جدد آلاف المتظاهرين الفلسطينيين أمس الجمعة مشاركتهم في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار في نقاط التماس الخمس على الحدود الشرقية لقطاع غزة من شماله حتى جنوبه، متجاهلين استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوة المميتة، والتي تهدف لمنعهم من مواصلة فعالياتهم الاحتجاجية السلمية، وأسفرت أمس عن سقوط عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين. ولم تثنِ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي وحربه النفسية المتواصلة، والتي تزامن معها سيل من التصريحات الإسرائيلية التي تطالب بالتعامل بحزم وقسوة مع المتظاهرين، وآخرها إطلاق النار على الصدر مباشرة بهدف القتل، المتظاهرين عن مواصلة أنشطتهم واحتجاجهم السلمي، وقد أطلقوا على الجمعة السادسة أمس اسم "جُمعة عُمال فلسطين الصامدين".
وبدت الجمعة السادسة للمسيرات المتواصلة كما الجمع الماضية، إذ ظهر الإصرار واضحاً على ملامح آلاف المحتشدين من مختلف الشرائح المجتمعية والعمرية، على طول الحدود الشرقية، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، ومواصلة قوات الاحتلال استخدامها للرصاص الحي، والرصاص المغلف بالمطاط، وإطلاق مئات قنابل الغاز السام، وغاز الأعصاب، والغاز المسيل للدموع، غير أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من تصعيد حراكهم، ونجح بعضهم في اجتياز الحدود شرق البريج وسط قطاع غزة، لتقوم قوات الاحتلال بملاحقتهم.
وتعددت الفعاليات التي تم تنفيذها في مخيمات العودة، إذ شهدت مداخل تلك المخيمات المزيّنة بالأعلام الفلسطينية حشداً لآلاف العمال، الذين تم نقلهم عبر "باصات" كبيرة إلى طول الشريط الحدودي الشرقي، لإحياء المناسبة وقد رفعوا اللافتات، وهتفوا بشعارات العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجر منها أجدادهم. وارتدى العمال المشاركون قبعات بيضاء، وحملوا أعلام فلسطين. ويقول العامل أبو محمد كراجة، العاطل عن العمل منذ تسع سنوات، إنه شارك في النشاط بهدف التأكيد على حقه وحق أولاده في العودة إلى ديارهم، مضيفاً: "لنا أراضٍ ومدن يمكننا إقامة المشاريع فيها... نريد أن نعمل في أرضنا، وأن نحيا ونموت فيها".
ويواجه الشبان العُزل استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة خلف آلياتها العسكرية، لمختلف أنواع الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً، والتي أدت إلى ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة الآلاف، بتطوير أدواتهم الاعتراضية، في محاولة منهم لكبح جماح القوة الإسرائيلية المفرطة، ضد المدنيين.
اقــرأ أيضاً
وتتجدد خريطة الفعاليات أسبوعياً بناءً على تحديد اسم خاص للجمعة، بهدف ضخ دماء جديدة للأنشطة، تزيد من فاعليتها وديمومتها. ويتم تحديد عنوان الجمعة تأثراً بحدث، أو بمناسبة، إذ أُطلق على الجمعة السادسة اسم "جمعة عُمال فلسطين"، إحياء لذكرى يوم العمال في الأول من مايو/أيار من كل عام. ويعين تجدد تلك الفعاليات والأنشطة والأدوات المستخدمة، المتظاهرين في قطاع غزة على مواكبة فعالياتهم المتواصلة منذ شهر ونصف الشهر، إلى جانب تطوير الأساليب الاعتراضية في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية، إذ يواجه الشبان التصعيد الإسرائيلي، بابتكارات وأنماط جديدة، ولافتة.
وظهرت منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على المتظاهرين، مجموعة مفردات جديدة خاصة بمسيرات العودة منذ انطلاقتها، كذلك مسميات أطلقت على مجموعات شبابية ظهر نشاطها واضحاً في "جمعة عُمال فلسطين"، إذ شاركت كل واحدة من تلك المجموعات، بأنشطتها، وأساليبها المبتكرة في المواجهات.
وحدة "الكوتشوك": تخصصت هذه الوحدة بتجميع إطارات السيارات القديمة من ورش تصليح السيارات، ونقلها إلى الخطوط الأمامية على طول الشريط الحدودي، وقد بدأ نشاط تلك الوحدة التي تشارك في كل الأنشطة منذ الجمعة الثانية، والتي أطلق عليها اسم "جمعة الكوتشوك". وتهدف وحدة الكوتشوك من خلال إشعال إطارات السيارات القديمة إلى صنع دخان أسود كثيف يحد من رؤية وحدة القناصة الإسرائيلي للمتظاهرين العُزل، خصوصاً بعد قنص جنود الاحتلال لمئات المتظاهرين، والتسبب في استشهاد العشرات منهم، وبإعاقات دائمة للمئات.
ويقول الناشط زاهر أبو عيدة من وحدة الكوتشوك، والذي شارك كذلك في مجموعة وحدات أخرى، إن الوحدة تريد إيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن غزة والأرض والقدس للفلسطينيين، مضيفاً: "جئنا لنطالب بالعودة إلى ديارنا التي سُلبت منا قسراً وغصباً عام 1948". ويوضح أبو عيدة أن وحدة الكوتشوك في شرق مدينة غزة مكوّنة من خمسة عشر شاباً، يمكن لهم المشاركة في وحدات وأنشطة أخرى، مبيناً أن الوحدة "عبارة عن تغطية للشباب من القناصة الإسرائيلية التي تقنص المتظاهرين بهدف قتلهم أو التسبّب في إعاقتهم".
وحدة "القواطع": وهي الوحدة المكوّنة من مجموعة شبان يحملون أدوات قطع الأسلاك الشائكة التي تفرشها قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي، بهدف منع المتظاهرين من الاقتراب، إلى جانب التضييق على أهالي قطاع غزة، إذ يتم توسيع دائرة العزل، مرة بعد الأخرى. وظهر نشاط وحدة القواطع جلياً في جمعة العُمال، إذ شارك العشرات بقطع الأسلاك، وجرها عبر أحبال متينة إلى أماكن تجمهر المتظاهرين، وسط تهليل وتكبير وتصفيق الحضور، معتبرين أن قطع السياج المعدني، هو رفض للوقائع الجديدة التي تفرضها قوات الاحتلال، وعدم السماح بفرض المزيد من الخناق على القطاع المحاصر.
وحدة الأطباق الطائرة: وهي وحدة مبتكرة، بدأت أنشطتها في الأسابيع الأولى لمسيرات العودة الكبرى، تقوم بإرفاق المواد الحارقة بالأطباق الورقية الطائرة، ويتم توجيهها إلى الحقول والمزارع الإسرائيلية المُتاخمة للمواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة، وقد زاد نشاطها أخيراً، إذ ظهرت مجموعة من الفتية في مسيرة العُمال وهم يحاولون إطلاق تلك الطائرات شرقاً.
وتهدف وحدة الأطباق الطائرة إلى تكبيد الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الفاصل بالخسائر المادية، نتيجة مواصلته استخدام القوة في مواجهة المتظاهرين العُزل، إذ ساهمت تلك الوحدة، بإحداث حرائق كبيرة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إن الطائرات الورقية الحارقة التي تم إطلاقها من قبل المشاركين في مسيرة العودة تسببت في خسائر مادية فادحة قُدّرت أخيراً بنصف مليون شيكل (نحو 138 ألف دولار) وأن هذه الطائرات تسبّبت في احتراق نحو 800 دونم من الحقول الزراعية.
وحدة المقلاع: وقد ظهرت أيضاً مجموعة من الفتية الملثمين، يثبتون مقلاعاً في الأرض، يشبه "المنجنيق"، ويربطون المطاط على يديه، لقذف الحجارة على جنود الاحتلال، بهدف ثني الجنود عن مواصلة استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، وقتل العشرات، وإصابة المئات منهم.
اقــرأ أيضاً
وبدت الجمعة السادسة للمسيرات المتواصلة كما الجمع الماضية، إذ ظهر الإصرار واضحاً على ملامح آلاف المحتشدين من مختلف الشرائح المجتمعية والعمرية، على طول الحدود الشرقية، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، ومواصلة قوات الاحتلال استخدامها للرصاص الحي، والرصاص المغلف بالمطاط، وإطلاق مئات قنابل الغاز السام، وغاز الأعصاب، والغاز المسيل للدموع، غير أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من تصعيد حراكهم، ونجح بعضهم في اجتياز الحدود شرق البريج وسط قطاع غزة، لتقوم قوات الاحتلال بملاحقتهم.
ويواجه الشبان العُزل استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة خلف آلياتها العسكرية، لمختلف أنواع الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً، والتي أدت إلى ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة الآلاف، بتطوير أدواتهم الاعتراضية، في محاولة منهم لكبح جماح القوة الإسرائيلية المفرطة، ضد المدنيين.
وتتجدد خريطة الفعاليات أسبوعياً بناءً على تحديد اسم خاص للجمعة، بهدف ضخ دماء جديدة للأنشطة، تزيد من فاعليتها وديمومتها. ويتم تحديد عنوان الجمعة تأثراً بحدث، أو بمناسبة، إذ أُطلق على الجمعة السادسة اسم "جمعة عُمال فلسطين"، إحياء لذكرى يوم العمال في الأول من مايو/أيار من كل عام. ويعين تجدد تلك الفعاليات والأنشطة والأدوات المستخدمة، المتظاهرين في قطاع غزة على مواكبة فعالياتهم المتواصلة منذ شهر ونصف الشهر، إلى جانب تطوير الأساليب الاعتراضية في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية، إذ يواجه الشبان التصعيد الإسرائيلي، بابتكارات وأنماط جديدة، ولافتة.
وظهرت منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على المتظاهرين، مجموعة مفردات جديدة خاصة بمسيرات العودة منذ انطلاقتها، كذلك مسميات أطلقت على مجموعات شبابية ظهر نشاطها واضحاً في "جمعة عُمال فلسطين"، إذ شاركت كل واحدة من تلك المجموعات، بأنشطتها، وأساليبها المبتكرة في المواجهات.
وحدة "الكوتشوك": تخصصت هذه الوحدة بتجميع إطارات السيارات القديمة من ورش تصليح السيارات، ونقلها إلى الخطوط الأمامية على طول الشريط الحدودي، وقد بدأ نشاط تلك الوحدة التي تشارك في كل الأنشطة منذ الجمعة الثانية، والتي أطلق عليها اسم "جمعة الكوتشوك". وتهدف وحدة الكوتشوك من خلال إشعال إطارات السيارات القديمة إلى صنع دخان أسود كثيف يحد من رؤية وحدة القناصة الإسرائيلي للمتظاهرين العُزل، خصوصاً بعد قنص جنود الاحتلال لمئات المتظاهرين، والتسبب في استشهاد العشرات منهم، وبإعاقات دائمة للمئات.
ويقول الناشط زاهر أبو عيدة من وحدة الكوتشوك، والذي شارك كذلك في مجموعة وحدات أخرى، إن الوحدة تريد إيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن غزة والأرض والقدس للفلسطينيين، مضيفاً: "جئنا لنطالب بالعودة إلى ديارنا التي سُلبت منا قسراً وغصباً عام 1948". ويوضح أبو عيدة أن وحدة الكوتشوك في شرق مدينة غزة مكوّنة من خمسة عشر شاباً، يمكن لهم المشاركة في وحدات وأنشطة أخرى، مبيناً أن الوحدة "عبارة عن تغطية للشباب من القناصة الإسرائيلية التي تقنص المتظاهرين بهدف قتلهم أو التسبّب في إعاقتهم".
وحدة "القواطع": وهي الوحدة المكوّنة من مجموعة شبان يحملون أدوات قطع الأسلاك الشائكة التي تفرشها قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي، بهدف منع المتظاهرين من الاقتراب، إلى جانب التضييق على أهالي قطاع غزة، إذ يتم توسيع دائرة العزل، مرة بعد الأخرى. وظهر نشاط وحدة القواطع جلياً في جمعة العُمال، إذ شارك العشرات بقطع الأسلاك، وجرها عبر أحبال متينة إلى أماكن تجمهر المتظاهرين، وسط تهليل وتكبير وتصفيق الحضور، معتبرين أن قطع السياج المعدني، هو رفض للوقائع الجديدة التي تفرضها قوات الاحتلال، وعدم السماح بفرض المزيد من الخناق على القطاع المحاصر.
وتهدف وحدة الأطباق الطائرة إلى تكبيد الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الفاصل بالخسائر المادية، نتيجة مواصلته استخدام القوة في مواجهة المتظاهرين العُزل، إذ ساهمت تلك الوحدة، بإحداث حرائق كبيرة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إن الطائرات الورقية الحارقة التي تم إطلاقها من قبل المشاركين في مسيرة العودة تسببت في خسائر مادية فادحة قُدّرت أخيراً بنصف مليون شيكل (نحو 138 ألف دولار) وأن هذه الطائرات تسبّبت في احتراق نحو 800 دونم من الحقول الزراعية.
وحدة المقلاع: وقد ظهرت أيضاً مجموعة من الفتية الملثمين، يثبتون مقلاعاً في الأرض، يشبه "المنجنيق"، ويربطون المطاط على يديه، لقذف الحجارة على جنود الاحتلال، بهدف ثني الجنود عن مواصلة استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، وقتل العشرات، وإصابة المئات منهم.