يلقي توماس بيكيتي محاضرتين في الثاني من حزيران/ يونيو المقبل، الصباحية في "جامعة القاهرة" والمسائية في "الجامعة الأميركية"، بمناسبة صدور ترجمة كتابه "رأس المال في القرن الواحد والعشرين" عن دار "التنوير" وقد نقله إلى العربية كل من وائل جمال وسلمى حسين.
في المحاضرتين القاهريّتين، يتناول المفكر الاقتصادي الفرنسي نفس محور الكتاب ولكن من وجهة نظر "شرق أوسطية". كما سيبحث في موضوعه الأساسي وهو عدم المساواة الاقتصادية العالمية.
الكتاب صدر عام 2013، ويعد أحد أبرز المؤلفات المرجعية الحديثة التي تبحث مبكراً في المشاكل الجديدة للاقتصاد العالمي وأزمة النظام الرأسمالي، لا سيما بعد أزمات اقتصادية ضربت العالم وعلى وجه الخصوص أوروبا وأميركا، ومع ظهور قوى اقتصادية جديدة وتراجع أخرى، وقد بيعت منه مليون ونصف نسخة في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والصين.
يرى بيكيتي في كتابه، أنه وحينما يصبح معدل العائد على رأس المال أكبر بكثير من معدل النمو الاقتصادي فإن هذا يعني على المدى البعيد، تمركز الثروة، وهذا التوزيع غير العادل لها يؤدي بالضرورة إلى اضطرابات اقتصادية واجتماعية.
يعتبر بيكيتي أن غياب المساواة في توزيع الثروات في العالم ليس نتيجة حتمية، لكنه ملمح من ملامح الرأسمالية. ومن أهم أطروحات الكتاب، اقتراح الباحث وضع نظام عالمي للضرائب للتخفيف من غياب المساواة ولتجنب احتكار القسم الأكبر من الثروة في يد أقلية صغيرة.
الأطروحة التي وضعها بيكيتي بين يدي العالم هنا، قوبلت بآراء كثيرة من علماء الاقتصاد، تثني عليها وتنتقدها وأخرى تحاول أخذها إلى مستوى أبعد، وقد وُصفت بأنها "بلدوزر سياسي ونظري"، وبأنها نقطة تحوّل في الفكر الاقتصادي العالمي.
يتناول الكاتب أيضاً ما يطلق عليه الرأسمالية الميراثية أو المتوارثة patrimonial capitalism، حيث تملك الثروات الموروثة سلطة الاقتصاد وتهيمن عليه، مهددة بخلق شكل من الأوليغارشية.
من ميزات الكتاب، استعادة مؤلفه وصاحب "لامساواة اقتصادية" لروايات أونوريه دو بلزاك وجين أوستن وهنري جيمس لكي يصف بناء الطبقات الاقتصادية التي تعتمد على تراكم رأس المال في فرنسا وإنجلترا في القرن التاسع عشر.