سقوط مدوّ للحزب الشيوعي الإسرائيلي في انتخابات الناصرة

سقوط مدوّ للحزب الشيوعي الإسرائيلي في انتخابات الناصرة

12 مارس 2014
لام الحزب الشيوعي الحركات الوطنية على سقوطه
+ الخط -

أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات المعادة في الناصرة في الجليل المحتل سقوط مرشح الحزب الشيوعي الإسرائيلي، رامز جرايسي، وفوزاً ساحقاً للمرشح علي سلام، الذي انتخب رئيساً للناصرة بعدما حصل على 27666 صوتاً مقابل 17650، واضعاً بذلك حداً لهيمنة الحزب الشيوعي الإسرائيلي على المدينة لقرابة أربعين عاماً، في انتخابات أكد أهالي الناصرة أنها تاريخية لم تشهد المدينة مثلها منذ عشرات السنين.

وبينت النتائج الرسمية التي أعلنتها وزارة الداخلية الإسرائيلية، فجر اليوم أن نسبة التصويت بلغت في هذه الانتخابات 84 في المئة من إجمالي من يحق لهم الاقتراع في المدينة، مقابل 71 في المئة في الانتخابات الأولى التي جرت في 22 اكتوبر/تشرين الأول من العام 2013.

ومثّلت الانتخابات علامة فارقة في الداخل الفلسطيني بعدما انضمت خسارة الحزب الشيوعي لبلدية الناصرة إلى 12 موقعاً آخر في الداخل الفلسطيني خسر فيها الحزب مواقعه تباعاً، خصوصاً في أهم مدن الجليل وفي مقدمتها الناصرة، شفا عمر وسخنين وعرابة ودير حنا؛ والبلدات الثلاث الأخيرة هي بلدات يوم الأرض.

واندفع آلاف المواطنين من أنصار سلام عند منتصف الليلة الماضية إلى ساحة الوديع في شارع توفيق زياد في الناصرة للاحتفال بالنصر، بعدما بينت النتائج الأولية التفوق الواضح للمرشح علي سلام، الذي حظي بتأييد كافة الأحزاب الوطنية في المدينة، بدءاً بـ"التجمع الوطني الديموقراطي"، وعلى رأسه النائب حنين زعبي، و"القائمة العربية الموحدة" و"الحركة الإسلامية".

ورأى معارضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي أنه وظف الطائفية في الانتخابات، وحاول بث الفتنة بين أهالي المدينة الواحدة، معتبراً أن صعود سلام سيكون نصراً للتيارات الإسلامية والوجه "البشع للمدينة". علماً بأن سلام كان عضواً في "الجبهة الديموقراطية"، ونائبا لرامز جرايسي لأكثر من عشر سنوات.

وكان ممثلو الحزب الشيوعي في الكنيست قد رفضوا التصويت ضد قانون حكومي عنصري قبل ثلاثة أسابيع دعا إلى سلخ المسيحيين عن الشعب العربي، وحاول النائب عن الحزب الشيوعي، حنا سويد تبرير موقف الحزب بأن القانون المذكور الذي قدمه رئيس الائتلاف الليكودي يريف ليفين، هو في صالح العرب في نهاية المطاف، وهو ما جلب عليهم انتقادات واسعة من العرب.

وتعود هزيمة الحزب بحسب المراقبين، إلى عدة أسباب. وتقول ابنة الناصرة، الناشطة الأهلية، هبة يزبك، التي تعد رسالة دكتوراه في علم الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، إن الحزب الشيوعي بعدما بسط هيمنته على المدينة في سنوات الثمانينيات مستفيداً من الرصيد الوطني للشاعر الراحل توفيق زياد، طور منظومة حكم محلي استثنت الناس العاديين، وهمشت أحياء بأكملها، كما انتهج حكماً فئوياً في التوظيف وتقديم الخدمات، مما راكم غضباً شعبياً عليه.

بدوره، يرى الناخب نايف أبو أحمد، أن دعاية الحزب الشيوعي الإسرائيلي التي اعتمدت على تخوين كل من ليس معه، دفعت شرائح واسعة من أهالي الناصرة، ممن لم يشاركوا في الانتخابات في السنوات الأخيرة إلى الخروج للتصويت بعدما كسروا حاجز الخوف وحاجز العجز عن التغيير. وهذا ما فسر، بحسب أبو أحمد، احتفاظ مرشح الحزب الشيوعي رامز جرايسي بالأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الأولية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينما زادت أصوات علي سلام بأكثر من 10000 آلاف صوت، رغم أن الفارق بين الاثنين كان، قبل زج المدينة بمعمعات المحاكم الإسرائيلية، 22 صوتاً فقط لصالح علي سلام، و9 أصوات لصالح جرايسي. وبعد تدخل المحكمة، تبين أن هناك عشرين صوتاً غير قانونية، مما حتّم إعادة الانتخابات.

من جهته، أعلن الرئيس المنتخب علي سلام فور ظهور النتائج الأولية للتصويت، أنه عند وعده بأن تكون الناصرة لجميع أبنائها، والعمل من أجل أن تستعيد المدينة دورها التاريخي والوطني، خصوصاً بعدما غيبها الحزب الشيوعي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة عن المناسبات الوطنية، كرفض استقبال إحياء يوم الأرض فيها.

وأعلن سلام أنه سيسعى إلى إعادة اللحمة للمدنية التي مزقتها الدعاية الطائفية والنزاعات، والنهوض بالمدينة نحو مشروعها الصحيح الذي يليق بها عاصمة للجماهير الفلسطينية في الداخل.

بدورها، قالت النائبة حنين زعبي، التي دعمت سلام في الانتخابات المعادة، إن النتائج الباهرة، وهذا الفارق بين المرشحين لصالح الرئيس المنتخب يؤكد أن المدينة انتصرت لأبنائها، وأن ربيع الناصرة قد حل.

في المقابل، أصدر الحزب الشيوعي الإسرائيلي بياناً شكر فيه من صوتوا له من المدينة، لكن مرشحه رامز جرايسي حمل الليلة على كل الأحزاب والحركات الوطنية في المدينة التي ساهمت في سقوطه. وصب غضبه على التجمع الوطني الديموقراطي، واصفاً إياه بأنه ليس وطنياً ولا ديموقراطياً، كما هاجم "الحركة الإسلامية" والحزب "الديموقراطي العربي" لدعمهما المرشح المنتخب علي سلام.