تشهد محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، والتي يسيطر عليها حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" (الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية برهم صالح)، توترا على خلفية اعتقال عدد من أنصار رئيس "حراك الجيل الجديد" المعارض ساشوار عبد الواحد.
وأكد جهاز "الأسايش" قيامه، الأربعاء، باعتقال عدد من المتهمين الذين يعملون في مكتب عبد الواحد في السليمانية، موضحا في بيان، أن عملية الاعتقال تمت وفقا لأوامر قضائية.
وأشار إلى بدء التحقيق في وقوع جريمة منظمة نفذت من قبل عدة أشخاص، مضيفا أن "الجهاز وبعد الحصول على المعلومات، اعتقل عددا من هؤلاء المتهمين الذين كانوا يختبئون في المكتب الرئيسي لرئيس حراك الجيل الجديد في السليمانية".
إلى ذلك، قال مصدر أمني محلي إن سلطات السليمانية أصدرت أوامر اعتقال بحق عدد من أعضاء "حراك الجيل الجديد" على خلفية تورطهم بقضايا متعددة لها علاقة بالخلافات السياسية، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن الأمن الكردي سيحقق مع بعض المعتقلين بشأن الأنباء التي تحدثت عن فبركة مقاطع فيديو ضد سياسيين.
وكانت عضو برلمان إقليم كردستان العراق، شادي نوزاد، قد اتهمت في وقت سابق رئيس "حراك الجيل الجديد" بتهديدها بمقطع فيديو مفبرك، بعدما رفضت مع بعض زملائها اتخاذ مواقف سياسية معينة.
وسارع رئيس "حراك الجيل الجديد" إلى الرد على عملية الاعتقال التي طاولت أعضاء حزبه في السليمانية، متهما "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالوقوف وراءها.
ودعا عبد الواحد القضاء إلى عدم السماح باستغلال الأوامر القضائية في خدمة الصراعات السياسية، مؤكدا في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية، أن المساعي التي يبذلها "الاتحاد الوطني" لن تخيفه.
وأوضح أن مثل هذه التصرفات لن تجعله يستسلم أو يساوم على مبادئه، مضيفا "إذا استمر الاتحاد الوطني بذلك، فإنه سيأتي اليوم الذي ترمى فيه جثث مسؤولي الاتحاد الوطني في أبرز ساحات السليمانية".
وبين أن سلطات إقليم كردستان العراق تواصل طرح السيناريوهات التي وصفها بالقذرة ضد "حراك الجيل الجديد"، من أجل إسكات صوته، والنيل من أهدافه، موضحا أن الشارع لن يصدق أكاذيب سلطات الإقليم مهما تفننت بأساليب التضليل.
وأكد أن أساليب القمع والترهيب لن تثني حزبه عن مواصلة طريقه، لافتا إلى أن أية جهة لن يكون بمقدورها طمس الحقيقة أو تزييفها.
بالمقابل، قال عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني"، فريد الجاف، إن على الجميع انتظار نتائج التحقيقات قبل إطلاق الاتهامات، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن الأمن الكردي نفذ مذكرات الاعتقال بناء على أوامر قضائية، ولا يمكن الجزم بعدم صحة هذه الأوامر قبل انتهاء التحقيق.
يشار إلى أن "حراك الجيل الجديد" الذي تشكل عام 2017، وشارك في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق في سبتمبر/ أيلول 2018، اختار طريق المعارضة، وقرر منذ البداية عدم المشاركة في حكومة الإقليم، وعرف رئيسه، الذي يمتلك قناة فضائية ومشاريع استثمارية ضخمة في السليمانية، بخطابه المتشنج ضد سلطات كردستان العراق، ما تسبب في اعتقاله أكثر من مرة.