سورية: الفصائل الإسلامية تتحارب تحت قذائف النظام بالغوطة الشرقية

سورية: الفصائل الإسلامية تتحارب تحت قذائف النظام بالغوطة الشرقية

03 يوليو 2014
جيش الإسلام يتقدم على داعش (مصطفى سلطان/الأناضول/Getty)
+ الخط -
سَجل "جيش الإسلام" تقدماً جديداً في الغوطة الشرقية جراء مواجهاته مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في منطقة مرج السلطان، في وقت يصف ناشطون من الغوطة المواجهات بـ"العنيفة"، وذلك في ظل استهداف القوات النظامية مقرات وتجمعات "جيش الإسلام" بالقصف الجوي والصاروخي.

وقال قيادي في "جيش الإسلام"، لـ"العربي الجديد"، "إننا بإذن الله ماضون في تطهير الغوطة من داعش، لأنهم أتوا لهدم ما حققه المجاهدون في الغوطة، خدمة للنظام، وهذا ما لن نسمح به". ولفت إلى أن العديد من الفصائل خذلتهم في معركتهم ضد عصابة داعش التي يتزعمها أبو بكر البغدادي، بحجج حقن الدماء وتجنب المواجهات بين المجاهدين، معتبراً أن "هذه حجج واهية إذ خرجت داعش عن الصف".
وبيّن أن "الفصائل المقاتلة ومنها جيش الإسلام والجبهة الإسلامية، أرسلت قبل أيام إلى عصابة البغدادي، تطلب منها الانضواء تحت القضاء الموحد وتوضيح موقفها من التكفير والدولة الإسلامية، فرفضت الانصياع للإجماع المتوافق عليها". وتابع "نحن نرفض هذا التكفير الأعمى للمسلمين، ولقد اتفقت الفصائل على تأجيل بحث شكل الدولة في سورية إلى ما بعد إسقاط النظام، وما تطرحه عصابة البغدادي يَشق صف المجاهدين".

وأفاد الناشط أبو عبدالله من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، أن "جيش الإسلام، بعدما سيطر على بلدتي ميدعا والميدعاني، تقدم باتجاه بلدة مرج السلطان، التي يحقق فيها تقدماً، على الرغم من الاشتباكات العنيفة".
وشدد على أن "المعارك ستمضي باتجاه بلدات مسرابا وكفربطنا وجسرين وحمورية وسقبا، حيث خرج أهالي الأخيرة في تظاهرة يطالبون داعش بتسليم مقراتها للمجاهدين والخروج من البلدة حقنا للدماء ولتجنيب المدنيين مخاطر الاشتباكات".

وقال الناشط الإعلامي أبو قتيبة الجولاني، إن "قوات النظام تستهدف مقرات ومناطق المجاهدين من جيش الإسلام وجبهة النصرة في البلدات السابقة، عبر القصف الجوي والصاروخي، ما يعيق قتالهم لداعش".

وفي السياق، قالت مصادر مطلعة في جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن "الفصائل المقاتلة في جنوب العاصمة متخوفة من تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ما حدث في الغوطة وما يحدث في دير الزور وإعلانهم الخلافة ودعوة المبايعة". وتابعت المصادر: "يُعتقد أن داعش في مرحلة التأسيس، ولا نعلم متى تتحرك لتفرض سيطرتها على المنطقة، لا سيما أنّها تفوق معظم الفصائل تسليحاً وإمكانات مادية".

وأشارت المصادر نفسها إلى أن "تنظيم الدولة متمركز في أحياء الحجر الأسود والتضامن وبلدة يلدا، وهي تتوسط جنوب دمشق ومتصلة ببعضها بعضا، ويقدر عدد مقاتليها الملحوظين بنحو 400 مقاتل، في حين تشهد جبهاتها مع النظام هدنة غير معلنة منذ أكثر من عام، إذ لم تحدث اشتباكات تذكر".
أما في الغوطة الغربية، فقد استهدفت القوات النّظامية بلدة خان الشيح بالقصف الجوي والمدفعي، في وقت يقيم النظام ساتراً وتحصينات تهدف إلى تقسيمها وفصل بلدات داريا وخان الشيح والمعضمية بعضها عن بعض، في محاولة إلى إطباق الحصار على داريا، وإخضاعها لهدنة ترفضها الأخيرة منذ أشهر، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد".

"النصرة: تتوعد بنقل المعركة إلى لبنان

وفي سياق آخر، بُث تسجيل لأمير "جبهة النصرة" في القلمون، أبو مالك الشامي، على شبكة الإنترنت، يتوعد عبره "حزب الله" اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب القوات النّظامية، قائلاً إن "معاركهم لم تعد تقتصر على الجبال والحدود، بل إنّهم استطاعوا خرق الأطواق الأمنية للحزب، وأنّه أصبح لديهم آلاف المجاهدين ينتظرون الإذن لبدء المعركة في لبنان، وسيكون قريباً تحت ضرباتهم.

كما دعا اللبنانيين إلى "الجهاد ورد الضيم عنهم"، داعياً سجناء رومية "للصبر"، ووعدهم "بفرج قريب".

وكانت القلمون قد شهدت، خلال الأيام الماضية، عمليات محدودة لـ"جبهة النصرة"، تسببت في مقتل وجرح عدد من عناصر "حزب الله" والقوات النظامية، في حين تتعرض مدينة الزبداني إلى قصف يومي بالبراميل المتفجرة، وهي أهم معاقل المعارضة في القلمون اليوم.