داعش على الجبهة الإعلامية أيضاً!

داعش على الجبهة الإعلامية أيضاً!

13 يوليو 2014
+ الخط -


هناك شبه حالة إجماع تحليلي على أنّ السياسة المستقبليّة التي تُحاك في قلب المقرّات الرئيسية لتنظيم داعش من قياداته، هي كيفيّة التمدد أكثر فأكثر، وما يدلّ على ذلك مجلّة دابق التي أعلن التنظيم عن إصدارها منذ أيّام، مع العلم أنّ داعش تحاول اللعب على مبدأ تقمّصها الإسلام، وتتاجر به منذ نشأتها.

إعلان الخلافة كان يتطلّب وجود جهةٍ ناطقةٍ باسم قيادات التنظيم، خصوصاً بعد أن شعر معظم القياديين أنّ التسجيلات الصوتيّة المنسوبة للبغدادي تتحدث عن شخصيّةٍ، لا يعرفها حتّى عناصر ضمن التنظيم، فكان ظهور البغدادي في خطبة جمعة تلبيةً لما يطلبه بعضهم.

منذ ظهور البغدادي، أوّل مرّة، وتنظيم داعش يحاول تنشيط إعلامه، في مختلف المناطق السوريّة والعراقيّة، التي أحكم السيطرة عليها، ومن هنا، أُعلن عن مجلّة جديدة حملت اسم "مجلّة دابق"، وهو اسم يعود  إلى معركة دابق الشهيرة التي تمكّن العثمانيّون فيها من طرد المماليك من حلب منذ أكثر من خمسة قرون.

احترافيّة عالية في تصميم المجلة إلكترونيّاً، تفوّقت على إصدارات صحف ثوريّة، وتتضمّن محتويات عدة من مقالات وتقارير، ويأتي تنسيق المجلة بالعربيّة والإنكليزيّة، وذلك كله من أجل توجيهها نحو أكبر فئة من البشر في العالم.

لكن، في جميع الأحوال، لا يتعدّى إعلام التنظيم الحاجز الذي يتقيّد به، أي إعلام النظام، فالهدف، في نهاية المطاف، مشترك بين الجهتين، وهو تمجيد الحاكم والخليفة، فإعلام النظام، وفي أكثر من سنتين، يفتح الطريق للثوّار عبر شاشاته للعودة إلى حضن الوطن، ويدعم ذلك بمقاطع فيديو من صنع مخابراته، تتناول قصص أُناسٍ، تمّت تسوية أوضاعهم وتمتعوا بالعودة إلى ديارهم، ولكن الحقيقة خلاف ذلك.

أمّا تنظيم داعش، فقد عرض الأمر نفسه في أكثر من مدينة سوريّة، عن طريق قبول توبة الثوّار، ومبايعتهم التنظيم، وبدت التمثيليّة واضحة، فبعض المدنيين ممّن لهم صلات بداعش، بايعوا التنظيم في المساجد، أمّا الثوّار فلم يعلن أيّ منهم ولاءه للتنظيم، إلّا بعض القيادات الجهاديّة المتشدّدة، كما حصل في ريف دير الزور منذ أيّام.

avata
avata
نزار محمد (سورية)
نزار محمد (سورية)