تقارير: البوسنة تشجع المهاجرين على المغادرة إلى الاتحاد الأوروبي

تقارير صحافية: سلطات البوسنة تشجع المهاجرين على المغادرة إلى حدود الاتحاد الأوروبي

16 نوفمبر 2019
إغلاق أبواب مخيم ميرال للمهاجرين في البوسنة (سمير يورداموفيتش/الأناضول)
+ الخط -
فرضت حكومة مقاطعة "أونا سانا" في البوسنة والهرسك، اعتباراً من أمس الجمعة، حظراً للتجول على المهاجرين واللاجئين في مخيمين كبيرين، هما "بيرا" في بيهاتش و"ميرال" في فيليكا كلادوسا، واللذين يضمان نحو 2300 مهاجر، ويُداران من قبل المنظمة الدولية للهجرة.

وأكدت صحيفة" دي فيلت" الألمانية، اليوم السبت، أنّ السلطات البوسنية لا تسمح للمهاجرين بالخروج إلا إذا كانوا يعتزمون التوجه بشكل غير قانوني إلى الحدود مع كرواتيا المجاورة، مبررة ذلك بضغوط الهجرة على المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين أنّ الواقعة "تعد إشارة إلى تشجيع السلطات المحلية للمهاجرين على المغادرة نحو حدود الاتحاد الأوروبي"، في حين أورد موقع "شبيغل أون لاين" الألماني، أنّ "الآلاف من المهاجرين ينتظرون، في مخيمات بشمال غرب البوسنة، فرصة مناسبة لعبور الحدود مع كرواتيا، باعتبارها إحدى دول الاتحاد الأوروبي".
وأوضحت الصحيفة الألمانية أنّ "زيادة التوتر في مخيمات البوسنة والهرسك، فرض على السلطات في كرواتيا وسلوفينيا، حالة من التأهب، لاستقبال موجة مهاجرين جدد، كما أنّ الشرطة الألمانية تنظر بعين القلق إلى زيادة حركة مرور المهاجرين غير الشرعيين على طريق البلقان، والذي يمتد من تركيا عبر اليونان ليقود أخيراً إلى دول جنوب شرق أوروبا، وذلك بعد أن تم حظر الحركة عبره، طيلة السنوات الثلاث الأخيرة".

وتشير تقديرات أوردتها وكالة الأنباء الألمانية، إلى أنّ نحو 7000 مهاجر يقيمون في مخيم "فوتشياك" الفقير الذي شيدته السلطات المحلية في بيهاتش، وآخرون لا يعرف عددهم، يعيشون في العراء في المنطقة المحيطة.
وطالبت المفوضية الأوروبية بإغلاق مخيم "فوتشياك" الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وهو يقع قرب مكب سابق للنفايات، ولا تتوفر فيه مياه الشرب أو الكهرباء أو المراحيض، وهناك عيادة طبية واحدة متنقلة تبعد عن المخيم نحو كيلومترين.

وفي السياق نفسه، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، من أنّه "من دون سكن ملائم وخدمات أساسية، فإنّ المهاجرين في تلك المنطقة مصيرهم الموت"، وبيّن المتحدث باسم المنظمة أنّ "العديد من المهاجرين يعانون من ظروف معيشية صعبة، وكثير منهم مرضى بالتهابات تنفسية وأمراض جلدية".

وأبرزت تقارير صحافية خشية الناشطين على الأرض من وقوع كارثة إنسانية، إذا لم يتم إنشاء ملاجىء تقي المهاجرين برد الشتاء القارس، إذ يتوقع أن تتسبب درجات الحرارة المنخفضة بحالات وفاة، في حين يعمد المهاجرون إلى إشعال النار بغرض التدفئة.


وكان مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديمتريس إفراموبولوس، قد طالب السلطات البوسنية بنقل الأشخاص المقيمين في المخيم إلى مرافق مناسبة لأنّ الخيام لا يمكن تدفئتها، مؤكداً أن المفوضية خصصت 10 ملايين يورو كمساعدات، لإنهاء تلك الأزمة.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن الخبير الأمني في شؤون البلقان تسيفاد غاليياسيفيتش، قوله إنّ الإحصاءات المحلية تفيد بوجود نحو 20 ألفاً من المهاجرين غير الشرعيين في البوسنة والهرسك، موضحاً أنّ ما يجده المهاجرون جذاباً في البوسنة هو أنّ السلطات لن تسألهم عن بلدانهم الأصلية، مضيفاً أنّ معظمهم يصلون عبر تركيا أو رومانيا أو بلغاريا، ومن دون أوراق ثبوتية.

المساهمون