سورية: اشتباكات في محيط مطار دير الزور.. ومجزرة بحمص

سورية: اشتباكات في محيط مطار دير الزور.. ومجزرة بحمص

30 ديسمبر 2014
"داعش" غيّر من استراتيجيته في معارك المطار(غيوم بريكيه/فرانس برس)
+ الخط -

تجدّدت اشتباكات عنيفة، اليوم الثلاثاء، بين عناصر كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)وقوات النظام السوري، في محيط مطار دير الزور العسكري، بعدما أحرزت الأخيرة، أمس، تقدّماً في قرية الجفرة الملاصقة للمطار من الجهة الشمالية الشرقية.

وأفاد الناشط الإعلامي من دير الزور، عبود الصالح، لـ"العربي الجديد" بأنّ "قوات النظام استولت أمس، عقب معارك عنيفة، على نقاط عسكرية عدّة لـ"داعش" في قرية الجفرة، مما أدى إلى مقتل العشرات من التنظيم، تزامن ذلك مع غارات مكثّفة للطيران الحربي على محيط مطار دير الزور وقرية الجفرة، لتعود الاشتباكات لتندلع، اليوم، من جديد بدون ورود أنباء عن إحراز الطرفين أي تقدّم".

وأشار الصالح، بناء على معلومات أفادته بها مصادر خاصة من "داعش"، إلى أنّ "التنظيم يعمل الآن على تغيير استراتيجيته في معارك المطار، بعدما فشلت خططه في اقتحامه، نظراً لاتباع قوات النظام سياسة الأرض المحروقة، إذ عمد التنظيم أخيراً إلى سحب عناصره الحاملين للجنسية السورية عن خطوط التماس، ووضعهم في الاحتياط، واستبدالهم بمقاتلين أجانب، يعتبرهم التنظيم عماداً أساسياً له، خاصة بعدما أثبتوا صلابتهم في اقتحام مطار الطبقة العسكري، في مدينة الرقة سابقاً".

ووفقاً للصالح، فإنّ تنظيم "داعش" لا يثق في السوريين أو ما يسميهم بـ"الأنصار" كما يثق في "المهاجرين" الأجانب، وهذا ما يفسّر تشكيل العناصر المهاجرين لـ70 في المائة من بنية التنظيم؛ بحسب إحصائية قدمها صالح.

وبدأ تنظيم "الدول الإسلامية" (داعش) مع بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، معركته للسيطرة على مطار دير الزور العسكري، ثالث أكبر مطار عسكري في سورية، وطريق الإمداد الرئيسي لعناصر قوات النظام المقاتلة في دير الزور؛ غير أن رد فعل قوات النظام العنيف على ذلك، أجبر التنظيم على التراجع، بينما تتواصل منذ ذلك الوقت معارك الكر والفر بين الجانبين في محيط المطار.

مجزرة حمص

في غضون ذلك، ارتكبت طائرات النظام السوري المروحية، اليوم الثلاثاء، مجزرة في مدينة الرستن في الريف الشمالي لحمص، راح ضحيتها خمسة قتلى وعدد من الجرحى، في وقت طال فيه قصف جوي ومدفعي عنيف مدينتي تلبيسة والحولة، وحي الوعر.

وأفاد المتحدث باسم حركة "تحرير حمص"، صهيب العلي، "العربي الجديد"، أن "طيران النظام المروحي ألقى برميلين متفجرين على حي الصناعة في مدينة الرستن، مما أودى بحياة خمسة مدنيين، في حين جرح أكثر من خمسة آخرين، نقلوا إلى مستشفيات ميدانية قريبة".

في الأثناء، ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مدينة تلبيسة القريبة، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف طال مدينة الحولة، من حاجز قرمص التابع لقوات النظام، واقتصرت الأضرار على المادية.

من جهتها، قالت شبكة "أخبار الوعر"، على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" أن "مدنيين جرحوا، إثر استهداف حوّامة تابعة لقوات النظام لحي الوعر ببرميل متفجر"، في وقت نعت فيه شاباً، مشيرة إلى أنه "استشهد أثناء مرابطته على جبهة الجزيرة السابعة في الحي".

ووفقاً للمتحدث باسم حركة "تحرير حمص"، فإن "قوات النظام تكثّف من قصفها حالياً على حي الوعر شرقي مدينة حمص، وعلى ريف حمص الشمالي، لإجبار الكتائب المعارضة وأهالي تلك المناطق على الرضوخ، وتوقيع هدنة معها قد تعرضها لاحقاً، وتفرض فيها شروطاً لصالحها، وهذا ما اعتاده الأهالي عقب كل تصعيد عسكري".

ويخضع أهالي حي الوعر ومناطق ريف حمص الشمالي لحصار خانق تفرضه قوات النظام، منذ ما يقارب العامين، إذ يفتقدون للمواد الغذائية والتدفئة، فضلاً عن انقطاع كلي للغاز والكهرباء.

وتقتصر نشاطات الكتائب المسلّحة في المناطق السابقة الذكر، على ردع محاولات قوات النظام التي تتكرر بشكل شبه يومي للتسلل والاقتحام، كما أنّ الكتائب تستهدف بالصواريخ وقذائف المدفعية بين الحين والآخر حواجز قريبة لقوات النظام، للرد على المجازر التي ترتكبها الأخيرة بحق أهالي حمص، ومثال عليها عملية أطلقتها قبل نحو شهرين "حركة تحرير حمص" وسمّتها بـ"رمايات سجيل".

المساهمون