جزائريون في سجون العراق يخشون على مصيرهم

15 يونيو 2014
مقر السفارة الجزائرية في بغداد (علي السعدي/فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

وجّه ثمانية مساجين جزائريين يقبعون في السجون العراقية رسالة الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لمطالبته بتجسيد وعود الحكومة بالحصول على عفو من السلطات العراقية وإعادتهم إلى الجزائر، خشية على مصيرهم في ظل الأحداث الأمنية العراقية المتسارعة.

ولفت المساجين في رسالتهم التي حصلت عليها "العربي الجديد" إلى التطورات الأمنية الخطيرة في العراق، و"المخاوف من حدوث تصفيات طائفية في السجون العراقية".

وجاء في الرسالة "إخوانكم الجزائريون في سجون جنوب العراق ينتظرون مصيرهم المجهول، ولذلك ندعو سلطاتنا لإدراك خطورة الموقف والتأكيد على ضرورة التحرك العاجل لإجلائنا من العراق". وأكدت الرسالة أن المساجين اتصلوا بالسفارة الجزائرية في العراق هاتفياً ونقلوا لهم قلقهم وتخوفهم من الأوضاع المستجدة في العراق.

وبعثت التطورات العراقية مخاوف عائلات المساجين، الذين نظموا قبل فترة احتجاجاً أمام مقر وزارة الخارجية في العاصمة الجزائرية، والتقوا قبل أسبوعين مسؤولين في الوزارة، وتلقوا تطمينات منهم بشأن قرب إنهاء ملف المساجين.

 وكان وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة قد أعلن قبل أسبوعين أن السلطات الجزائرية بصدد الاتفاق مع السلطات العراقية على إنهاء قضية المساجين الجزائريين في العراق.

وجرى ترحيل أربعة مساجين جزائريين من العراق الى الجزائر في يونيو/حزيران العام الماضي، بعدما قضوا عشر سنوات في السجون العراقية. ويبقى في السجون العراقية عشرة مساجين جزائريين، ثمانية محكوم عليهم وفقاً لقانون الجوازات، بعد اتهامهم بالدخول الى العراق بطريقة غير شرعية، فيما أدين اثنان منهم بتهمة الانتماء الى مجموعات ارهابية مسلحة.

وأعدمت السلطات العراقية في أكتوبر/تشرين الأول 2012 السجين الجزائري عبد الله بلهادي، بعد إدانته بالانتماء الى مجموعات مسلحة، واحتجت الجزائر على ذلك، وقامت باستدعاء السفير العراقي لديها عدي الله الخير الله، وأبلغته احتجاجها الرسمي.

ويتحدث المساجين الجزائريون في الرسائل والاتصالات التي يجرونها مع عائلاتهم عن التعذيب والمعاناة الرهيبة التي يتعرضون لها في السجون العراقية.

وروى السجين الجزائري محمد علي بوجنانة، الذي قضى 10 سنوات في السجون العراقية، وأفرج عنه في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، لـ"العربي الجديد" معاناة المساجين الجزائريين والعرب في السجون العراقية. وقال "لا يمكن أن أصف المعاناة التي عشناها والظروف القاسية؛ كنا نتعرض لكل أشكال التعذيب بالضرب والكهرباء والتجويع، وبشكل مستمر".
 ودعا بوجنانة السلطات الجزائرية "الى بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية مع السلطات العراقية لإنهاء مأساة المساجين المتبقين في العراق"، مشيراً الى أن "الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق تشكل خطراً كبيراً عليهم".

المساهمون