خريطة القوى السورية "الشريكة" والأهداف المحتملة للنظام

خريطة القوى السورية "الشريكة" والأهداف المحتملة للنظام

15 سبتمبر 2014
يوجد 20 فصيلاً معارضاً في شمال سورية (فرانس برس)
+ الخط -
وعدت الولايات المتحدة بتقديم صور جوية ومعلومات وخرائط، حول أماكن وجود قوات النظام والرموز المهمة لديها، لـ"الجيش السوري الحرّ" والفصائل الكردية المقاتلة في سورية، بالتزامن مع بدء عملياتها في سورية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، وفق ما أكد القيادي في "التحالف" الكردستاني العراقي، حمة أمين لـ"العربي الجديد". وأوضح أمين أن "هذا الوعد جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أبلغ القيادة الكردية في إقليم كردستان العراق، أن الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة، لن يقتصر على الجيش الحر فقط، بل سيشمل الفصائل الكردية التي تقاتل في سورية. وأكد أن" الأميركيين وعدوا بأسلحة ومعلومات استخبارية مهمة لكلا الفصيلين". وتوقّع أن "يكون هناك تحالف أو تقارب كبير بين الأكراد والجيش الحر في سورية قريبا".

قد تكون الولايات المتحدة، من خلال هذا الوعد، تهدف إلى مساعدة المعارضة السورية "المعتدلة"، بالمشاركة مع الفصائل الكردية، في إسقاط النظام السوري، بالتوازي مع اعتمادها كشريك ميداني في حربها ضد "الإرهاب"، وذلك بهدف السيطرة على المناطق التي قد ينسحب منها التنظيم.

وقال مسؤول في هيئة أركان الجيش الحر، برتبة عميد، لـ"العربي الجديد"، إن هذا الأمر "إذا حصل، سيتم بشكل سري بالتنسيق مع القيادات العليا في المعارضة السياسية وهيئة الأركان". وأوضح أن "ما يلزم الجيش الحرّ، كي يحقق انتصاراً على قوات النظام، هو منظومة دفاع جوي، تعطل عمل مطاراته، ومضادات دروع متطورة، لأن هذين السلاحين هما العامل الأساسي في حسم المعركة لصالح المعارضة". وأبدى القيادي العسكري في المعارضة السورية، عدم "اقتناعه بجدية الولايات المتحدة، بتزويد الجيش الحر بخرائط جوية ومعلومات استخبارية، بسبب سياسة واشنطن منذ بداية الثورة السورية إلى الآن، والقائمة على الحفاظ على حالة الاستعصاء العسكري بين النظام والمعارضة، فضلاً عن المدة الزمنية الطويلة التي حددتها واشنطن للتخلص من تنظيم داعش، والتي تعطي فرصة للنظام لطرح نفسه كشريك في هذه الحرب، ولو من خلال التنسيق من تحت الطاولة".

لكن المسؤول في هيئة الأركان، يؤكد أن "تزويد المعارضة بمثل هذه الخرائط الجوية هو أمر في غاية الأهمية بالرغم من امتلاك الجيش الحرّ الكثير من المعلومات عن المواقع الاستراتيجية للنظام من خلال الضباط المنشقين، الذين قضوا جزءاً من خدمتهم في تلك المواقع، فضلاً عن الضباط الذين يتم أسرهم والتحقيق معهم".

ويوضح أن "الصور الجوية تعطي تصوراً دقيقاً للمواقع أكثر من المعلومات النظرية، التي تؤخذ من الضباط، والأهم أنها تعطي صوراً حديثة جداً ملتقطة قبل ساعات، أي أن أي تغيير في تلك المواقع يمكن أن تلحظه تلك الصور".

وحول الفصائل التي من الممكن أن تكون الشريك المحتمل في التحالف، الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، يجيب: "جميع الفصائل التي تتلقى الدعم من غرفة الموم، التي تدعم الفصائل في شمال سورية، وغرفة الموك التي تدعم الفصائل في الجنوب"، وهما مؤسستا دعم يصل من خلالهما الدعم الأميركي للفصائل، ففي شمال سورية هناك نحو عشرين فصيلاً أبرزهم حركة حزم وجبهة ثوار سورية والفرقة 13 والفرقة 101 ولواء الفرسان".

وعن أبرز النقاط العسكرية الاستراتيجية، التي يمتلكها النظام، ويحقق استهدافها ترجيحاً في موازين القوى لصالح المعارضة، يوضح العميد أنه "في حالة الحرب الشاملة، يجب تدمير كل واسطة هجومية، لأن الوسائط الهجومية لدى النظام هي الطيران وصواريخ الـ أرض ـ أرض، ووسائط الدفاع الجوي ومجموعات المدفعية البعيدة المدى، ولكن تأتي الأولوية في الاستهداف للفصائل العسكرية، التي تحمي دمشق بالإضافة إلى المطارات العسكرية الهامة، ووسائط الدفاع الجوي ومراكز إطلاق صواريخ أرض ـ أرض".

توزع النقاط العسكرية للنظام

يمتلك النظام السوري مجموعة من المواقع الاستراتيجية، التي يؤدي ضربها إلى فقدان النظام حامله العسكري، تمهيداً لإسقاطه. ففي مدينة دمشق تأتي الفرقة الرابعة وألوية الحرس الجمهوري، كأهم فصيلين مهمتهما حماية النظام في العاصمة، فضلاً عن مراكز تجمع الحرس الثوري الإيراني، والمطارات العسكرية المحيطة بدمشق، في حين يعتبر القصر الجمهوري هدفاً معنوياً.

ويقع مقرّ الفرقة الرابعة، التي تضم كتائب ممتدة من بداية طريق قطنا باتجاه الشمال الغربي بعمق 25 كيلومتراً، قرب مدينة المعضمية في غوطة دمشق الغربية على جبل المعضمية، وتطل على أوتوستراد الأربعين، الذي يصل بين دمشق وقطنا مروراً بجديدة والمعضمية، وهي من أكبر فرق الجيش السوري وأكثرها تسليحاً وتدريباً، بقيادة شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وسبق أن تولّت عملية قمع احتجاجات الأكراد في عام 2004 في مدينة القامشلي، وارتكبت مجازر هناك.

أما ألوية الحرس الجمهوري، فتنتشر من نهاية دمشق غرباً على طول طريق الديماس، وفي جبل قاسيون المطلّ على دمشق، ويقع مقر قيادتها الرئيسي في منطقة الربوة، شمال غرب دمشق، بالقرب من مدينة دُمّر. وتمتلك هذه الألوية مستودعات ذخيرة ضخمة، في جبل قاسيون ومنصات إطلاق صواريخ، ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.

وفي شرق دمشق، بالقرب من مدينة القطيفة (نحو 40 كيلومتراً شرق دمشق) تقع قيادة اللواء 155، الذي تمتد كتائبه على طريق الضمير. ويمتلك منصات إطلاق صواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى، استخدمها النظام عدة مرات في ضرب مناطق في شمال سورية. كما تحتوي منطقة الضمير شرق دمشق نحو 60 كيلومتراً على مستودعات ضخمة من الأسلحة.

ويحيط بمحافظة دمشق، عدد من المطارات العسكرية الهامة، هي مطار المزة العسكري الملاصق لمدينة دمشق من جهة الغرب، على طريق دمشق قطنا، ومطار بلي، جنوب دمشق بنحو 30 كيلومتراً، ومطار خلخلة على طريق دمشق السويداء نحو 70 كيلومتراً جنوب دمشق، ومطار الناصرية، الذي يقع على بعد 60 كيلومتراً شمال شرق دمشق، ومطار السين، الذي يقع على بعد 140 كيلومتراً شرق دمشق، على طريق دمشق دير الزور .

وفي محافظة حلب، تُعّدّ مؤسسة معامل الدفاع، وكتائب الدفاع الجوي المحيطة بها، من أهم المراكز الاستراتيجية للنظام، وتقع بالقرب من مدينة السفيرة على بعد نحو 40 كيلومتراً شرقي حلب، وتضم معامل لتصنيع الذخيرة والأسلحة، وتحتوي على مستودعات ذخيرة ضخمة، موجودة ضمن أنفاق في الجبال المحاذية لمعامل الدفاع، وتوجد كتائب دفاع جوي محيطة بالمنطقة لحماية هذه المؤسسة.

كما يمتلك النظام في حلب مطارين، هما مطار النيرب العسكري على بعد 40 كيلومتراً شرقي المدينة، ومطار رسم العبود كويرس، فضلاً عن الكلية الفنية الجوية والبحوث العلمية، التي تقع على بعد كيلومترين غربي مدينة حلب.

وفي محافظتي اللاذقية، وطرطوس، جرى إحداث مستودعات أسلحة ضخمة جداً في بلدتَي القدموس وبيت ياشوط. ويمتلك النظام في الساحل أيضاً مطار حنينين العسكري، الذي سمي فيما بعد بمطار الباسل، شرق مدينة جبلة بنحو 10 كيلومترات، ويضم حوامات بحرية.

وفي محافظة دير الزور، يوجد مطار دير الزور العسكري، في الجنوب الغربي من المدينة، والذي يحاصره تنظيم "داعش"، منذ أيام. وفي محافظة حمص، يوجد واحد من أهم المطارات العسكرية في سورية، وهو مطار التيفور، الذي يحتوي على طائرات "سوخوي 22"، و"سوخوي 24"، ويقع شرقي حمص بنحو 100 كيلومتر على طريق حمص ـ تدمر، بالإضافة إلى مطار الشعيرات العسكري، شرقي حمص بنحو 35 كيلومتراً.

وفي محافظة حماة، يعد مطار حماة العسكري أهم نقطة عسكرية في المحافظة ويقع على بعد 8 كيلومترات غربي مدينة حماة.

المساهمون