وأعربت البعثة، في بيان، عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد باستمرار أعمال العنف في مرزق، بما في ذلك تعرض المدينة لعدد من الضربات الجوية ليلة أمس والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الضحايا المدنيين.
وأكدت أن الهجمات العشوائية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقد ترقى إلى جرائم حرب، مضيفة أنها تتواصل مع جميع الأطراف في مرزق وتراقب الوضع بشكل فعال من أجل الوقوف على الحقائق.
وفي وقت سابق، قال الاتحاد الأوروبي إن القصف الجوي على مدينة مرزق "قد يرقى إلى أن يكون جريمة حرب".
وذكرت المفوضية الأوروبية، في بيان، أن "الهجمات العشوائية ضد المناطق السكنية ذات الكثافة السكنية العالية قد ترقى لجريمة حرب ويجب وقفها فوراً".
وأضافت: "يجب تقديم مرتكبي جرائم الحرب ومن ينتهكون القانون الدولي الإنساني إلى العدالة من أجل محاسبتهم".
ودعا البيان جميع الليبيين لدعم مقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، المتمثل بإعادة إطلاق المفاوضات السياسية وتنفيذ هدنة قبل عيد الأضحى.
وبهذا الصدد، أعلن مجلس الأمن الدولي دعمه التام لدعوة سلامة، من أجل التوصل إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى، الذي يحل الأسبوع المقبل.
وشدد المجلس، في بيان، على ضرورة "التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، والعودة العاجلة إلى عملية سياسية بوساطة الأمم المتحدة".
وقال المجلس إنه يدعم بشكل تام دعوة سلامة، في 29 يوليو/ تموز الماضي، إلى إعلان هدنة بين الطرفين، بمناسبة عيد الأضحى، على أن تكون مصحوبة بتدابير لبناء الثقة بين الطرفين، تشمل تبادل الأسرى ورفات القتلى.
وأضاف أن "السلام والاستقرار الدائمين لن يتحققا في ليبيا، بما في ذلك إنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، إلا من خلال حل سياسي".
وشدد على "أهمية سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية".
من جهتها، دانت دولة قطر بأشد العبارات القصف الجوي الذي استهدف حياً سكنياً بمدينة مرزق جنوب ليبيا، وأدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان الإثنين، أن قصف الأحياء السكنية يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية، وقد يرقى إلى جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لحماية المدنيين، وفتح تحقيق عاجل في الحادثة يمهد لتقديم المعتدين إلى العدالة الدولية.
وعبرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لأسر الضحايا وحكومة وشعب ليبيا، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية حمل، في بيان، قوات حفتر، مسؤولية القصف الجوي على مدينة "مرزق"، والذي أسفر عن سقوط 45 قتيلاً.
فيما قال عضو مجلس مدينة مرزق محمد عمر، في تصريحات لقناة "فبراير" الليبية (خاصة)، إن القصف استهدف حي القلعة السكني، الذي يقطنه مواطنون من مكون التبو.
وحتى الساعة لم يصدر تعقيب من قبل قوات حفتر على تلك الأنباء، والاتهامات لها بالتورط في القصف.
يشار إلى أن قوات حفتر أعلنت منتصف فبراير/شباط الماضي سيطرتها على مرزق، لكن قطاعاً كبيراً من الأهالي، وخاصة التبو، أعلنوا رفضهم لوجود قواته داخل المدينة، لتندلع منذ ذلك الحين وعلى نحو متقطع اشتباكات بين مؤيدين ورافضين له من أهالي المدينة.
ويتهم سكان من مكون التبو، حفتر، بتسليح بعض الأهالي الموالين له، والإيعاز لهم بالعمل على زعزعة الاستقرار في مرزق.
ويقول هؤلاء إن حفتر يتعمد إثارة القلاقل في المدن التي يقطنها التبو لمنعهم من الالتحاق بقوات حكومة "الوفاق"، المعترف بها دولياً، في دفاعها عن العاصمة.
(العربي الجديد، الأناضول)