لم يعد القتال المتواصل وانعدام الأمن وحدهما دافعا لنزوح اليمنيين أو تهجيرهم من منازلهم، فخلال الأشهر الثلاثة الماضية، فاقم فيروس كورونا موجات النزوح المتكررة في بلد يشهد صراعا داميا منذ أكثر من 5 سنوات.
وكشفت تقارير أممية، الثلاثاء، أن جائحة "كوفيد-19" أثارت موجة نزوح جديدة في اليمن، وأجبرت النازحين على بيع ما يملكون من متاع قليل من أجل البقاء على قيد الحياة، وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية، بول ديلون، من جنيف، إنه "منذ نهاية مارس/آذار، وحتى 18 يوليو/تموز، نزح أكثر من 10 آلاف يمني، وهي الأشهر التي شهدت تفشياً لفيروس كورونا في غالبية المدن اليمنية".
ووفقاً للمسؤول الأممي، فإن "من رصدتهم مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة، كشفوا أن الخوف من العدوى، وتأثيرات تفشيه على الخدمات والاقتصاد دفعا بهم إلى ترك مناطق انتشار الفيروس"، وأشار في مؤتمر صحافي إلى قصة اليمنية "سلام" التي تسكن عدن (جنوب)، والتي أبلغتهم بأن أشخاصا اضطروا إلى بيع فرشهم وملابس أطفالهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولفت إلى أن النازحات اللاتي اعتدن العمل كخادمات في البيوت، يجبرن على التسول في الشوارع لأن أرباب العمل يخشون من حملهن للفيروس.
منذ نهاية مارس، وحتى 18 يوليو، نزح أكثر من 10 آلاف يمني، وهي الأشهر التي شهدت تفشياً لفيروس كورونا في غالبية المدن اليمنية
وقالت منظمة الهجرة إنها أجرت مقابلات مع عدد من النازحين من جراء كورونا، وإن بعضهم كانوا يسافرون من عدن ولحج (جنوب)، إلى مناطق داخلية أقل تأثراً بالفيروس، وكان آخرون يذهبون إلى مناطق في أبين، على الرغم من القتال النشط هناك. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديدة"، أن مدينة تعز استقبلت خلال يونيو/حزيران الماضي، عشرات الأسر التي فرت من الوباء في عدن، ولا يزال غالبيتهم يترددون في العودة بسبب استمرار انتشار كورونا وغيره من أمراض الحُميّات.
أكثر من 100,000 شخص اضطروا للفرار بسبب أعمال العنف في اليمن خلال العام 2020م.
— IOM MENA (@IOM_MENA) July 21, 2020
#فيروس_كورونا_المستجد_يظهر_كسبب_جديد_للنزوح_الداخلي_في_مختلف_أنحاء_البلدhttps://t.co/1AN4SUOn7U pic.twitter.com/D6nP4wy4Jj
وذكرت المنظمة الأممية أنها استطاعت أن تجمع البيانات في 12 محافظة فقط من أصل 22 بسبب القيود المفروضة على التنقل، في حين أن "العديد من النازحين بسبب الجائحة ينتقلون لثاني أو ثالث أو رابع مرة. رغم أن العدد الرسمي للإصابات في اليمن لا يزال منخفضا، إلا أنه يعتقد على نطاق واسع أن العدد الفعلي أعلى بكثير من المعلن، نظرا لمحدودية القدرة على الفحص، والمخاوف بشأن التماس العلاج".
وسجّلت المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، حتى مساء الإثنين، 1619 إصابة بفيروس كورونا، و447 حالة وفاة، ويؤكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي باليمن أن تلك الأرقام لا تعكس الواقع.
وكشفت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 100 ألف نسمة أجبروا على الفرار بسبب القتال وانعدام الأمن منذ يناير/كانون الثاني، وأن التقديرات تشير إلى نزوح أكثر من 17 ألف أسرة منذ مطلع يناير الماضي وحتى 18 يوليو الجاري. وتأتي مأرب على رأس المدن التي تستقبل النازحين، وذلك بأكثر من 8 آلاف أسرة، وشهدت مدينة الحديدة الساحلية، خلال الشهر الجاري، موجة نزوح جديدة جراء تصاعد الاشتباكات.
#اليمن: @IOM_Yemen تحذر من موجة نزوح جديدة سببها #كوفيد_19
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) July 21, 2020
والمتحدث باسم @UNmigration يشير إلى:
👈تداول معلومات كاذبة حول كوفيد
👈اعتداءات تنم عن كره الأجانب ضد النازحين
👈مستشفيات ترفض حالات مشتبه بها
-تفاصيل مؤتمر بول ديلون الصحفي👇@IOM_MENA https://t.co/Kp86OtJu5h