جاويش أوغلو يسطّر ملامح السياسة التركية: الجيش العراقي طائفي

جاويش أوغلو يسطّر ملامح السياسة التركية: الجيش العراقي طائفي

08 سبتمبر 2014
لاجئون سوريون على الحدود التركية (أحمد الربيعي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
سطّر مولود جاويش أوغلو، في أول مقابلة له كوزير للخارجية التركية، ملامح السياسة الخارجية التركية خلال حكم الثنائي الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، فأكّد أنّ رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يقف وراء صعود التنظيمات الإرهابية، في موقف مألوف للسياسة الخارجية التركية، غير أنّه أعلن أن الجيش العراقي طائفي، وهو موقف لافت حيال الأزمة العراقية، في الوقت التي يتشكل فيه حلف دولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويفترض أن يكون العراق وتركيا في صلبه.

وقال جاويش أوغلو في لقائه فريق عمل وكالة "الأناضول" الرسمية خلال حضور اجتماعها التحريري الصباحي:"اليوم علينا أن نزيح الأسباب وراء صعود "داعش" وباقي المنظمات الإرهابية، إذ يعد النظام السوري السبب الرئيس وراء ذلك، تحدثنا بهذا بشكل واضح، منذ البداية، كان هناك حزب الله والقاعدة، لكن فيما بعد تكونت باقي الجماعات الإرهابية وجميعها ازدادت قوة".
وأضاف: "نحن ندعم تشكيل حكومة جديدة في سورية كما في العراق، وإلاّ لن نستطيع السيطرة على الإرهاب، حتى لو تم القضاء على بعض الجماعات الإرهابية، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه سيخلق جماعات إرهابية أخرى وستستمر الفوضى وعدم الاستقرار".

وفي إطار إجابته عن دور تركيا المحتمل في التحالف الدولي الجديد ضد "داعش"، وهل سيكون إنسانيّاً أم عسكرياً؟، أجاب جاويش أوغلو: "فيما يخص التهديدات الموجودة في المنطقة، لقد أبلغنا حلفاءنا عمّا سنقوم به، الفارق الوحيد بيننا وبين حلفائنا هو أننا نعرف هذه المنطقة جيداً، ونعرف الأسباب التي أدت الى الوضع الحالي، الأمر الذي قمنا بمشاركته مع الحلفاء، لكن حتى الآن لم يتم التقدم الى تركيا بأي طلب معين".

وحذّر من إمكانية وقوع الأسلحة المقدمة للعراق لمساعدته على مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في أيدي منظمات إرهابية، مشيراً إلى أن نحو 95 في المائة من الجيش العراقي، يستند إلى مذهب معين، مؤكداً ضرورة تقديم الدعم العسكري مع مراعاة الوضع الجديد في العراق، حيث لا تصل الأسلحة إلى منظمات "إرهابية"، مثل حزب "العمل الكردستاني".

وأضاف جاويش أوغلو "يبدو أن الجميع تعلم من أخطاء (رئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي، لذا لابد من عدم تكرار تلك الأخطاء، وحماية حدود العراق ووحدة أراضيه، وأن يستفيد جميع العراقيين من ثروات بلادهم، كما يجب أن لا يقصي الدستور العراقي أحداً".

وأشار الوزير التركي إلى أن حلف شمال الأطلسي ناقش فكرة إنشاء قوة تدخل سريع، لمواجهة التهديدات حيال دول الحلف، غير أنه لم يتخذ بعد قراراً حول طبيعة تلك القوة ومهماتها، مؤكداً قرار الحكومة التركية بتمديد فترة عمل القوات العسكرية التركية المتواجدة في أفغانستان ضمن قوات "الناتو".
وعن الاتهامات المُوجهة الى الحكومة التركية بتسهيلها عبور المقاتلين الأجانب إلى سورية، أشار جاويش أوغلو، إلى أن "الأوروبيين لا يمنعون خروج هؤلاء الأفراد من مطاراتهم، ولكنهم يصدّرون إلى الإعلام المشكلة وكأنها مشكلة في تركيا". ونوّه إلى "وجود أكثر من 8 آلاف مقاتل أجنبي من ثمانين دولة في سورية، لم يدخل جميعهم عبر تركيا"، متسائلاً "من أين قدموا".


وتابع جاويش أوغلو: "من جانب آخر، لا تستطيع تركيا أن تتعامل مع الوافدين إلى أرضها على أنهم مشروع إرهابي"، لافتاً إلى أن "حكومته وضعت حتى الآن  أكثر من 6 آلاف اسم على لائحة الممنوعين من دخول البلاد".

كما تطرّق الوزير إلى الأزمة الأوكرانية، وقال إن "الاتحاد الأوروبي كان قد جهّز حزمة إجراءات جديدة ضد روسيا، لكن وقف إطلاق النار (بين كييف والانفصاليين) أثار الخلافات حول زمن تطبيق هذه الإجراءات"، مشيراً إلى أن تركيا لم تعترف بقرار روسيا بضم شبه جزيرة القرم.

وفي ما يتعلق بادّعاءات تنصت المخابرات الألمانية والأميركية على تركيا، قال جاويش أوغلو، إن الرئيس التركي طرح تلك الادعاءات في قمة الأطلسي، وأوضح لقادة الدول المعنية أنه يفضل الحديث في تلك المسألة بشكل مباشر بدلاً من تناولها في وسائل الإعلام، كما طرح الموضوع خلال لقائه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي قالت بدورها: "نريد منكم أن تثقوا فينا في هذا الموضوع".

وأعرب جاويش أوغلو عن اتفاقه مع الرأي القائل بحدوث ركود في عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة، مرجعاً مصدر الركود إلى الاتحاد الأوروبي وليس تركيا.


كما كان للعدوان الأخير على غزّة حيزٌ في حديث جاويش أوغلو، حيث انتقد الموقف الغربي إزاء سقوط عدد كبير من المدنيين في الهجمات الاسرائيلية على غزة،: "مع الأسف الغرب التزم الصمت حيال المأساة في غزة، وبتعبير آخر فشل في الامتحان".

وأشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا وضعت ثلاثة شروط لتحسين العلاقات مع إسرائيل، تتمثل في الاعتذار عن اعتدائها على سفينة "مرمرة"، ودفع تعويضات لذوي ضحايا ذلك الاعتداء، ورفع الحصار عن غزة، لافتاً إلى أن إسرائيل اعتذرت.

 وأضاف "في الواقع لقد وصلنا إلى مرحلة معينة مع إسرائيل في موضوعين، ولكن في أثناء ذلك بالضبط تكرر القصف على غزة. وفي حال حققت إسرائيل شرطنا الثاني والثالث، خلال مرحلة وقف إطلاق النار، فإننا بالتأكيد سنطبع علاقاتنا معها".

المساهمون