سورية: النظام يدمِّر والمعارضة تنظِف

سورية: النظام يدمِّر والمعارضة تنظِف

03 مايو 2014
هل يُصلح العمل الأهلي ما أفسده النظام؟
+ الخط -

أعادت مؤسسات ذات طابع خدمي وبالتعاون مع المجلس المحلي لمدينة دير الزور السورية إحياء الأنشطة الخدمية والتطوعية داخل الأحياء والشوارع المهدمة، التي يسيطر عليها عناصر من المعارضة السورية.

وأطلقت قبل أيام حملة بعنوان "نظافتنا حضارتنا" استهدف مطلقوها من خلالها فتح الطرق المغلقة المتأثرة بالقصف اليومي المتواصل بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والتي خلفت وراءها الخراب والدمار.

وأدّت الحملة إلى فتح الطرق الرئيسية المغلقة منذ نحو عام والتي كانت مسقط صواريخ أرض- أرض، بالإضافة إلى حملة نظافة من الأوساخ والتلوث طاولت المناطق السكنية المكتظة، وتنشيط وتفعيل العمل المدني والمجتمعي الخدمي من جديد، كما نقل عبد الصمد أحد المتطوعين المشاركين في الحملة.

واستغرقت الحملة أكثر من 10 أيام بسبب الدمار الكبير والقصف المتواصل الذي يعوق عمل الناشطين اليومي، وشارك في الحملة كلّ من مؤسسة نماء وحركة نشطاء، بالإضافة إلى المجلس المحلي في المدينة.

وأوضح رئيس المجلس المحلي في مدينة دير الزور حسام الحميدي أن "المكتب الخدمي لم يكن لديه ما يكفي للقيام بحملات خدمية كبيرة بسبب نقص العاملين والمعدات اللازمة، وبعد التعاون مع منظمة نماء استطعنا إطلاق عدة حملات ذات طابع خدمي وتطوعي، شملت تحسين كل المرافق الخدمية في المدينة".

وقال المسؤول الإعلامي في مؤسسة نماء عبد الله اليوسف، إن النشاطات الخدمية تعتبر "من المهام الرئيسية لدى المؤسسة، ولذلك أخذنا على عاتقنا البدء بنشاطات حيوية ومهمة للمدينة، وحملة "نظافتنا حضارتنا" هي أولى حملاتنا، واستطعنا فتح طريقين، رئيسية وحيوية، داخل المدينة (الشارع العام - شارع الانطلاق)".

مضيفاً "القصف المتواصل واليومي هو ما يعوق عملنا ويجعله أكثر صعوبة، حيث نضطر إلى تنظيف الشوارع من جديد بعد بذل جهد كبير".

وأوضح اليوسف أن الحملة "ستتواصل لتدخل إلى عمق الأحياء السكنية؛ من أجل إحيائها وإعادتها إلى سابق عهدها"، مشيراً إلى أن العمل المدني الخدمي من "أهم الأعمال في هذه المرحلة والذي يعطي نظرة حضارية إلى الثورة السورية".

كذلك أقام المجلس حملة استهدف فيها الأهالي وذلك للتوعية على النظافة، وكانت مدينة دير الزور قد شهدت العديد من الأمراض الخطيرة نتيجة قلة النظافة، مثل التهاب الكبد والحمى التيفودية وآخرها ظهور حالتين لمرض السل.

ونوّه الحميدي إلى أن حملات التوعية على النظافة أصبحت ضرورية في ظل انتشار الأمراض، وهي من مسؤوليات المكتب الطبي، مشيداً بأهمية العمل التطوعي في هذه الفترة الزمنية، بالإضافة إلى الأفكار الخلاقة التي يبديها المتطوعون والتي تكون ثمارها عائدة بالنفع على المدينة والقاطنين فيها.

واشار إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تضاعف عدد السكان داخل المدينة ووصل إلى ما يزيد على 60 ألف نسمة.

وفي السياق ذاته، لفت أبو عبد الله أحد المدنيين القاطنين في حي الشيخ ياسين، إلى أن المدينة "تعرضت خلال العامين الماضيين إلى قصف كبير أدى إلى قطع الطرق الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى تخريب شبكات المياه والكهرباء، وهذا ما أثر على طريقة عيش الأهالي داخل المدينة"، موضحاً أن ما تقوم به المؤسسة الخدمية "يحتاج المزيد من العمل لتغطية باقي المرافق الخدمية الناقصة في المدينة، لتحسين الحالة المزرية التي وصل إليها السكان".

وكانت مدينة دير الزور قد تعرضت للقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران الحربي قبل نحو عامين نتيجة سيطرة قوات المعارضة على أكثر من نصف أحياء المدينة، وهذا ما أدى إلى نزوح ما يقارب 500 ألف مدني إلى ريف المدينة وباقي المناطق الآمنة في سورية.