جدال دائم حول المال كسبب للسعادة

جدال دائم حول المال كسبب للسعادة

23 يوليو 2020
يزداد الانقسام الطبقي في زمن كورونا (أليكسي روزينفيلد/ Getty)
+ الخط -

هناك عوامل كثيرة تحدد السعادة وتؤدي إليها، لكنّ أحدها لطالما أثار جدالاً على مرّ السنين، وهو المال. وفي حين يقول المثل القديم إنّ المال لا يشتري السعادة، تشير دراسات أخيرة إلى أنّه كلما ازداد دخلك ازدادت سعادتك، بحسب موقع "بغ ثينك".
في تحليل جديد لأكثر من 40 ألف أميركي في الثلاثين وما فوق، توصلت أستاذة علم النفس، في جامعة "سان دييغو"، جين توينج، إلى أنّ هناك علاقة أكثر عمقاً بين المال والسعادة. ونظراً إلى أنّ بيانات المسح امتدت على مدى خمسة عقود، من عام 1972 إلى عام 2016، تمكنت أيضاً مع زميل لها، من معرفة ما إذا كان الرابط بين المال والسعادة قد تغير على مرّ السنين في الولايات المتحدة على الأقل، ليتبين أنّ المال والسعادة اليوم، مرتبطان بقوة أكبر مما كانا عليه في الماضي، بل يبدو أنّ المثل القديم انعكس، وبات المال يشتري السعادة أكثر من ذي قبل بكثير، لكنّ المال نفسه مرتبط أيضاً بالشهادات الجامعية، كونها تفتح باب الوظائف ذات الدخل المرتفع، خصوصاً في عالم اليوم.
بين الأميركيين البيض في السبعينيات، كان من المحتمل أن يقول الراشدون الحاصلون على شهادة جامعية أو غير الحاصلين، إنّهم "سعداء جداً" (40 في المائة). لكن، بحلول عام 2010، كانت هناك فجوة تعليمية في السعادة، إذ إنّ 29 في المائة فقط ممن لم يحصلوا على شهادة جامعية قالوا إنّهم سعداء، مقارنة مع 40 في المائة ممن حصلوا على درجة علمية. ومن جهتهم، ازدادت سعادة الأميركيين السود المتعلمين وأصحاب الدخل المرتفع، منذ السبعينيات حتى العقد الثاني من الألفية الحالية.
وعموماً، تبين أنّ أفراد العينة الذين يجنون 160 ألف دولار أو أكثر سنوياً في 2020 هم أكثر سعادة من أولئك الذين يجنون ما بين 115 ألف دولار و160 ألف دولار في السبعينيات، وباحتساب التضخم فإنّ 115 ألف دولار عام 1970 تحديداً، تساوي اليوم 763 ألف دولار، فيما تساوي الـ160 ألف دولار اليوم مليوناً و62 ألف دولار، بحسب مؤشرات السوق.

تجدر الإشارة إلى أنّه في عام 2015، توصلت دراسة إلى أنّ معدل الوفيات لدى الأميركيين البيض الذين لم يحصلوا على شهادة جامعية آخذ في الازدياد. وكان العديد من هذه الوفيات ما أسماه الباحثون "وفيات اليأس" بما في ذلك الانتحار والجرعات الزائدة من المخدرات، وهو ما يكرس قدرة الانقسام الطبقي على التأسيس لاضطرابات سلوكية لدى الأفراد في الولايات المتحدة، كما هو حاصل اليوم مع خسارة كثيرين وظائفهم في جائحة كورونا.

المساهمون