دجاجة الفانتازي التي تبيض ذهباً.. سون لاعب طوارئ جديد

10 ابريل 2017
سون نجم توتنهام الإنكليزي (Getty)
+ الخط -

تحول المصري أحمد فتحي إلى ظاهرة عالمية خلال بطولة أفريقيا الأخيرة، بعد لعبه في أكثر من مركز خططي داخل تشكيلة كوبر، ليستفيد المدرب الأرجنتيني من قدرات لاعبه ومرونته، وينجح في سد العجز الناتج عن الغيابات والإصابات في مختلف المباريات، لدرجة اقتراح البعض بمشاركة فتحي كرأس حربة في النهائي ضد الكاميرون. ونتيجة قتل التخصص في اللعبة بالسنوات الأخيرة، بسبب تغير الخطط وتعقيدها، تضاعفت الحاجة إلى لاعب الطوارئ الذي يجيد التمركز في مختلف الأماكن داخل الملعب، ليركز معظم المدربين الكبار على جلب هذه النوعية في كل فترة انتقالات.

روبرتو
سجل سيرجي روبرتو هدف الصعود لبرشلونة أمام باريس سان جيرمان، ونال اللاعب شهرة كبيرة بعد هذه اللقطة غير المتوقعة، مع تمتعه بثقة لويس إنريكي في كل المباريات تقريبا، لقدرته على اللعب كلاعب وسط وظهير أيمن وجناح صريح عند الحاجة. إنها الميزة التي تجعله مطلوبا باستمرار في التشكيلة الأساسية، رغم أنه أقل كإمكانات فردية وقدرات فنية من لاعبين كثيرين في نفس عمره، وبالتالي أصبح معيار الاختيار مرتبطا بأمور أخرى تتعدى المهارة والمراوغات.

حصل روبرتو على حرية أكبر في خطة لعب 3-4-3، بعد حمايته من جانب بيكيه أو ماسكيرانو، وبالتالي صعد اللاعب إلى نصف ملعب المنافس في معظم هجمات برشلونة، ليعطي ميسي رخصة التحول إلى العمق واللعب كصانع لعب صريح في المركز 10، كذلك أجاد سيرجي بشدة دور لاعب الوسط "البوكس" لقوته في الارتداد من الدفاع إلى الهجوم والعكس، وجرأته في القطع المستمر في القنوات الشاغرة بين المدافعين، كما فعل خلال مباراة باريس بالكامب نو.

يملك هذا اللاعب ميزة الاختلاف في عمق برشلونة، فمعظم لاعبي الفريق يمتازون بالمهارة والإبداع الفردي، لكنه أقل بمراحل من الجميع في هذا الجانب، لكنه يتفوق على البقية في كونه لاعبا مباشرا بعض الشيء، لا يفضل الاحتفاظ بالكرة كثيرا بل تجده ينطلق مستخدما سرعته من مركز إلى آخر، وبالتالي يستفيد منه الجهاز الفني في المباريات التي تحتاج إلى اندفاع بدني، لدرجة أنه كان أميز لاعبي فريقه ضد ملقا في مباراة هذا الأسبوع.

الظاهرة الجديدة
تستحق تجربة موناكو الدراسة هذا الموسم بعد التحول من فريق دفاعي إلى آخر هجومي يسجل كلما أراد، ووضع المدرب ليوناردو جارديم رهانه على مجموعة من المواهب الشابة في الثلث الأخير، مع قدرة كبيرة على تسجيل الأهداف وصناعتها لدرجة لعبه بخطة قريبة من 4-2-4 في معظم المباريات سواء بالدوري أو عصبة الأبطال. ليظهر نجوم مثل ليمار ومبابي في الصورة برفقة فالكاو وبقية اللاعبين الآخرين.

يمتاز لاعب الارتكاز باكايوكو بقدرة كبيرة على الافتكاك والقطع والعرقلة، لكن موناكو يعتمد بشكل رئيسي على زميله فابينيو في المحور، بسبب ذكائه في التمركز بدون الكرة، وتحركاته المثمرة أمام الدفاع وخلف لاعبي الهجوم. إنه اللاعب الذي يعطي الفريق التوازن المنشود أثناء التحولات، لذلك فقد جارديم جزءا كبيرا من قوته في نهائي كأس الرابطة أمام باريس سان جيرمان، بسبب غياب فابينيو وعدم قدرة زميله موتينهو على تعويضه.

فابينيو في الأساس ظهير أيمن لكنه لعب في الوسط ونجح في إثبات نفسه كأحد أفضل لاعبي الارتكاز، كذلك رافائيل غيريرو، نجم بروسيا دورتموند، اللاعب الشاب الذي جاء خصيصا لشغل مركز الظهير الأيسر، لكنه تحول إلى لاعب وسط بجوار جوليان فيغيل في رسم 3-4-2-1 لتوخيل، مع قوة كبيرة في الافتكاك والصعود إلى الهجوم من أجل التسديد من بعيد، حتى أنه صاحب الهدف الوحيد لفريقه في الكلاسيكو الألماني ضد بايرن ميونخ بالأليانز أرينا.

استفاد المنتخب البرتغالي أيضا من قدرات غيريرو، لأنه حل مشاكل عديدة عند غياب أحد دعائم الوسط، مع قدرته على شغل مختلف المراكز بين العمق والأطراف، لذلك يقدر على اللعب كظهير صريح ثم لاعب ارتكاز مساند بجوار زميل آخر، ما يجعله على رأس قائمة أبرز المواهب الشابة هذا الموسم في الدوريات الأوروبية الكبيرة.

الكوري الجنوبي
دخل سون هيونغ مين قلوب عشاق لعبة "الفانتازي" من الباب الكبير أخيرا، بعد تسجيله وصناعته عدة أهداف مع توتنهام بالبريميرليغ، إنه البديل الأكثر نجاحا بعد الإصابة القوية التي تعرض لها الهداف هاري كين. وتوقع معظم المتابعين انخفاض مستوى السبيرز وابتعاده عن مراكز الصدارة بعد هذا الغياب، لكن اللاعب الكوري الجنوبي نجح في تعويض الصدمة، وقاد فريقه لعدة انتصارات متتالية أمام مختلف المنافسين.

المميز في سون أنه لاعب متعدد الاستخدامات، من الصعب بل المستحيل تحديد مركزه الأساسي داخل المستطيل، هل هو مهاجم صريح أم لاعب وسط مهاجم أم جناح على الخط، أي أنه خيار شامل إلى أقصى درجة، لذلك يستفيد منه بوكيتينو كلما غاب عنصر أساسي في تشكيلته، سواء كان هذا ديلي آلي أو هاري كين أو حتى إريكسين. وفاز توتنهام بسهولة على واتفورد برباعية، وقبلها بأيام انتصر الفريق على سوانزي بثلاثة أهداف مقابل هدف.

لعب توتنهام في المباراتين بخطة 4-2-3-1، لكن أمام سوانزي تواجد سون كمهاجم صريح أمام ديلي آلي، يتحرك الآسيوي في كل مكان، يترك مكانه في العمق للقادمين من الخلف، بينما ضد واتفورد لعب كجناح أيسر مع وضع يانسن في العمق كمهاجم. ولم يكتف هيونغ بالتسجيل فقط، بل يتحرك بذكاء عند صعود آلي حتى يملأ الفراغ في وبين الخطوط، إنه لاعب ذكي للغاية يعرف أين وكيف يتمركز، ومتى يقترب من زميله أو يبتعد حفاظا على زوايا التمرير.

البيئة الألمانية
استفاد سون من فترة تواجده في ألمانيا. لعب الكوري في صفوف هامبورغ وليفركوزن قبل سفره إلى إنكلترا. البوندسليغا كرة سريعة للغاية، ركض مستمر نحو الكرة وأسلوب مباشر للغاية، ركض من دون توقف، وتعرف الكرة الألمانية بأنها لعبة ذات سرعة عالية، الكثير من الجري نحو الكرة ومزيج من اللعب المباشر. عندما يلمح لاعب ما فراغاً أمامه فإنه يجري ويستمر بالركض، عادة هذا اللاعب يكون فطناً بما فيه الكفاية لاختيار أي فراغ بين الظهيرين والمدافعين، حتى يستطيع الإبقاء على الهجوم المرتد، وبالتالي تهتم أنديتها كثيرا باللاعبين أصحاب المهام الثنائية بين الدفاع والهجوم.

يستطيع الكوري شغل جميع مراكز الهجوم بالإضافة إلى الوسط، لأنه تعلم خلال مسيرته الأولى أهمية التكيف مع أي وظيفة يطلبها المدير الفني، هكذا لعب مع ليفركوزن من قبل، في المجموعة التي تعتمد على الضغط المتقدم والوصول إلى المرمى بأقل عدد ممكن من التمريرات. وعندما وصل إلى توتنهام، نجح في توظيف هذه المزايا ليسجل هذا الموسم 11 هدفا ويصنع 4 في 27 مباراة شارك فيها ببطولة الدوري المحلي.

خرجت تقارير صحافية بالصيف الأخير تؤكد احتمالية رحيل سون، مع الوقت أثبت اللاعب الهادئ أنه خيار لا غنى عنه في صفوف توتنهام، بكل تأكيد لن يحصل على الخانة الأساسية بسهولة بعد عودة كين، لكنه سيظل أحد أهم أوراق المدرب الأرجنتيني، حيث إن لا مركزية الأدوار هي العلامة الجديدة للفرق التي تبحث عن النجاح وسط الجدول المزدحم بالمباريات والبطولات محليا وقاريا.

المساهمون