روسيا تطلب وقف العمليات العسكرية وأوكرانيا تواجه "الغزو"

روسيا تطلب وقف العمليات العسكرية وأوكرانيا تواجه "الغزو"

26 ابريل 2014
المحتجون الموالون لروسيا يحتجزون 13 مراقباً أوروبياً (سكوت أولسون،Getty)
+ الخط -


ارتفعت حدة الأزمة الأوكرانية، والصراع الغربي ـ الروسي، على أكثر من صعيد، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك في أعقاب إعلان مسؤولين في كييف عن تدخّل عسكري روسي وشيك. 

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن "وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أبلغ نظيره الأميركي، جون كيري، اليوم السبت، أنه يتعين على أوكرانيا وقف العمليات العسكرية لجيشها في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، في إطار الجهود الرامية لنزع لفتيل الأزمة".

وحث لافروف في مكالمة هاتفية مع كيري الولايات المتحدة أيضاً، على استخدام نفوذها لإطلاق سراح، من وصفتهم وزارة الخارجية الروسية ،بأنهم زعماء "الحركة الاحتجاجية" في جنوب شرق أوكرانيا، في إشارة إلى الإنفصاليين المؤيدين لروسيا.

ونقلت وكالة "انترفاكس" الأوكرانية للأنباء، اليوم السبت، عن القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني، ميهايلو كوفال، قوله إن "جيش أوكرانيا سيقاتل في حالة توغل قوات روسية بذريعة القيام بعملية لحفظ السلام".

وأضاف "لم تمنح الأمم المتحدة الروس مثل هذا التفويض (لحفظ السلام)، ضاق الجميع ذرعا بالتلاعب الروسي بحفظ السلام". وأكد "إذا أتوا سيلاقوا ما هو قادم إليهم، سنخوض عمليات قتالية".

وفي حين تحدّثت وزارة الدفاع الأميركية عن قيام طائرات روسية بانتهاك المجال الجوي الأوكراني "مراراً"، أعلنت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فرض عقوبات جديدة على موسكو.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية، ليل الجمعة ـ السبت، إن طائرات روسية انتهكت "مراراً"، خلال الساعات الـ24 الماضية، المجال الجوي الأوكراني، مطالبة موسكو بخفض حدة التوتر مع أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، ستيفن وارين، إن "طائرات روسية دخلت مراراً المجال الجوي الأوكراني"، مضيفاً "ندعو الروس إلى أن يأخذوا فوراً إجراءات لخفض حدة التوتر".

وأضاف وارين أن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، حاول الاتصال هاتفياً بنظيره الروسي، سيرغي شويغو، للتباحث معه في الأزمة الأوكرانية، إلا أن الجانب الروسي لم يرد على طلب الوزير الأميركي.

وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، اليوم السبت، أثناء زيارة إلى العاصمة الإيطالية روما، أن "طائرات عسكرية روسية انتهكت مراراً المجال الجوي الأوكراني أثناء الليل".

وأضاف "عبرت طائرات عسكرية روسية ليلاً (ليل الجمعة - السبت)، وانتهكت المجال الجوي الأوكراني سبع مرات".


ونفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن تكون طائراتها انتهكت المجال الجوي الاوكراني، بحسب وكالة "ايتار تاس" الروسية الرسمية.

واكد ممثل عن الوزارة للوكالة "لم تسجل وسائل المراقبة الروسية اي انتهاك للمجال الجوي للدول المجاورة لروسيا ومن بينها اوكرانيا".

وهددت موسكو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بالتدخل عسكرياً في أوكرانيا للدفاع عن مصالحها، ومصالح السكان الأوكرانيين المتحدرين من أصول روسية. وأرفقت تهديدها بمناورات عسكرية على طول حدودها مع أوكرانيا، شارك فيها سلاح الجو الروسي.

في غضون ذلك، اتهم محتجون موالون لروسيا عناصر بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا، الذين تم احتجازهم أمس في شرق أوكرانيا، بأنهم "جواسيس لحلف الأطلسي"، وأكدوا أنهم لن يطلقوا سراحهم إلا بعد الافراج عن "معتقلين من صفوفهم".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئيس المناوب لهيئة رئاسة "جمهورية دونيتسك الشعبية"، دنيس بوشيلين، قوله "أمس أوقفنا جواسيس للحلف الاطلسي".

وأضاف، من أمام مقر الأجهزة الامنية في سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، حيث يحتجز عناصر منظمة الامن والتعاون، "لن نطلق سراح العاملين في منظمة الامن والتعاون في اوروبا. سنبادلهم مع سجناء من صفوفنا". 

ودعت واشنطن الى الافراج فوراً عن أفراد البعثة الذين أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أنهم أوقفوا عند حاجز للانفصاليين بينما كانوا يريدون دخول سلافيانسك.

وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، اورسولا فون دير ليان، أعلنت أمس الجمعة، أن انفصاليين موالين لموسكو احتجزوا 13 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وقالت الوزيرة، عبر رسالة صوتية، إن "الصورة لا تزال غير واضحة تماماً، لكن يبدو أن 13 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تم توقيفهم، بينهم أربعة ألمان". وأوضحت الوزيرة أن الألمان الأربعة "هم ثلاثة من عناصر الجيش الألماني ومترجم".
وأضافت "نحن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتوضيح الملابسات التي واجهت مراقبي المنظمة... ومن أجل ضمان استمرار مهمتهم".

وذكرت موسكو، اليوم السبت، أنها تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، أنها "تتخذ الاجراءات اللازمة لحل الموقف في إطار الامكانات المتاحة".
ودعا رئيس وزراء تشيكيا، بوهوسلاف سوبوتكا، اليوم السبت، إلى إطلاق سراح المراقبين فوراً.
وأعلن جهاز الامن الأوكرانيا أن "أحد المراقبين يحتاج عناية طبية عاجلة".

عقوبات مجموعة السبع

في غضون ذلك، قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فرض عقوبات جديدة على روسيا، بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية، في حين أفاد مسؤول أميركي كبير عن أن هذه العقوبات قد تفرض ابتداءً من الاثنين.

وقالت الدول السبع في بيان مشترك: "لقد اتفقنا الآن على أننا سنتحرك سريعاً لفرض عقوبات إضافية على روسيا".
وربط البيان بين قرار فرض العقوبات الجديدة وإجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، المقررة في 25 مايو/أيار المقبل، بالقول: "بالنظر إلى الحاجة الملحة لتأمين فرصة حصول اقتراع ديموقراطي ناجح وسلمي في الانتخابات الرئاسية، المقررة الشهر المقبل في أوكرانيا، فقد تعهدنا التحرك عاجلاً لتكثيف العقوبات، المحددة الأهداف والتدابير الرامية لزيادة تكاليف التصرفات الروسية".

وأشاد البيان بـ"ضبط النفس"، الذي تحلت به الحكومة الانتقالية في كييف، في تعاملها مع المسلحين الموالين لروسيا، الذين استولوا على مبان رسمية في شرقي أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي السياق، أعلن وزير الخزانة الأميركي، جاكوب لو، أمس الجمعة، أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية "لها أثر".

وقال الوزير الأميركي في مقابلة مع اذاعة "ان بي ار" العامة، إن هناك "العديد من المؤشرات" على أن العقوبات الغربية على موسكو "لها أثر"، وتابع "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين لكي نضمن أننا حين نفعل شيئاً فإننا نفعله بطريقة فعالة".

وتواجه روسيا، حالياً، عقوبات أميركية وأوروبية تستهدف مسؤولين رفيعي المستوى، ولكن تبقى خشية موسكو من عقوبات تمس مباشرة بالاقتصاد الروسي، الذي أضعفه هروب رساميل منذ بدء الأزمة.

ويأتي تصريح الوزير الأميركي بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين، الأميركي باراك أوباما، والفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ورئيسي الوزراء، البريطاني ديفيد كاميرون، والإيطالي ماتيو رنزي، "تطرقوا" في مؤتمر عبر الهاتف، أمس الجمعة، إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة ضد موسكو على خلفية تدهور الوضع في أوكرانيا.

قوات أميركية

الى ذلك، نشرت الولايات المتحدة 150 جندياً من قوات المظلات في ليتوانيا، اليوم السبت، في إطار جهودها لطمأنة حلفائها في شرق أوروبا، بأن حلف الاطلسي سيوفر لها الحماية إذا ما تعرضت لعدوان روسي، وسط تصاعد القلق من الأحداث في اوكرانيا.

ومن المقرر نشر 600 جندي أميركي في بولندا ودول البلقان استونيا ولاتفيا وليتوانيا لاجراء تدريبات برية ومن المتوقع ان يتواجد هذا العدد في المنطقة بالتناوب حتى نهاية العام.

ورأت رئيسة ليتوانيا، داليا غريبوسكايتي، عند الترحيب بالقوات في قاعدة سياولياي الجوية، أن "في ظل التهديدات نعرف من هم أصدقاؤنا الحقيقيون".

المساهمون