تهاني حارة من بيريز ونتنياهو للسيسي: ملتزمون بـ"السلام"

06 يونيو 2014
السيسي أكد التزام مصر بكافة تعهداتها الدولية(أرشيف/Getty)
+ الخط -

لم يكن الاتصالان اللذان أجراهما كل من الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لتهنئته بفوزه في الانتخابات مفاجئين، نظراً للحماسة التي تتعاطى إسرائيل بها مع سلطات ما بعد انقلاب الثالث من يوليو/ تموز الماضي في مصر. تهنئة حارة رد عليها السيسي بالمثل، عبر صفحته على موقع "فايسبوك"، مؤكداً  "تقديره لحرص المسؤولين في إسرائيل على التواصل معه". كما بادر إلى تأكيد "التزام مصر بكافة تعهداتها الدولية، ومعاهدة السلام".

ونقلت وكالة "الأناضول"، عن بيان صادر من مكتب نتنياهو، أن الأخير أبلغ السيسي خلال اتصال هاتفي "تمنيه للشعب المصري مستقبلاً ينعم بالازدهار والاستقرار والسلام".

وأوضح البيان، أن نتنياهو شدد على "الأهمية الاستراتيجية التي تتسم بها العلاقات بين البلدين ومعاهدة السلام القائمة بينهما".

بدوره، أكد بيريز في اتصال مماثل مع السيسي، أن "إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر وتعزيز التعاون في كل المجالات"، وفقاً لما نقلته وكالة "الأناضول" عن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الالكتروني.

وتمنى بيريز "للشعب المصري النجاح والازدهار في المستقبل". وأعرب عن الأمل بأن "الرئيس الجديد سيقود مصر إلى انجازات كبيرة"، في حين شكر السيسي "بيريز على تهانيه".

كما أكدت صفحة السيسي الرسمية على موقع "فايسبوك" تلقي الأخير اتصالات هاتفية مطولة من بيريز، ونتنياهو، للتهنئة بفوزه.

ونقلت الحملة على صفحاتها الرسمية تأكيد المسؤولين الاسرائيليين أن السيسي "حقق فوزاً كاسحاً فى الانتخابات الأخيرة، التي تمت وسط أجواء ديمقراطية شفافة".

ونقلت الحملة عن المسؤولين الإسرائيليين، "استعدادهم الكامل للتعاون مع مصر فى مختلف المجالات سياسياً وأمنياً، في ظل قناعتهم التامة بأن الرئيس الجديد سيقود بلاده إلى المكانة والموقع الذي تستحقه بين دول العالم".

كما نقلت الحملة عن السيسي، "تقديره لحرص المسؤولين في إسرائيل على التواصل معه، وتهنئته بالفوز فى الانتخابات"، مؤكداً "التزام مصر بكافة تعهداتها الدولية، ومعاهدة السلام، التي تعتبر استحقاقاً هاماً يمكن البناء عليه وتطويره، بما يخدم مصالح البلدين".

وقالت الحملة إن السيسي، أوضح أن "المرحلة الراهنة تمثل فرصة حقيقية لإيجاد مناخ ملائم لحل القضية الفلسطينية، والحرص على نشر السلام فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، حتى تنعم شعوب المنطقة بحياة أفضل خلال الفترة المقبلة".

في هذه الأثناء، توقع ناشطون سياسيون في مصر أن تكون العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية في عهد السيسي، أشبه بما كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وقال القيادي في جبهة "طريق الثورة"، وسام عطا، إن "الولايات المتحدة وحليفتها الأولى في المنطقة، إسرائيل، تعتبران السيسي الشخص الأمثل الذي سيرعى مصالحهما، فقد تتلمذ، وغيره من قادة المؤسسة العسكرية البارزين، في كلية الحرب الأميركية، وطالما تباهى السيسي بذلك".

وأضاف الناشط اليساري، لـ"العربي الجديد"، أن "تبعية القيادة السياسية (المصرية) للولايات المتحدة وإسرائيل بدأت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي توالت بعدها الانتكاسات التي أصابت الجيش المصري".
وعزز وجهه نظره بالقول إن "اهتمام المؤسسة العسكرية تحوّل من التسليح إلى تصنيع السلع الغذائية والمعكرونة؛ فالمؤسسة العسكرية المصرية تعتمد في 70 في المئة من تسليحها على الولايات المتحدة".

في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل"، محمد كمال، إن "اتصال مسؤولين بارزين في إسرائيل بالسيسي، لتهنئته بعد فوزه في مسرحية الانتخابات، هو إجراء بروتوكولي يحدث مع الرؤساء كافة، لكنه يحمل أهمية خاصة لعلاقة قادة الجيش المصري الوثيقة بدوائر صناعة القرار الأميركية".

وأوضح كمال، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يخفى على أحد أن السيسي هو رجل الاستخبارات الحربية قبل تعيينه وزيراً للدفاع في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وتعتبره الولايات المتحدة أحد أداوتها لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير".

وأضاف أن "السيسي تربى على المائدة الأميركية، ما يؤكد أنه سيجعل العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية تدور في فلك الشرق الأوسط الجديد".

 

المساهمون