رامي مخلوف يطل مجدداً: "الأمن يعتقل النساء في شركاتي"

رامي مخلوف يطل مجدداً: "الأمن يعتقل النساء في شركاتي"

09 يوليو 2020
النظام يواصل إصدار القرارات التي تستهدف مصالح مخلوف (فرانس برس)
+ الخط -

بعد غياب دام أكثر من شهر، وتحديداً منذ 28 مايو/ أيار الماضي، أطل رجل الأعمال السوري قريب رئيس النظام، رامي مخلوف، مجدداً، متحدثاً عن تواصل الاعتقالات بحق العاملين في شركة "سيريتل" للاتصالات التي يملكها، بما في ذلك النساء العاملات في الشركة.

وقال مخلوف، عبر صفحته على "فيسبوك"، إنه "طيلة الأشهر الستة الماضية، لم تتوقف الاعتقالات الأمنية لموظفينا الواحد تلو الآخر، فقد اعتقلوا أغلب الرجال من الصف الأول ولم يبق لدينا إلا النساء".

وأضاف مخلوف أن السلطات "لم تتمكن من إخضاعنا للتنازل لهم بعد كل الإجراءات التي اتخذوها بحقنا من حجوزات على كل شركاتنا وعلى كل حساباتنا وكل ممتلكاتنا. ولم يكتفوا بذلك فقد أغلقوا عدة شركات بقرارات تعسفيّة وبالتالي سرحوا مئات الموظفين ومنعوا بقية الشركات الأخرى من ممارسة أعمالها بالشكل الصحيح القانوني".

وذكر مخلوف بشكل خاص إحدى الشركات التي قال إنها تهتم بمساعدة ذوي الدخل المحدود في محاولة واضحة لاستعطاف الموالين الفقراء.

وقال: "من الشركات التي قرروا حلِّها شركة نور للتمويل الصغير والتي كانت تساعد ذوي الدخل المحدود بقروض ميسرة لتسهيل حياتهم وبعد منعنا أيضا من مساعدة المحتاجين بأي شكل من الأشكال وتسكير كل الطرق للحيلولة دون إيصال المساعدات لهم عينية أو نقدية كانت تحت طائلة الاعتقال".

وأشار إلى أنّ الاعتقالات بدأت تطاول أخيراً حتى النساء العاملات في الشركة، قائلاً: "بدأت الأجهزة الأمنية بالضغط على النساء في مؤسساتنا من خلال اعتقالهن واحدة تلو الأخرى، فالرجال يهددونهم بتلفيق تهم التعامل بالعملة لأخذ إقرارات منهم باعترافات ملفقة، الهدف منها الإساءة لسمعتنا، أما النساء فيهولون الأمر عليهن بأساليب مختلفة للرضوخ لطلباتهم".

وتساءل مخلوف: "أليس هذا قمة الحرام؟ أين القوانين والأنظمة؟ أين الدستور الذي يحمي هؤلاء الأبرياء! هل أصبحوا إرهابيين لِيُعاملوا بهذه الطريقة ويحتجزون عدة أسابيع دون وجه حق وكلهم يتمتعون بسمعة جيدة وأخلاق عالية ووطنية متميزة وكل ذلك لأجل ماذا؟ لأجل الضغط علينا للتنازل عن أملاكنا وأموالنا المؤتمنين عليها لصالح الفقراء والمحتاجين؟".

وختم بالقول: "ألا تخافون ظلم العباد؟ ألا تخافون رب العباد؟ ألم تسمعوا قول الله تعالى: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)، فكيف تتجرأون على ظلم عباد الله الصالحين؟ لقد أصبح ظلمكم كبيرً ولكن الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

ورغم أن مخلوف طلب من أنصاره عدم التعليق على منشوره "لأن الأمن يتابع الأشخاص الذين يعلقون فيتعرضون إما للضغط أو الاعتقال"، لكن المنشور حفل بعد نصف ساعة فقط بمئات التعليقات التي تعاطف بعضها مع صاحب المنشور، فيما عبر آخرون عن شماتتهم به، واعتبروه ورأس النظام بشار الأسد مجموعة من اللصوص الذين سرقوا وما زالوا يسرقون خيرات البلد.

وتواصل حكومة النظام إصدار القرارات التي تستهدف مصالح رامي مخلوف وشركاته، وآخرها قراراها، نهاية الشهر الماضي، بفسخ العقود التي كانت قد أُبرمت مع شركة مخلوف لإدارة واستثمار الأسواق الحرة، بعدما احتكرها لأكثر من عشر سنوات. 

وبدأ الخلاف بين الأسد وابن خاله مخلوف يتفاقم منذ نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي، عندما بدأ مخلوف بالظهور المصور مخاطباً الأسد وطالباً تدخله لإيقاف ما يصفه بـ"الظلم" اللاحق به بعد مطالبات النظام له بدفع أموال بلغت قرابة 140 مليار ليرة، ثم تطورت لهجة مخلوف لتحمل تهديداً مباشراً بما سماه “زلزلة" الأرض من تحت أقدام من يسميهم ظالميه في سورية.

ويرى متابعون أن الصراع بين بشار الأسد ومخلوف مرتبط أصلاً بقانون "قيصر" الأميركي الذي أقر في نهاية العام الماضي، وهي الفترة ذاتها التي بدأت فيها طلبات الأسد المالية تزداد من مخلوف الذي رفض الإذعان لها، فأصدر الأسد عدة قرارات بالحجز الاحتياطي على أمواله وأموال غيره من رجال أعمال، استباقاً لسريان "قيصر"، (دخل حيز التنفيذ في منتصف يونيو/حزيران) الذي سيفاقم أزمته الاقتصادية.