تونس: انطلاق المنتدى الدولي لبحث قضايا الهجرة وإشكالاتها

تونس: انطلاق المنتدى الدولي لبحث قضايا الهجرة وإشكالاتها

26 سبتمبر 2018
بحث المشاركون إيجاد حلول لقضايا الهجرة (العربي الجديد)
+ الخط -

انطلقت اليوم الأربعاء، أعمال المنتدى الدولي التاسع للمنظمات غير الحكومية الشريكة الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ببادرة من المعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس، لبحث قضايا الهجرة وإشكالاتها تحت شعار "نظرة أخرى حول الهجرة"، من أجل الخروج بتوصيات واستراتيجية لضمان كرامة المهاجرين والحدّ من الانتهاكات الحقوقية، فيما سيتناول المنتدى خلال أشغاله المخصصة ليومي 28 و29 سبتمبر/ أيلول الجاري موضوع "السلام".

ويأتي المنتدى في إطار الاحتفال بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان واليوم العالمي للسلام، ويشارك فيه أكثر من 120 منظمة ونحو 300 مشارك من مختلف دول العالم، ومراقبون ودول أعضاء بـ(اليونسكو)، ويمتد على مدار أربعة أيام من الفترة 26 إلى 29 من الشهر الجاري.

وقالت المديرة التنفيذية للمعهد العربي لحقوق الإنسان، لمياء قرار، لـ"العربي الجديد"، إنّ المنتدى ينتظم لأول مرة بتونس بالشراكة مع (اليونسكو)، ويناقش قضايا الهجرة بكل أشكالها وإشكالاتها وأسبابها وتنوعها، مبينة أنه سيجري عرض بعض التجارب الناجحة في مجال الهجرة والبحث عن استراتيجية لتقديم توصيات تستأنس بها مختلف دول العالم من أجل الحد من الهجرة، وضمان كرامة الأشخاص الذين يتعرضون لانتهاكات، سواء تعلق الأمر بالهجرة المنظمة أو غير المنظمة.

فيما أوضح الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، لـ"العربي الجديد"، أنّ المنتدى يتناول موضوع الهجرة بعيدا عن الصورة النمطية التي تتحدث فقط عن الجوانب السلبية لهذه الظاهرة، عبر استحضار العديد من الجوانب الإيجابية كمساهمتها في التنمية، مبينا أنه يجب التمييز بين الهجرة المنظمة وغير المنظمة، مشيرا إلى أنه يجب تناول الهجرة من جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وسياسية.

وبيّن المتحدث أنّ الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون تعدّ من قضايا حقوق الإنسان، ولذلك يتم التركيز عليها بهدف وضع حد لها، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة في 2017 أصدرت إعلانا عالميا حول الهجرة وتم إرفاقه هذا العام بعهدين دوليين خاصين بالهجرة.

وأضاف أنّ بلدان المغرب العربي معنية بقضية الهجرة، حيث إن آلاف الشباب والسكان يهاجرون سنويا، ونسبة هامة منهم يعيشون في مختلف بلدان العالم، فالظاهرة جديرة بالاهتمام والدراسة.

وأفادت المديرة العامة المساعدة لشؤون العلوم الإنسانية والاجتماعية بـ(اليونسكو)، ندى الناصف في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الهدف من المنتدى هو إلقاء نظرة على واقع الهجرة في المنطقة الأفريقية والعربية، إذ تمتاز تونس بانتمائها لأكثر من منظومة دولية ولديها صوت مهم في المجتمع المدني وأصبحت أيضا بلد استقبال وعبور، وهذا يتضمن تحولا يجب أن يواكبه السياسيون وصناع القرار.

وبينت أنه من المهم الاستعانة بالمنظمات غير الحكومية وبأصوات المجتمع المدني لإرساء مبادئ تلتزمها تونس كمنظومة حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الحوار يبنى على الكرامة الإنسانية وعلى رفع الوعي بالمخاطر الجغرافية والأمنية ولإثراء المجتمعات التي يتوافد عليها المهاجرون.

وأشارت إلى أنّه لا بد من وجود حلول لقضايا الهجرة، لأن المجتمعات المدنية لديها اطلاع على ما يجري في العالم، وسيجري تبادل الآراء حول الصعوبات والحلول، مؤكدة أنّ معظم التجاوزات السيئة التي تنتهك حقوق الإنسان تأتي من مبادرات فردية وليست مشرعة، مؤكدة أنه عندما يكون هناك شعور بعدم الاستقرار يطفو ذلك على السطح وتكون نتيجته العنف والإقصاء والعزوف عن العلاقات المجتمعية، لكن من خلال فهم الظاهرة وتحديد الأسباب والعمل على إرساء مجتمعات مرحبة بالمهاجرين يمكن تفادي انتهاكات حقوق الإنسان والحد منها.



وقال وزير التربية حاتم بن سالم، إنّ تنظيم المنتدى يهدف إلى التباحث في موضوع بالغ الأهمية هو الهجرة، والنظر إليه من جانب القيم الكونية، مؤكدا تراجع القيم الكونية للتسامح والعيش المشترك جراء ظهور موجة من التطرف لدى بعض الأحزاب في البلدان المتقدمة والأوروبية.

وأوضح بن سالم أن المنتدى يسعى إلى بحث وضع استراتيجية للمناداة بكونية القيم، معتبرا أنّ  تنظيم هذا المنتدى يبعث برسالة مفادها ضرورة توحد دول الجنوب مع (اليونسكو) والمنظمات غير الحكومية الدولية للحفاظ على هذه القيم الكونية.