مستشفيين في جنين. وقد أصيب 27 شخصاً بالرصاص الحي، اثنان منهم تركزت إصاباتهم في البطون، والبقية في الأقدام، وكان من بين المصابين صحافي يعمل لصالح وكالة "الأنباء الفلسطينية الرسمية" (وفا)، فيما نُقل جريحان إلى مستشفيات نابلس، نظراً لمكان إصابتيهما في الشريان الرئيسي بالفخذ.

وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال تطلق الرصاص الحي من كاتم الصوت باتجاه الشبان.

وكان الشهيد الوحيد، باسم أبو الرب، قد أصيب بطلقات في الصدر، ولم يستطع الأطباء إنقاذ حياته. وفور إعلان نبأ استشهاده، عجّت ساحة مستشفى جنين بمقاومين مسلحين، توعّدوا الاحتلال بالعقاب.

المساهمون