حلم الإخراج من مخيم الرشيدية إلى هوليوود

حلم الإخراج من مخيم الرشيدية إلى هوليوود

18 نوفمبر 2014
المُخرج الفلسطيني مصطفى الخليل (العربي الجديد)
+ الخط -
كان مصطفى الخليل يُعرف باسم "الخطّاط شبيب" في مدينة صور جنوب لبنان خلال ثمانينيات القرن الماضي. هاجرت عائلته من قرية البصّة في شمال فلسطين بعد نكبة عام 1948 لتستقر في مخيم الرشيدية، وانتقلت بعدها إلى مدينة صور في أوائل السبعينيات. عُرفت عائلة المخرج الخليل بـ"شبيب" نسبةً إلى جدّه الذي حمل هذا اللقب في البلدة. كان مصطفى يهوى الرسم والتخطيط منذ طفولته، فنمت وتطورت هذه الهواية مع مرور الوقت.
عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، وهو لا يزال على مقاعد المدرسة، اتخذ من التخطيط مهنةً له، ليؤمّن حاجاته ويساعد عائلته. واشتهر حينها في مدينة صور وضواحيها بالخطاط "شبيب".
يروي المخرج مصطفى لـ"العربي الجديد" حكايته ووقائع سفرته الأولى قائلاً: "سافرتُ مطلع عام 1987 إلى أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة. وقد ساعدني جارنا في مخيم الرشيدية المهندس أسعد العباس بتأمين "فيزا" للسفر. كان المهندس مقيماً يعمل في الإمارات.عملت بدايةً في مجال الرسم الهندسي المعماري في شركة إعلانات حيث كنت أصمّم الإعلانات، ثم دخلتُ عالم الخط والرسم فيما بعد". ويُضيف: "في بداية عام 1989 حزمت حقائبي مجدداً وسافرتُ إلى الولايات المتحدة الأميركية. هناك افتتحتُ متجراً للوحات الإعلانية، لكنني لم أوفق في هذا العمل بسبب احتكار الشركات الكبرى للإعلانات التي لم يكن باستطاعتي منافستها". انتقل مصطفى إلى مهنة مختلفة كلّياً عن حلمه، فعمل في التجارة، شارحاً: "تحولت بعدها للعمل في مجال التجارة، وفي الوقت نفسه التحقت بكلية صناعة الأفلام السينمائية في لوس أنجلوس- هوليوود بولاية كالفورنيا، حيث درست "الإخراج والتصوير والمونتاج السينمائي".

وتابع: "كنت أتعلم وأعمل في التصوير والإخراج السينمائي، لتحقيق حلمي بالوصول يوماً ما إلى هوليوود. والحمد لله فقد تحقق هذا الحلم وعملت هناك. أنجزت أفلاما قصيرة من إخراجي وإنتاجي". استطاع الخليل في هوليوود إنتاج وإخراج أفلام عديدة ومنها: Night Cap - Taxi Driver، وفيلم The Call وهو فيلم سينمائي طويل باللغة الإنجليزية تم العمل عليه بالشراكة مع أندريه سانتوس، لكنه لم يُعرض حتى اليوم؛ لأن المفاوضات لا زالت جارية مع شركات التوزيع حول العالم، بحسب الخليل.

وأشار إلى أنّه يقوم حالياً بالعمل على فيلم "الإرهابي البريء" وهو من تأليفه وإخراجه، ويحضّر لتصوير فيلم طويل سيكون بالاشتراك مع فنان عربي، وهو أيضاً من إخراجه. وشاركت أعماله السينمائية في عدة مهرجانات في أميركا، حيث حصد جوائز في مهرجانات في ولاية لوس أنجلس، ومهرجان بالم سبرينغ.

في حين يبدأ الناس حياتهم العمليّة في وطنهم الأم، ثمّ الدول العربيّة وصولاً إلى العالميّة، فإنّ الخليل خاض العكس، بدأ في هوليوود ليعود بحلمه إلى حيث نشأ، قائلاً: "أحلم بأعمال سينمائية باللغة العربية في الوطن العربي، وهناك بعض الأفكار التي ما زالت قيد الدراسة في لبنان".

المساهمون