رفسنجاني يتوقع فشل حرب التحالف على "داعش"

رفسنجاني يتوقع فشل حرب التحالف على "داعش"

28 سبتمبر 2014
دعم نواب البرلمان روحاني (تيموثي كلاري/فرانس برس)
+ الخط -
أصدر نواب البرلمان الإيراني في جلستهم، اليوم الأحد، بياناً داعماً للرئيس حسن روحاني، بعد انتهاء زيارته لنيويورك التي شارك فيها باجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تزامناً مع انعقاد جولة جديدة من المفاوضات النووية بين بلاده والدول الست الكبرى في نيويورك أيضاً، في حين توقع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، فشل الحرب التي يشنها التحالف الدولي على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ووقّع على البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" 224 نائباً، وأثنوا على إصرار روحاني في كلمته على حق إيران بامتلاك برنامج نووي سلمي، واعتبروا أن "سياسات الدول الكبرى وفرض العقوبات لن تثني الإيرانيين عن عزيمتهم".

ودان نواب البرلمان تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، التي اتهم فيها إيران بدعم الإرهاب في المنطقة، على الرغم من حديثه عن إمكانية الاستفادة دولياً من الدور الإيراني في محاربة "داعش"، واعتبروا أن كاميرون قد وجّه إهانة لبلادهم، ما يثبت استمرار سياسة العداء لإيران من قبل بريطانيا.

وكان المسؤولون الإيرانيون في الداخل ولاسيما نواب البرلمان الذين يشكل المحافظون غالبيتهم، يترقبون زيارة روحاني إلى نيويورك، ولا سيما أن الزيارة الماضية نالت الكثير من الجدل بسبب الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره الأميركي، باراك أوباما.

لكن روحاني الذي لم يلتق بأوباما، التقى كاميرون، قبل أن يلقي كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فكان لقاءً تاريخياً لكنه نال العديد من الانتقادات من قبل متشددي البلاد، إلا أن الخارجية الإيرانية نقلت على لسان متحدثتها، مرضية أفخم، بعد كلمة كاميرون، الامتعاض الإيراني من الاتهامات التي وجهت لطهران، وهو ما خفف من حدة الانتقادات الموجهة لروحاني.

وقبل وصوله إلى نيويورك، كثرت التصريحات الإيرانية التي شككت بالنية الأميركية الحقيقية خلف تشكيل واشنطن للتحالف الدولي الذي بدأ بتوجيه ضربات عسكرية لمواقع "داعش" في العراق وسورية، بالرغم من توجيه أميركا دعوة إلى طهران للمشاركة في التحالف، وهو ما جاء على لسان المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي عبر عن رفض بلاده المشاركة في التحالف عكس الرغبة التي أبدتها طهران في وقت سابق للتعاون مع الآخرين لمحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

وقد رفضت طهران تسليح فصائل المعارضة السورية، وهو ما أعلنت عنه واشنطن كجزء من خطتها. واعتبرت أن "هذا يجهز لخلق حركات إرهابية جديدة، الأمر الذي تحدث عنه روحاني خلال لقاءات عدة أجراها مع مسؤولين في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة".

وفي هذا السياق، قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، اليوم الأحد، إن "المساعدة الإيرانية ضرورية ومطلوبة، فطهران تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في إعادة الاستقرار للعراق، كما ساعدت من قبل على تشكيل الحكومة العراقية".

وأوضح رفسنجاني أن "هذا التحالف الدولي سيفشل، فالخطة ليست كافية للقضاء على الإرهاب من جذوره، ونقل أيضاً أن تقريراً غربياً صدر في وقت سابق تحدث عن انضمام 235 عضواً جديداً إلى داعش منذ بدء الهجوم على التنظيم، ما يعني أن المشكلة لن تحل بهذه الطريقة".

وأشار رفسنجاني إلى أن "الدور الإيراني ساهم حتى الآن بتحقيق دور إيجابي في تحرير مناطق في العراق من سيطرة داعش، كمنطقة سد الموصل وآمرلي، وساهمت طهران بهذا، بتقديم الاستشارات اللازمة"، مضيفاً أن "طهران تقوم بما عليها فعله في الوقت الذي تفرض عليها الولايات المتحدة عقوباتها، ما يعني أن البلدين لن يستطيعا الوقوف في صف واحد إلى جانب بعضهما البعض".

في سياق آخر، وبعد أن انتهت المحادثات النووية في نيويورك بين إيران والدول الست الكبرى دون التوصل إلى نتائج حاسمة تذكر، نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن وزير الخارجية الإيرانية ورئيس الوفد المفاوض، محمد جواد ظريف، اليوم الأحد قوله، إن هذه الجولة من المفاوضات كانت شفافة وصريحة للغاية. وأشار إلى أن "الفرصة المتبقية للتوصل إلى اتفاق نهائي لا تتجاوز الشهرين، وعلى الجميع العمل على تقريب المسافات وحل الخلافات".

وأضاف ظريف، أن "حل ما تبقى من المسائل العالقة ليس أمراً مستحيلاً، رغم وجود خلافات صعبة على طاولة الحوار". ولم يُعلن ظريف في تصريحاته عن مكان وزمان الجولة المقبلة من المحادثات.

وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في حوار مع قناة "بلومبرغ"، إن "الأطراف اتفقت على معظم الملفات، ما يعني أن إيران تتحرك بالاتجاه الصحيح، مع أن المسائل المتبقية معقّدة للغاية"، إلا أن لافروف نقل تفاؤله الحذر بالتوصل إلى اتفاق بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، معتبراً أن "الاتفاق يحتاج إلى بذل جهد من قبل الجميع".

ونقلت التقارير الصادرة من نيويورك ومن عواصم غربية أن مقترحاً طرح على الطاولة خلال هذه الجولة، يتعلق باحتفاظ طهران بالمئات من أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها مع قطع الاتصال فيما بينها، ما يعني وقف تخصيب اليورانيوم، في حين رفض البعض في الداخل الإيراني المقترح.

وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن هذه الأجهزة ليست "ديكوراً" وأن إيران تحتاجها لتوفر الوقود الذي يحقن في مفاعلاتها النووية.

ويعد موضوع أجهزة الطرد المركزي من أهم الخلافات التي تعوق التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والغرب وفق تصريحات إيرانية وغربية على حد سواء، فضلاً عن الخلاف على تعليق العقوبات المفروضة على إيران بشكل كامل، وهو ما تصر عليه طهران، ويرفضه الغرب الذي لا زال يشكك بسلمية البرنامج النووي الإيراني.

المساهمون