سورية: طائرات النظام تواصل قصفها للغوطة وتلبيسة

سورية: طائرات النظام تواصل قصفها للغوطة وتلبيسة

17 سبتمبر 2014
تتعرض مدينة دوما إلى غارات يومية (يوسف البستاني/الأناضول)
+ الخط -

قُتل سبعة مدنيين وجُرح العشرات، في غارة جوية لطائرات النظام السوري الحربية على مدينة دوما في ريف دمشق، اليوم الأربعاء. كما تعرضت بلدة حمورية، أمس الثلاثاء، إلى غارتين أدّتا إلى مقتل 13 مدنياً وجرح العشرات. ويأتي ذلك في سياق حملة عسكرية متواصلة لقوات النظام على الغوطة الشرقية، ازدادت وتيرتها في الفترة الأخيرة.

ووصف ناشط من مدينة دوما، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، مشاهد القتلى في غارة اليوم بالـ"مرعبة"، وخاصة مشهد "طفل متفحم ومشوه التهمت جسده النيران"، التي خلّفتها الغارة، محملاً المسؤولية للفصائل المقاتلة، التي فشلت في ردع النظام بحملة الصواريخ التي بدأتها أخيراً على المراكز الأمنية والعسكرية في دمشق، مما جعل النظام يرد منتقماً من المدنيين.

واعتبر الناشط، أن "صواريخ المعارضة فشلت في ردع النظام، الذي ينتقم من المدنيين، ولا يقيم وزناً لمقتلهم، إن كان في دمشق أو في الغوطة".

وبحسب مكتب التوثيق في مدينة دوما، فقد ارتفع عدد الشهداء، منذ نحو شهرين، إلى 278 شهيداً، سقط منهم 200 في الأسبوع اﻷخير فقط، من بينهم 48 طفلاً.

وتعرّضت مدينة دمشق، اليوم الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، لسقوط عدد من الصواريخ طالت مناطق ركن الدين والقصور والغساني والعدوي، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص. وتعرّضت، أمس الثلاثاء، أحياء: التجارة والغساني والمالكي ‫وضاحية الأسد والمزة والمزة 86 وأبو رمانة وعرنوس والبرامكة وباب شرقي و‫‏جرمانا والتضامن وباب توما، لسقوط العديد من القذائف، أدت إلى مقتل شخصين، وأوقعت عدداً من الجرحى.

وكشف المتحدث باسم "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، أحد الفصائل المعارضة في ريف دمشق، وائل علوان، في اتصال مع "العربي الجديد"، عن البدء بالمرحلة الثانية من عملية قصف دمشق بالصواريخ، محدداً هدفين لها، وهما: المنطقة الرئاسية في حي المالكي الدمشقي والمنطقة الأمنية العسكرية في المزة 86.

وحذر علوان الأهالي من الاقتراب من المنطقتين المذكورتين، و"سيراً على سياسة الاتحاد في تحييد المدنيين بكافة طوائفهم عن الصراع".

وأوضح علوان أنهم استعانوا بـ"الخبرات والكفاءات العالية لتطوير صواريخ الكاتيوشا المصنّعة في معامل الدفاع في الاتحاد الإسلامي، لتُصيب أهدافها بدقة وفاعلية، مضاهية بذلك الكاتيوشا الروسية".

واتهم النظام باستهداف الأحياء السكنية، موضحاً أنه "وصلتنا معلومات مؤكدة من سرايا التجسس والاستطلاع ومن ضباط استخبارات موثوقين بين صفوف النظام، عن قيامه باستهداف بعض التجمّعات المدنية والمدارس ودوائر الدولة في الأحياء التالية: المالكي والمهاجرين والجسر الأبيض والمزة والميدان والمزرعة".

وأضاف علوان، أن "النظام يتاجر بدماء الأبرياء أمام العالم، لذا نهيب بأهلنا من المدنيين أخذ الحيطة والحذر، وعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس حتى إشعار آخر؛ حرصاً على سلامتهم وأمنهم".

وكان "الاتحاد الإسلامي" نفذ قبل نحو شهر المرحلة الأولى من حملة الصواريخ، التي استمرت لأربعة أيام، استخدم فيها ما يزيد على مائة صاروخ من نوع "كاتيوشا" محلية الصنع.

وبحسب علوان، فإن الحملة الأولى حققت أهدافها في "دب الذعر والفوضى في صفوف النظام، كما أصابت الأهداف الأمنية والعسكرية بدقة، وأصابت المكتب الرئاسي بصاروخين، وتمّ التأكد من مقتل عشرات العسكريين، بينهم ضابطان على الأقل".

وفي مدينة تلبيسة في محافظة حمص، واصلت طائرات النظام قصفها للمدينة لليوم الثالث على التوالي، مخلّفة 51 قتيلاً حتى اللحظة، بينهم القائد العسكري للواء "الإيمان بالله"، وعشرات الجرحى المدنيين، وسقط عدد من قذائف الهاون و"كاتيوشا" على أحياء متفرقة من دمشق وسط تبادل اتهامات بين النظام والمعارضة.

وأفاد مدير "شبكة تلبيسة مباشر" أبو أسامة، لـ"العربي الجديد"، أن "امرأة قضت اليوم وسقط عدد من الجرحى، ببرميلين متفجرين ألقاهما طيران النظام المروحي على تلبيسة، مما رفع حصيلة الضحايا إلى 51 قتيلاً وعشرات الجرحى منذ الإثنين الماضي، فقد كثّف النظام قصفه الجوي المترافق مع قصف مدفعي وصاروخي من مقاره المحيطة بالمدينة".

وأعلن لواء "الإيمان بالله"، أكبر الفصائل العسكرية المعارضة في تلبيسة، أمس، مقتل قائده العسكري محمد بن سليمان الضحيك، بغارة جوية طالت مقره، وعلى إثر ذلك عُيّن اليوم منهل الضحيك، قائداً جديداً للواء.
وأضاف أبو أسامة، أن "المجموعات الإغاثية والإعلامية العاملة في تلبيسة أطلقت نداء استغاثة، أعلنت فيه المدينة منكوبة إنسانياً وطبياً وإغاثياً، بعدما توقّفت الأفران عن العمل، ونفدت الأدوية من مستشفى تلبيسة الميداني".

من جانبه، أدان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"، ما وصفه بـ"القصف الوحشي" على المدينة، مضيفاً إن "مجزرة تلبيسة ليست إلّا جريمة من جرائم النظام التي يهدف معظمها للتغطية على اليأس الذي يعيشه نظام الأسد والميليشيات المقاتلة إلى جانبه، مستغلاً الانشغال الدولي بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يلعب الدور الذي هيأه له النظام من خلال إطلاق يده في كثير من المناطق".

المساهمون