رحيل توني بن... أيقونة السياسيين البريطانيين

رحيل توني بن... أيقونة السياسيين البريطانيين

14 مارس 2014
+ الخط -

 
توفي صباح اليوم في لندن توني بن، أحد أبرز رموز اليسار في حزب العمال، عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عاما بعد مرض أدخله المستشفى الشهر الماضي.

نشأ بن في بيت سياسي، فهو ابن وزير في حكومة العمال اصبح عضو مجلس اللوردات لاحقا. ترك بصمته السياسية في وقت مبكر يعود الى ستين سنة، عندما خاض معركة طويلة وناجحة ليكون أول بريطاني ينبذ لقب "لورد" الوراثي، وهو ابن العائلة التي ورثت اللقب عن الاجداد. وكان من السياسيين القلة في هذا البلد الذي مالوا باتجاه اليسار خلال توليهم المسؤوليات الرسمية.

انتُخب نائباً في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني عام 1950 وخدم وزيرا في حكومتي حزب العمال برئاسة هارولد ويلسون، وجيمس كالاهان، واستقال من البرلمان في عام 2001 وكرّس نشاطاته السياسية بعدها في مجال السلام ومعارضة غزو العراق عام 2003 مع حملة "أوقفوا الحرب" التي شهدت مليون شخص تظاهروا في العاصمة البريطانية. قبلها بقليل زار العراق وأجرى حوارا مع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، ونقل كلامه بنفي امتلاكه سلاح الدمار الشامل.

افكاره لم تكن تقليدية، وكان يقود الآخرين خلفه بدل ان ينقاد لهم. فقد كان مثلا القوة الدافعة الرئيسية وراء قرار إجراء الاستفتاء العام لأول مرة في تاريخ بريطانيا، عام 1975، للتصويت على عضوية ما يسمى الآن بالاتحاد الأوروبي.

عاش مشاغبا في حياته السياسية وجادل رفاقه اليساريين قبل اليمين نفسه، لهذا كان أعداؤه من رموز حزب العمال اكثر من خارجه، من بينهم رئيس الورزاء ويلسون، إلا انه كان يُشتم من قبل اليمين أيضا، ففي احدى المرات تساءلت صحيفة "ذا صن" في ما اذا كان توني بن "أخطر رجل في بريطانيا". ورغم كل ذلك هناك اتفاق لدى كثير من الأطراف المختلفة على أنه نائب البرلمان الاكثر احتراما في الحياة السياسية في الخمسين سنة الماضية، وحقق النتيجة نفسها حتى في استبيانات الرأي العامة.

بمجرد اعلان خبر وفاته من قبل اسرته صباح هذا اليوم، نعاه رموز السياسة وظهر ذلك سريعا على حساباتهم في "تويتر". كتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون:" كان توني بن كاتبا رائعا ومتحدثا لا يملّ المرء الاستماع اليه ابدا حتى إن لم يتفق معه". ووصفه إد ميليباند، زعيم حكومة الظل ورئيس حزب العمال، بـ "أيقونة عصرنا".. وكتب رئيس الوزراء السابق، غوردن براون: "كان قويا لا يعرف الخوف، مدافعا بلا هوادة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الشعب".. واضاف: "ستبقى خطاباته السياسية مرجعا مؤثرا لأجيال مقبلة".

 

 .