ثنائيات "سنيّة" في لبنان

ثنائيات "سنيّة" في لبنان

27 ديسمبر 2016
+ الخط -
يخوض الوزير اللبناني المستقيل، أشرف ريفي، معركة حجم ووجود مع رئيس الحكومة، سعد الحريري. ويتمترس كلاهما خلف "إرث الرئيس الراحل رفيق الحريري". ويتناكف نائبا عكار، رياض رحال، وخالد الضاهر، داخل البرلمان تحت عنوان "الغيرة والتوزير". وهما الزميلان السابقان في "كتلة المستقبل"، قبل أن يقود "تطرف الضاهر" الرئيس الحريري لإخراجه من الكتلة. وفي اليوم نفسه، ترد "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية" على بيان أصدره وزير العمل، محمد كبارة، بشأن "الإساءة للدين الإسلامي" على قناة تلفزيونية. إنها نماذج للثنائيات الجديدة التي تحكم علاقة المؤسسات والسياسيين السُنّة في لبنان، وانعكاس لأزمة الطائفة/ الأمة في لبنان.

عانى السنّة في لبنان من تضارب موجتي العروبة والحركية الإسلامية في السبعينيات، ثم انهمكوا كباقي الطوائف في خوض الحرب الأهلية، قبل أن يطغى حضور الرئيس الأسبق، رفيق الحريري، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كوكيل وممثل وحيد للطائفة في ظل الاحتلال السوري للبنان. ومع اغتياله، توسعت حالة التشرذم في ظل ضعف الهيكل التنظيمي للتيار الذي خلفه، وبرز قادته كورثة سياسيين لـ"الحالة الحريرية"، إلى جانب ابنه سعد، الذي اختارته العائلة لاستكمال "المسيرة".

ومع توسع المشروع الذي يُمثله "حزب الله" في لبنان والمنطقة، تتكرر الصدامات الطائفية في السياسة وفي الشارع. وفي كل مرة كان الحريري الابن يُقدم تنازلاً، كان يستند إلى "ما كان يُمكن للرئيس الشهيد أن يقوم به". وأصبح الاقتداء برفيق الحريري شماعة يُعلق عليها السياسيون السُنة مواقفهم. وهي شماعة ممتازة لكل الفصول والمواقف، في البيئة السنية الهشة والعاطفية. واليوم، وعلى الرغم من عودة سعد الحريري إلى لبنان وإلى موقع السلطة، لا تزال المشكلة قائمة والتشرذم حاضراً. وإنْ أعطت اللحية التي استبدل بها الرئيس الحريري "السكسوكة" جديّة وحزماً أكبرين، إلا أن ما أسسه عقد كامل من التراجع السياسي السُني في لبنان لا يُمكن مُعالجته سريعاً، خصوصاً أنه مقرون بتراجع سياسي شامل في المنطقة من سورية إلى العراق وحتى اليمن.